وجدي الكردي
مريم الشجاعة
جلسنا بالأمس (نقطع) كعادة الصُحفيين في (بعض) زملاء المهنة. والقطيعة مؤصلة في جنس الصُحفيين انسياقاً للعقيدة الأخبارية التي يمتهنونها، وتعود جذورها بالطبع إلى (القطيعة) وفق مناهج علمية تبدأ من النميمة بالهرم المقلوب والمعتدل، إلى الهرم المخروطي والمبطوح.
ماعلينا..
اكتشف سكرتير التحرير، لقمان، أن بعض ما يكتبه الزملاء من آراء (نطيحة وفضيحة)، تحتاج إلى شجاعة لا تتوافر إلاّ لذوي العزم من الصُحفيين. فإن تمدح مسؤولاً في منتصف نهار الصفحات، وتسبغ عليه من صفات الألوهية والربوبية رغم أنه في حاجة إلى الضرب بالجزمة القديمة، تلاتة مرات في اليوم (بعد كل وجبة)، لهو أمر غاية في الجسارة والشجاعة.
وأن تمشي بين الناس في لباس الأتقياء الأنقياء الأوّابين إلى الله، وأنت (حرامي ابن كلب)، تسرق الكحل من عيون العذارى وتخطف الثدي من شفتي طفل، فأنت سيد الشجعان.
وصنف الشجاعة التي نحن بصددها، موهبة فذة، مثلها مثل موهبة الغباء والغناء و(البغاء)، لا تؤتي لرجل بقرار أو رغبة، بل هي جملة من الإستحقاقات التي يجب دفعها من (دم قلبك) و(ماء وجهك) حتى تكتب عند (القراء) شجاعاً.
الكتابة في ابسط تعريفاتها، هي رموز صوتية للكلام، ولا تختلف الكتابة عن الكلام، فكلاهما تفكير باللغة، و(للكلام صناديق في ذاكرتك, فهناك صندوق للكلام المسموع وصندوق للكلام المنطوق وآخر للمقروء والمكتوب)، أو كما قال..
كلّما استمعت أو نطقت أو قرأت أو كتبت، يكبر حجم صندوقك دونما اختلاط أو تداخل، والشجاع وحده الذي يلخبط (كيان) هذه (الكيمان) ليفصل بين (دين) ما يقوله و(دولة) ما يكتبه للقراء..!
شجاعة (اليومين ديل)، أفضت بأن يبتلع (البعض) بين تجاويف حلقه عُدة ألسنة، يتحدث بواحدة منها ويكتب بأخري و(يبيع) بالثالثة، ويدخل بالرابعة الحمّام، ليغني على ليلاه في كرسي الإمارة والوزارة..!
غايتو..
أنا ذاتي شكلي كدة ما فاهم داير أقول شنو، الفهم ذاتو اليوميم ديل بقى داير ليهو شجاعة.
آخر الحكي – صحيفة حكايات
wagddi@hotmail.com