تحقيقات وتقارير

سباق الرئاسة المصري بعيون سودانية

لم يكن أكثر المتشائمين ليتخيل أن المصريين بعد أن صنعوا ثورة دفعوا من أجلها مهراً غاليا، سيجدون أنفسهم أمام أمرين أحلاهما مر، لم يكن أحد يتخيل هذا، بل لم يكن فرد واحد يتوقع أن تجد الثورة المصرية نفسها في منعطف خطير، وأمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يعود نظام مبارك في جلباب المرشح المستقل الفريق أحمد شفيق، أو أن تسيطر جماعة المسلمين على كرسي السلطة حال فاز الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة بالمنصب الرئاسي، وهذا ببساطة يعني أن ثورة 25 يناير أبدلت نظاماً شمولياً قابضاً وقمعياً بنظام شمولي يفتقر الى التعديدية والمنافسة، وإن جاء عبر صناديق الاقتراع، لجهة أن الإخوان سيطروا من قبل على البرلمان المصري، وكل هذه المعطيات جعلت الشارع المصري حائراً بعد أن تأكد بلا مواربة أن شفيق ومرسي سيخوضان جولة الإعادة المقررة بعد نحو شهر، وهو ما جعل صناع الثورة المصرية وتحديداً فئة الشباب تهدد بصناعة ثورة أخرى حال فاز الفريق أحمد شفيق بمقعد الرئاسة، بل إن عدم الرضى من مخرجات العملية الإنتخابية بلغ حداً أن لوحت العديد من التنظيمات الثورية بمقاطعة جولة الإعادة، حال لم يعلن مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي صراحة تعهده بتشكيل حكومة تعددية أو قومية أو حكومة إنقاذ وطني تصل بالثورة المصرية الى خواتيمها المنطقية.

المهم هنا أن ثورة 25 يناير نجحت بوصولها الى محطة الانتخاب، التي وجدت مدحاً كبيراً من قبل الجهات التي عملت على مراقبتها، بل إن مركز كارتر وصفها بالنزيهة والمشجعة، وهذا التشجيع تحديداً ربما يبدو صحيحاً بنسبة كبيرة لجهة أن مصر دولة محورية ذات تأثير على دول المنطقة والاقليم، وهذا ربما يسرّع من وتيرة نمو الديمقراطية وتوالدها، وفي البال أن مصر ذاتها ساهمت من قبل في انتشار ثقافة الانقلابات العسركية وما يسمى بالديمقراطية المركزية التي انتظمت بلاداً عديدة.. نحن هنا نحاول استقراء مخرجات العملية الانتخابية في مصر ومعايرته بالواقع السوداني، بأصوات بعض ممثلي الأحزاب.
الكرسي.. لمرسي
بنبرة حاسمة أكد رئيس منبر السلام العادل الباشمهندس الطيب مصطفى أن الجولة الثانية في الانتخابات المصرية ستحسم لصالح مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين. ومضى مصطفى في اتصال هاتفي مع الـ(الأحداث) أمس الى أن هنالك إجماعاً الآن حول محمد مرسي، مؤكداً أن كل المصريين الآن لا خيار لهم غير مرسي وذلك لأن منافسه أحمد شفيق يعتبره كل المصريين امتداداً لنظام مبارك القمعي ولديهم «غبينة» منه لذلك سيصوتون لصالح مرسي، مشيراً الى أن المرشح عبد المنعم أبو الفتوح أعلن تضامنه مع مرسي في الجولة الثانية مما يزيد فرصة اكتساح رجل الإخوان المسلمين للجولة الثانية وحصوله على المقعد الرئاسي. ولا يجد الطيب مصطفى أي استغراب حول صعود شفيق للمرتبة الثانية الأمر الذي أهله لخوض جولة الإعادة مؤكداً أن ما جعل شفيق يحصل على تلك الأصوات التي أدت الى ارتقائه لجولة الإعادة هو تصويت كل أقباط مصر له وكذلك كل أتباع وفلول الرئيس المخلوع حسني مبارك.
شفيق ليس امتداداً لمبارك
من ناحيته أكد القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل علي السيد أن الصراع في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المصرية سيكون صراعاً بين الإسلاميين وغير الإسلاميين، مشيراً في حديثه لـ(الأحداث) أمس إلى أن وصول الإسلاميين لكرسي السلطة سيكون أمراً كارثياً على جمهورية مصر، مؤكداً أن ليس للإسلاميين تجربة في الحكم، وأضاف: «وهم زي جماعتنا ديل» سيفشلون بمجرد أن يصطدموا بالواقع. ومضى الى أنه يتمنى ألا يحل الإخوان المسلمون في مصر على الكرسي الرئاسي مؤكداً أنه يعتبر أحمد شفيق خياراً أفضل من الإسلاميين، مبيناً أن نظام مبارك الدكتاتوري لم يكن أشخاصاً بل كان نظاماً بأكمله مما يعني أن شفيق لن يكون امتداداً لنظام مبارك النظام الدكتاتوري مؤكداً أن الشارع المصري هو الذي قام بخلع حسني مبارك، لذا لن يفكر شفيق في أن يمضي بذات نهج مبارك طالما هنالك شارع مصري لا زال موجوداً، وأضاف السيد في حديثه أنه كان يتمنى أن يفوز مرشح الناصريين وممثل الشباب حمدين صباحي لأنه كان سيكون هو الخيار الأمثل لكل المصريين.
مصر في حيرة
القيادي بالحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف اعتبر أن صعود مرسي وشفيق للجولة الثانية خيارين أحدهما أصعب من الآخر، مؤكداً في حديث بدت عليه الحيرة لاقتضابه في الكلمات أن المصريين الآن في حيرة من أمرهم، مبيناً أنهم أمام خيارين ليس بهما خيار يمكن أن يلجأوا اليه، مشيراً في حديثه لـ(الأحداث) أمس أن محمد مرسي يمثل الإسلاميين الذين طالما خشي المصريين من صعودهم للسلطة. والخيار الآخر هو أحمد شفيق الذي يمثل بقايا نظام مبارك القاهر.
مرسي وشفيق.. منافسة دينية
اعتبره أمراً طبيعياً أن يحصل مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي على أصوات تؤهله لخوض جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المصرية. وقال المحلل السياسي البروفيسور الطيب زين العابدين في اتصال هاتفي مع الـ(الأحداث) أمس إن من الطبيعي جداً أن يحصل محمد مرسي على تلك الأصوات، مشيراً الى أن ذلك الأمر كان متوقعاً لأن حزب الرجل نال أكبر عدد في مقاعد البرلمان، مؤكداً أن الإخوان المسلمين في مصر قوى منظمة ولديها ضوابط مثل المؤسسات العسكرية، لذا إن صدر لهم أمر بالتصويت لمرسي فلن يكون هنالك من سيخالفه، مؤكداً أن الأمر الذي يبدو غريباً هو أن يحصل أحمد شفيق على أصوات تمكنه من خوض جولة الإعادة رغم أنه يعتبر جزءاً من نظام مبارك الذي ثار عليه الشعب المصري وخلعه. ومضى زين العابدين إلى أن وصول محمد مرسي ممثل الإخوان وشفيق لجولة الإعادة ستجعل المنافسة بينهما تأخذ الطابع الديني إذ إن كل العلمانيين والأقباط يصوتون لشفيق باعتبار أن مرسي يمثل التيار الإسلامي. وذهب الطيب زين العابدين في حديثه ليصف الانتخابات المصرية بالحرة والنزيهة مشيداً بها وبالطريقة التي جرت بها، غير أن زين العابدين أضاف إنه في حال إن كان تقدم مرشح الناصريين حمدين صباحي ووصل الى جولة الإعادة كان سيكون الأمر حينها مختلفاً إذ ستكون المنافسة بين اليمين واليسار وستكون بين مرسي الذي يمثل التيار الإسلامي وصباحي الذي يمثل المدنية والليبرالية واليسارية، مؤكداً أنه كان سيكون الخيار الأفضل لشباب الثورة المصرية إذ إنه يعتبر أصغر المتنافسين على الكرسي الرئاسي ويعتبر ممثل الشباب والثورة.
حظوظ شفيق
على الرغم من أن الكثير من المراقبين يرون أن فوز شفيق كان مفاجأة بدت أقرب للصدمة لاعتبارات شتى بينها أن الرجل يعد أحد الوجوه البارزة في نظام الرئيس مبارك، لكن يبدو أن دوائر خاصة ذات تأثير قوي على الناخبين تدخلت على نحو أو آخر قد يكون بينها رجال الجيش – ولو بطريقة الإيحاء بأن الرجل هو المرشح المفضل للمؤسسة العسكرية، التي تحوز على ثقة لا يستهان بها في نفوس الغالبية العظمى من المصريين، فشفيق – وفقاً لاستطلاعات الرأي العام – كان بعيداً عن مناطق المنافسة الحامية وحل رابعاً في تلك الاستطلاعات خلف أبوالفتوح وعمرو موسى وحمدين صباحي. لكن الرجل بدا كمن ينحني للعاصفة عندما صدع في مؤتمره الصحفي الأخير بما يشبه مغازلة حركة الإخوان صاحبة التيار الجارف في الاستحقاق الانتخابي المصري «بأنه لا يمانع عن تشكيل حكومة يقودها الإخوان». لكن يبقى السؤال هل سيحالف الحظ طائرة الفريق (شفيق) حتى النهاية لتهبط بسلاسة على مدرج مطار قصر (العروبة)؟ أم إن عاصفة الإخوان ستعتم عليها الرؤية وتمنعها من الهبوط بسلاسة وتجبرها على أن تقبل من الغنيمة بالإياب؟.
بقلم عبير عبد الله
smc

‫4 تعليقات

  1. [SIZE=5]بغض النظر عن الانتماء السياسي للجميع ومع حق الجميع المشاركة لكن عندما يحتدم النقاش الحوار حول اسلامي وغير اسلامي شيء محزن اليوم انظروا لما جرى في فرنسا ودول اوربية اخرى حول الاسلام ومن يعتنق الاسلام هؤلاء تخوفوا من المد الاسلامي لبلدانهم تصويت ضد الحجاب غرامات وسجن وينادون بالحرية يعني لو بكرة شخص مشى بالشارع عريان يقال حرية لو شتم او اساء للاسلام يقال حرية لكن لو تحدث في شخص قس فقط ممكن يمشى وراء البحار مثال الفاتيكان اليوم اقرب خدامه يقدم لمحاكمة وممكن هو زي رث الشلك سجن محلي بس الفرق سجن شوك وطوب – الذين يحملون افكارا غير متلائمة مع الشارع المسلم لم نسمع منهم مشاريع او نهضه للتعليم فقط صراع مع اي اتجاه اسلامي ونقاش من صرة المراة الى ركبتها نحن عاوزين ناكل ثياب قمصان سهره ولا عاوزين تنميه ونهوض فقط نخالف نعارض ننتقد نريد توضيح وجه هؤلاء كل دول العالم تحافظ على هويتها اي كانت ديانتها ولو بوزيه يهودية سيخ هندوس[/SIZE]

  2. على الاخوة المصريين الاتعاظ من حكم الاسلامويين فى السودان واسلوبهم العقيم فى التعامل مع الواقع عليهم ان ينظروا الى ما حل بالسودان من تخلف وجهل وانحطاط اخلاقى واثارة للنعرات الطائفيه والاثنيه والتشتت والانقسام…. نعم لشفيق ….لانكم ستندمون ..ستندمون … ستندمون اذا تسلق هؤلاء الغجر اصحاب العقليات المتحجرة الجهلة الذين يعيشون على افكار القرون الوسطى