عالمية

الغرب يطرد مبعوثين سوريين بسبب مذبحة الحولة

[JUSTIFY]طردت قوى غربية مبعوثين سوريين يوم الثلاثاء اعرابا عن غضبها من مذبحة قتل فيها 108 مدنيين نصفهم تقريبا من الاطفال وحث مبعوث السلام كوفي عنان الرئيس السوري بشار الاسد على اتخاذ خطوات جريئة لوقف اراقة الدماء قائلا إن سوريا وصلت الى “نقطة اللاعودة”.

واثارت مجزرة الحولة عاصفة قوية من الادانة في انحاء العالم وقالت الامم المتحدة ان اسرا بأكملها قتلت بالرصاص داخل منازلها يوم الجمعة بعضها بنيران دبابات الجيش والاخر ربما على يد ميليشيا موالية للاسد.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيو في مقابلة مع صحيفة لوموند اليومية “بشار الاسد يقتل شعبه ويجب تنحيه عن السلطة باسرع ما يمكن.”

وقال نظيره الاسترالي بوب كار “هذه المذبحة لاكثر من 100 رجل وامرأة وطفل في الحولة جريمة بشعة ووحشية.”

وعارض ايرفيه لادسو قائد عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والذي ينتشر مراقبوه في سوريا تأكيد حكومة الاسد بأن المذبحة نفذتها عصابات ارهابية.

وقال لادسو للصحفيين “جانب من الضحايا سقط يقذائف المدفعية.. ذلك يشير بوضوح إلى مسؤولية الحكومة. الحكومة وحدها هي التي لديها أسلحة ثقيلة ودبابات ومدافع هاوتزر.”

وأضاف “لكن هناك أيضا ضحايا سقطوا بأسلحة فردية وضحايا قتلوا بجروح ناجمة عن سكاكين.. بالطبع فإن المسؤولية هنا أقل وضوحا ولكن من المحتمل أنها تشير إلى أسلوب الشبيحة (الميليشيات الموالية للأسد) أو ميليشيات محلية.”

وامهلت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا وألمانيا وايطاليا واسبانيا وبلغاريا واستراليا المبعوثين السوريين ساعات او ايام لمغادرة عواصمها في تحرك سلط الضوء على زيادة العزلة الدبلوماسية للاسد.

وكان بعض الدول التي طردت السفراء او خفضت مستوى العلاقات مثل واشنطن امرت بطرد قائمين بالاعمال من ذوي مستوى دبلوماسي اقل.

ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند هجوم الحولة بأنه “أوضح لائحة اتهام حتى الان” لرفض دمشق تنفيذ قرارات الامم المتحدة التي تدعو الى حل سلمي للصراع.

وقالت “نحن نعتبر الحكومة السورية مسؤولة عن هذه المذبحة التي تعرض لها ابرياء”.

وتأمل الدول الغربية التي تطالب الاسد بالتنحي ان تحول مجزرة الحولة الرأي العام العالمي خاصة في روسيا الحامية الرئيسية لسوريا تجاه تحرك اكثر فاعلية ضد دمشق وربما في صورة عقوبات للامم المتحدة.

وفي حين فرضت الدول الغربية والعربية عقوبات اقتصادية احادية على سوريا تعرقل روسيا والصين اي تحرك مماثل في الامم المتحدة.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إنه سيسعى لإقناع روسيا بتأييد عقوبات فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد سوريا بعد أن كثف ضغوطه على دمشق بإعلانه اليوم طرد سفيرتها من فرنسا.

وأضاف “التدخل العسكري غير مستبعد بشرط ان يتم برعاية القانون الدولي وتحديدا من خلال قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة.”

وتابع أولوند “بدءا بنفسي يتعين علي وعلى آخرين اقناع روسيا والصين وأيضا ايجاد حل لن يكون بالضرورة عسكريا.”

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان باريس تريد بحث خيار عقوبات الامم المتحدة بجدية مضيفا “نحن نتحدث مع الجميع خاصة روسيا.”

لكن موسكو التي دعمت نصا غير ملزم لمجلس الأمن يوم الاحد انتقدت استخدام المدفعية وقذائف الدبابات ضد الحولة لم تظهر علامة تذكر على تغيير موقفها.

وانتقد مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الاوروبي فلاديمير تشيجوف قيام الغرب بطرد سفراء سوريا مشيرا الى اهمية “الابقاء على الحوار مع الجانب الآخر.”

ونقل عنان الموجود في دمشق لمحاولة انقاذ خطة سلام بدأت قبل ستة أسابيع لكنها فشلت في وقف اراقة الدماء في سوريا للاسد “القلق البالغ للمجتمع الدولي”.

وقال في مؤتمر صحفي في دمشق “إننا عند نقطة اللاعودة. الشعب السوري لا يريد مستقبلا يخيم عليه اراقة الدماء والانقسام. لكن أعمال القتل مستمرة والانتهاكات مازالت معنا حتى الان.”

وحث ايضا المعارضة المسلحة على وقف العنف لكنه ناشد اولا الحكومة باعتبارها الطرف الاقوى على اتخاذ “خطوات شجاعة الان ليس غدا وانما الان” بوقف جميع العمليات العسكرية و”اظهار أكبر قدر من ضبط النفس”.

غير ان حكومة الاسد نفت علاقتها بالمجزرة او حتى وجود اسلحة ثقيلة لها بالمنطقة رغم الدلائل المغايرة لمراقبي الامم المتحدة.

وكرر الاسد نفسه لعنان موقف سوريا بأن “مجموعات ارهابية” – وهو المصطلح الذي تطلقه سوريا على المعارضين – تصعد من عمليات القتل والخطف في انحاء البلاد.

في غضون ذلك قال مسؤولو الامم المتحدة اليوم ان العدد التقديري للنازحين داخل سوريا زاد عن المثلين الى نصف مليون منذ وقف اطلاق النار في 12 ابريل نيسان وان تدفق اللاجئين للخارج يتسارع مرة اخرى.

وعثر مراقبو الامم المتحدة على فوارغ قذائف وآثار حديثة لمواضع سير دبابات في الحولة وهو دليل على العتاد الذي لا يملكه المعارضون المسلحون الذين يستخدمون اسلحة خفيفة.

وفي جنيف قالت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة إن معظم قتلى بلدة الحولة السورية ومجموعهم 108 قتلى اعدموا من مدى قريب.

وابلغ ناجون محققي الامم المتحدة ان اغلب الاخرين قتلوا برصاص ميليشيا الشبيحة الموالية للاسد والتي كانت تهاجم معاقل المعارضة في السابق وتثير الرعب فيها.

وصرح روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوضية “ما هو جلي جدا هو ان شيئا بغيضا جدا حدث في الحولة وان قطاعا كبيرا على الاقل كان اعدامات فورية لمدنيين نساء وأطفال.”

وذكر أن 49 طفلا و34 إمرأة كانوا من بين القتلى. واضاف “في هذه المرحلة يبدو ان أسرا بالكامل قتلت بالرصاص في منازلها.”

ويتناقض التقرير مع خطاب مفتوح ارسله مجلس الامن الى سوريا يوم الاثنين جاء فيه ان “العصابات الارهابية المسلحة …دخلت بغرض القتل وافضل دليل على ذلك هو القتل بالسكاكين وهو الاسلوب المميز للجماعات الارهابية..”

وساعدت اللقطات المصورة البشعة التي وزعها نشطاء المعارضة في اخراج الرأي العام العالمي من حالة عدم الاكتراث المتزايد ازاء صراع قتل فيه اكثر من عشرة الاف شخص.

في هذه الاثناء قالت مصادر معارضة ان منشقين سوريين قتلوا 20 جنديا في قتال عنيف حول بلدة سورية شمالية قرب الحدود مع تركيا.

وذكروا ان ستة مدنيين وستة من مقاتلي المعارضة من بينهم اثنان من قادة المقاتلين المنشقين قتلوا ايضا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية بعد ان شن الجيش السوري هجوما بالدبابات وطائرات الهليكوبتر لاستعادة السيطرة على المنطقة حول بلدة في محافظة حلب على بعد 18 كيلومترا شرقي الحدود التركية.

وذكر بيان ان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ابلغ عنان في اتصال هاتفي انه يتعين على “جميع الاطراف” انهاء العنف.

وكانت روسيا تعتبر لفترة طويلة حافظ الاسد الراحل افضل مدافع عن مصالحها في المنطقة وتؤجر قاعدة بحرية كبيرة في سوريا. وتشير الى ان الدول الاجنبية تقوض خطة عنان بدعم المعارضة.

وقال لافروف للصحفيين في موسكو “نحن منزعجون من ان بعض الدول ..بدأت في استخدام هذه الواقعة ذريعة لطرح المطالب الخاصة بالحاجة للعمل العسكري في محاولة للضغط على مجلس الامن التابع للامم المتحدة.

“نحن منزعجون من المحاولات التي لا تتوقف لاحباط خطة السلام التي وضعها عنان.”

وتدعو خطة عنان الحكومة الى سحب جميع الاسلحة الثقيلة من البلدات والمدن يلي ذلك وقف للقتال والحوار مع المعارضة لكنها اصطدمت بالعقبة الاول.

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للصحفيين في دمشق في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين إن سوريا لم ترتكب خلال هذه الفترة أي خرق لخطة عنان ولا للتفاهم المبدئي بين سوريا والأمم المتحدة.

وأضاف أن الطرف الاخر لم يلتزم في الوقت نفسه بأي نقطة وأن هذا يعني أن الجماعات المسلحة والمعارضة اتخذتا قرارا بعدم الالتزام بخطة عنان وإفشالها.

وقال المقداد إنه توقع أن يضغط عنان على الدول الأجنبية التي تدعم ما تصفها سوريا بأنها مؤامرة “إرهابية” ممولة من الخارج.

وتفضل السعودية وقطر تسليح المعارضين الذين يقاتلون قوات الأسد ومعظم قادتهم من العلويين الشيعة.

وقال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز ان الوجود العسكري في سوريا ضروري لضمان وقف محتمل لاطلاق النار وحماية المراقبين وعمال الاغاثة.

واضاف للصحفيين “دون طلب تدخل مثل ما حدث في ليبيا لا غنى عن وجود عسكري حقيقي لضمان وقف اطلاق النار وحماية مراقبي الامم المتحدة وحماية من يريدون القيام بالاعمال الانسانية.”[/JUSTIFY]

رويترز