تحقيقات وتقارير

الكرفتة والسودانيون .. (عقدة) من نوع آخر

ارتدى ملابسه على عجل .. وقام بارتداء (ربطة العنق) أو (الكرفتة) كما يحلو للكثيرين مناداتها، وتوجه نحوعمله، واستقل في سبيل ذلك احدى المركبات العامة، لكن لدهشته ما ان صعد حتى وجد الجميع يتطلعون اليه بشئ من التركيز، قبل ان يصطدم بعبارة همس من احد المقاعد الخلفية وأحدهم يقول لرفيقه بسخرية: (عليك الله عاين الزول الفرحان دا)، ليضطر للهبوط من المركبة العامة واستئجار عربة خاصة، هرباً من تلك المشاهد الغريبة.
وبرجوعنا “للكرفتة”.. نجدها من تفاصيل الازياء الافرنجية الوافدة الينا من دول الغرب، اذ اشتهر الشعب السوداني بكل سحناته بارتداء زي موحد وهو “الجلابية والعمة والطاقية” مع اختلاف بسيط في تكوينها عند بعض الناس لذلك نجد الزي الافرنجي دخيل علي المجتمع السوداني، واشتهر به سكان المدن ولم يجد حظه عند سكان الريف الذين مازال الكثير منهم يرتدي الجلابية وملحقاتها، وفي الآونة الاخيرة اصبحت ربطة العنق عبارة عن جزء مهم من الزي رسمي لبعض المؤسسات مثل موظفي البنوك وبعض الجامعات الخاصة وايضاً المحامين، لذلك استطلعت السوداني عدداً من الناس حول الموضوع، خصوصاً اننا شعب نعاني من عقدة (الكرفتة)..!
طبيعة مهنة:
المحامي معتصم الامير المحامي قال ان ميثاق اخلاقيات مهنة المحاماة ينص على انه يمتنع على المحامي اي سلوك لا يشرفه او يتنافى مع المهنة وقد نصت المادة “4” من قواعد اخلاقيات المهنة على انه ” يلتزم المحامي بالزي اللائق” لذلك جاءت مسألة الزي المثالي مسألة متعلقة بالميثاق والمهنة نفسها واشار الي ان المحامي في القضاء يسمى القضاء الواقف وهيبة المحامي من هيبة القضاء .مضيفاً في حديثه ان القانون لم ينص على لبس الكرفته لكنه نص على الزي اللائق والمناسب، وذكر معتصم الامير في حديثه للسوداني انه يعتبر لبس الكرفتة هو تميز لاعضاء الاجهزة العدلية من غيرهم في المحكمة، واضاف: (انا اعتقد ان طبيعة مهنة المحاماة من المفترض ان يلتزم المحامي بلبس الكرفته طول اليوم في مكتبه بإعتبار انها تشير الى مهنة المحاماة).. واضاف: (انا شخصياً احرص على ان يكون المحامون في مكتبي يرتدون الزي الكامل اللائق بالمحامين , مشيراً الى ان المحكمة يمكن ان تنبه المحامي للزي الذي يفترض ان يظهر به، و ايضاً يمكنها ان تمنعه من الظهور اذا لم يكن يرتدي الزي المناسب .
تميز كبير:
أما المحامي عبدالحليم طه فقال ان مهنة المحامي مهنة سامية ولها علاقة بكل شرائح المجتمع وبالتالي نص القانون على الزي الشكلي وهو الذي يمثل الزي الذي يميز المحامي واضاف ان لبس الكرفته موجود عند بعض الموظفين مثل المصارف ولكن بالنسبة للمحامي فيه تميز وان شكل المحامي في لبسه الكامل هو عنوانه الحقيقي وقال ان الموكل اذا وجد المحامي بكامل زيه يترك اثرا ايجابيا في نفس الموكل.
خانق رقيبتو:
البروفسير عبداللطيف البوني الكاتب الصحفي قال عن الكرفته ان لديها عدة ربطات تصل الي 14 وليس كل شخص يستطيع ربطها، واضاف ان مناخ السودان غير مساعد على لبس الكرفته، لذلك لم تكن منتشرة الا لدى بعض المهن مثل موظفي “البنوك والمحامين”وايضاً اصبحت يونفورم لبعض الشركات مشيراً الى ان لبس الكرفته عرف لدى الطبقة الارستقراطية واداة من ادوات التميز ذاكراً انها في السبعينات كانت لبسة الكرفته منتشرة اما الان اصبح لبس الكرفته قليلا، واضاف ان من يلبس الكرفته في القرية في زمن سابق كان يطلق عليه لفظ “مجنون” اما في المدينة يقولون ان هذا الشخص “مضيقة او خانق رقيبتو”.
ماعارفين يربطوها:
على ذات السياق إستطلعت (السوداني) الشاب زاهر احمد الامين صاحب بوتيك “اَية فون” وسألته عن رواج تلك الكرفتة واسعارها، فقال ان اكثر الفئات التي ترتدي الكرفته هي الشباب وموظفو البنوك والمحامون وبعض طلاب الجامعات الخاصة “اتحاد المصارف” وهؤلاء يرتدون الوانا معينة، اما الموظفين فيرتدون الكرفتة علي حسب لون اللبسة , اما عن اكثر الالوان قابلية فقال انها الالوان الفرايحية واضاف: يأتي الينا من لا يستطيع ربط الكرفته مثل الذين يرتدونها لمناسبة ونحن بدورنا نساعدهم علي ربطها..!! وعن أسعارها قال أنها تتراوح بين (20 ألى 15) جنيها.
صحيفة السوداني
الخرطوم : رحاب فريني

تعليق واحد

  1. [COLOR=#448E39][B][SIZE=5][FONT=Arial]والله العظيم ماعندكم موضوع ، بالله الصحافة افلست للدرجة دي ؟ حسبي الله ونعم الوكيل[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]