قير تور

التشريع

[ALIGN=CENTER]التشريع [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]تحدثنا في حلقة سابقة نشرت يوم الخميس الماضي عن مصادر التشريع في السودان حسب الدستور الإنتقالي للعام 2005 م. ووددت الإشارة الى المادة الخامسة حتى تكون مصحوبة مع القارئ وهو يتابع الحلقات التي سنطرحها هنا في هذا الباب المتواضع.
من الأشياء العادية عند الدينكا وبعض القبائل النيلية الأخرى، موضوع الزواج والإنجاب بإسم الشخص الذي مات. يعني عادي جداً أن تجد طفلاً إسمه فلان الفلاني وتكتشف بأن الطفل الذي يحمل ذاك الإسم وولد هذا العام توفى الشخص الذي تم نسبه إليه قبل عشر او تسع سنوات مضت. وإذا كنت مندهشاً وتتساءل فهذا يعني أنك لست واحداً من القبيلة… أو لو كنت واحداً من الدينكا فهذا يعني أنك لم تكن عائشاً وسط اهلك وبالتالي فقدت ثقافتك وعاداتك وشخصيتك معها ايضاً، وسيتطلب الأمر تلقينك الكثير من الأمور الواجبة الفهم. وستعرف أكثر من ذلك بأن هذا الميت الذي يحمل الأبناء إسمه هو الأب الحقيقي للأبناء بينما الشخص الذي أنجبهم دوره الإنجاب والرعاية والإهتمام فقط بأسرة الميت.
هناك مشكلة تبرز في مثل هذه الحالات هو القانون الذي يتم التعامل معه خاصة تلك المتعلقة بالمستندات الرسمية، فهناك حالات يتطلب الشهادة وجود الأب (وهنا يبرز فرق بين الأب والوالد).
على العموم ليست هناك مشاكل كثيرة حدثت من قبل بسبب القانون، لكن هناك مشاكل إجتماعية تحدث هي التي تجعل الأسر تلجأ إلى القانون السائد. وهنا يطفح للسطح موضوع الإنتماء الديني والعرقي. فيحدث تنازع ما بين ثقافتين يريد صاحب المصلحة إستخدام المفيدة له آنياً، فمثلاً الشخص الذي ما يزال في إحدى مناطق الجنوب وفي داخل مجتمع الدينكا بعيداً عن المساجد والكنائس لا تواجهه اية مشكلة فليس لهم أهمية للمستندات والشهادات الورقية وليس هناك ضرورة دينية تنهي عن إنجاب أطفال للميت، لكن الذي بقي داخل المدينة سيكون عليه الإختيار الصعب ما بين ما اعتنقه من دين (مسيحي او مسلم) فيلبي قناعته الدينية أو الرضوخ لرغبة الأهل بالمحافظة على العادات.
شئ آخر ساحكيه لكم وهي قصة حضرتها في العام 1993 ثم تكررت نفس القصة عام 2005م في مكان آخر. الحادثة الأولي بينما كنت في زيارة أحد أقربائي بسنار وكانت الساعة 12 ظهراً، سمعنا صراخ فتاة بمنزل قريب منا. ولأن الصراخ كان شديداً فقد خرجنا من الدار الذي كنا فيه نحو مصدر الصوت وكانت قطية… فإذا بنا نرى فتاة تقوم بحركات تدل على غضبها من الذين هم داخل القطية وترميهم بالحجارة ورغم أن الدار التي هي فيها بها ناس لم نر اية حركة تدل على التعاطف معها….
ونحن على ذلك الحال أدركنا ما لم نقدر على حكايته لصعوبة التصديق فالفتاة عرفنا بأنها تم إستدراجها إلى داخل القطية بواسطة إحدى قريباتها. وفي داخل القطية كان يجلس عدد من الشباب الذين قاموا على الفور بالقبض عليها ليقوم أحدهم بالمقصود!!!.
المهم ما حدث هو أننا اصبحنا ننكر على انفسنا بأن الذين فعلوا ذلك ليسوا من(دينكا نقوك) وهذه العادة محرمة عندنا… و.. و…[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1018- 2008-09-14