منوعات

بالفيديو : الرجل الذي قتلته حكمته


[JUSTIFY]كان الإمام سعيد بن جبير فقيه عصره يزن الأمور بميزان العقل وينطق لسانه بالحكمة البالغة ، وكانت وفاته شاهدا ودليلا عظيما علي مدي شجاعته في الحق ،وعدم خشيته الملوك والأمراء فيما يخص الدين ،قد سطر التاريخ بكل فخر الحادثة التي تسببت في موت الامام الفقيه والتي يتخذها الحكماء والعلماء نموذجا يحتذى به وشاهدا علي حكمة اللسان في ردع الظلم والافتراء0

وقد دار حوار أقل ما يوصف أنه من أروع ما سجل التاريخ ، بين الامام الفقيه سعيد ابن جبير والحجاج بن يوسف الثقفي ،وكان آخر حديث له في الدنيا إذ أنهيت حياته بسبب ردوده الحكيمة ، وجاء الحوار على الوتيرة التالية:
الحجاج : ما اسمك ؟
الإمام : سعيد بن جبير .
الحجاج : بل أنت شقي بن كسير .
الإمام : بل كانت أمي أعلم باسمي منك .
الحجاج : شقيت أمك وشقيت أنت .
الإمام : الغيب يعلمه غيرك .
الحجاج : لا بد لك بالدنيا نارا تلظى .
الإمام : لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها .
الحجاج : فما قولك في محمد ؟
الإمام : نبي الرحمة وإمام الهدى .
الحجاج : فما قولك في علي أهو في الجنة أم هو في النار ؟
الإمام : لو دخلتها وعرفت من فيها عرفت أهلها .
الحجاج : فما قولك في الخلفاء ؟
الإمام : لست عليهم بوكيل .
الحجاج : فأيهم أعجب إليك ؟
الإمام : أرضاهم لخالقي .
الحجاج : فأيهم أرضى للخالق ؟
الإمام : علم ذلك الذي يعلم سرهم ونجواهم .
الحجاج : أحب أن تصدقني .
الإمام : إن لم أحبك لن أكذبك .
الحجاج : فما بالك لم تضحك ؟
الإمام : وكيف يضحك مخلوق خلق من طين والطين تأكله النار !
الحجاج : فما بالنا نضحك ؟
الإمام : لم تستو القلوب .
ثم بعدها أمر الحجاج باللؤلؤ والمرجان والزبرجد والياقوت فجمعه بين يديه فقال له الإمام :
إن كنت جمعت هذا لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح ، إلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت ولا خير في شيء للدنيا إلا ما طاب وزكا .
ثم دعا الحجاج بالعود والناي ، فلما ضرب بالعود ونفخ بالناي بكى الإمام0
فقال الحجاج : ما يبكيك ؟ أهو اللعب ؟
الإمام : هو الحزن ، أما النفخ فذكرني يوما عظيما يوم ينفخ في الصور وأما العود فشجرة قطعت من غير حق ، وأما الأوتار فمن الشاة تبعث يوم القيامة .
قال الحجاج : ويلك يا سعيد .
فقال الإمام: لا ويل لمن زحزح عن النار وأدخل الجنة .
فقال الإمام: اختر أنت لنفسك ، فوالله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة .
فقال الحجاج : أتريد أن أعفو عنك ؟
رد الإمام : إن كان العفو فمن الله ، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر .
عند ذلك ضاق الحجاج ذرعا بسعيد ولم يطق صبرا عليه فأمر بإنهاء المحنة .
قال الحجاج : اذهبوا به فاقتلوه ، فلما خرج ضحك ، فأخبر الحجاج بذلك فردوه إليه ، وقال : ما أضحكك ؟
قال الإمام: عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عليك !!!
فأمر بالنطع فبسط وقال : اقتلوه .
فقال الإمام : ﴿إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين﴾ .
قال الحجاج : وجهوه لغير القبلة .
قال الإمام : ﴿فأينما تولوا فثم وجه الله﴾ .قال الحجاج : كبوه على وجهه .
قال الإمام: ﴿ منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى﴾.
قال الحجاج : اذبحوه .
قال الإمام: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة … ( اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي ) .

فذبح من الوريد إلى الوريد ولسانه رطب بذكر الله، وبهذا انتهت حياة الإمام سعيد بن جبير رحمه الله ..ولم يلبث الحجاج قليلا بعد قتله الإمام إلا وهلك.[/JUSTIFY]

لمشاهدة الفيديو إضغط هنـــــــــــــــــــــــــا