قير تور

الخدمة الوطنية

[ALIGN=CENTER]الخدمة الوطنية [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]من المحطات التي وجدت أثرها واضحاً في مسيرة حياتي اليوم فترة الخدمة الوطنية الإلزامية بكل ما فيها.فقد كانت تجربة ثرة إلتقيت فيها بعدد لا يستهان به من كوادر مؤثرة في دولتنا هذه بإعتبارهم أصحاب طموحات وخطط مستقبلية. وأسوق هذا لأن فترة الخدمة الوطنية كانت تصاحبها ممارسات من بعض المنسوبين على النظام الحاكم حتى فهم بأن الخدمة لها مآرب خاصة لبعض الناس. لكن تأثري جاء من ناحية أنني التقيت عدداً مقدراً من الخريجين وبقينا في مكان واحد لمدة عام كامل، هذه الفترة خلقت ألفة ومحبة بيننا تفوقت على الصداقة التي اكتسبها البعض منا ايام الجامعة. والسبب في إعتقادي الذي جعل فترة الخدمة الوطنية مؤثرة أكثر من الفترة الجامعية أننا كنا ننتظر مصير واحد هو إكمال الفترة وبعد ذلك يستلم كل منا شهادته.
وللإستدلال على ما اقول فقد حافظ الزملاء الذين كنا في معسكر مظلات جبل اولياء وقضوا فترة خدمتهم في جنوب طوكر عام 1999-2000 على الصداقة والمودة فظلوا يلتقون كل اسبوع في الخرطوم. ومنذ العام الماضي بداوا إفطارات رمضانية.
مساء يوم الثلاثاء 9-9- 2008 م كان تلفوني يستقبل مكالمة من المهندس خالد عصفور يخبرني بتنظيم إفطار جماعي دعا له الإخوة، في حدائق السلام بالخرطوم جنوب غرب كبري القوات المسلحة جنوب وزارة التربية والتعليم.هذا النبأ كان مفرحاً لي وأهتممت به جداً، وفي مساء الأربعاء 10-9-2008 م كنت ضمن عدد من الزملاء الذين فارقت بعضهم منذ عام 2008 م يوم إستلامنا خلو الطرف من مكتب الخدمة الوطنية الإلزامية بالعمارات. لم يكن اللقاء مجرد تناول طعام وشراب فقط بل إجترار ذكريات ومعرفة احوال الكثير من زملائنا الذين لم يحضروا اللقاء وقد عرفنا بعض اعذار بقية الذين لم يحضروا.
لقد كنت اعتبر الإفطار الجماعي ذاك حفلاً خاصاً بالنسبة لي لأن اغلب من حضروا ذلك اللقاء كانوا ضمن السرية التي كنت فيها.
لقد كانت ذكريات جميلة والكل يسرد المراحل منذ تحركنا من جبل اولياء وصولا إلى كسلا ثم بورتسودان وطوكر. وفي جنوب طوكر كان علينا التعرف على من: المرافيت وعقيق وكسرة عقيق وعقيتاي وعدارات واشت ودولابياي.
إنها ذكريات جميلة ومؤثرة والأكثر جمالاً ما سنّه الإخوة، ولم يتوقف الدعوة على الإفطار التي تم فقط بل إتفق الجميع على لقاء آخر هذا الشهر. ومساهمة مني في توصيل هذه الرسالة لمن لم يسمع وانا اعرف بأن هناك إخوة لنا بخارج البلاد سيعلمون من هذا الباب لأنهم يراسلونني وأما الموجودين بداخل البلاد فنود بأن هناك لقاء آخر بإذن الله يوم 20 رمضان 1429هـ.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1017- 2008-09-13