حوارات ولقاءات
نعرف من قـتلوا بلندية بأسمائهم … حوار مع : رئيس الحزب الديمقراطي الجديد منير شيخ الدين
*لماذا قتل بلندية ؟
-لم يقتل رئيس المجلس التشريعى إبراهيم محمد بلندية فى شخصه إنما قصد الذين قتلوه ،قتل بعض قيم أهالينا فى جنوب كردفان وهم يبغضون دائما الخيانة والطعن من الخلف والتصفية بالقتل فى إطار الخلافات السياسية ،قتل بلندية لأنه يمثل رمزا لهذه القيم فى هذه المنطقة التى نعتبرها قد قامت أصلا على التكافل الإجتماعى بين الناس .
*من الذين قتلوه ؟
– قتله تنظيم الحركة الشعبية بكل تأكيد !
*هل من دليل مادى ؟
– نعم ..نعم هنالك من شوهدوا فى تلك المنطقة وبالأسماء يوم الخميس قبل تنفيذ إغتيال بلندية ورفاقه ،وهم من عناصر تتبع للحركة الشعبية .
*من هم ؟
-هم أبناء تلك المناطق التى قتل فيها بلندية ورفاقه .
*هل من أسماء ؟
-لان الأمر لازال قيد التحرى ولكن منهم عبدالله ،الياس ،أحمد ،محمد ، وآخرون وهم حوالى عشرين شخصا ولا زالت المحاولات تجرى للقبض عليهم ،شوهدوا بذات المنطقة التى قتل فيها بلندية ورفاقه مساء الخميس قبل أن ينفذوا جريمتهم نهار الجمعة .
*ولكن هل يعتبر ذلك دليلا ماديا ؟
– قرائن الأحوال تؤكد ذلك
*هل هم من أسرة واحدة ؟
– لا بل هم من المنطقة عامة وليسوا من أسرة واحدة أو فرع واحد بل هم عناصر فى تنظيم الحركة الشعبية .
*إتهامكم صريح للحركة الشعبية هل فعلا هذه المجموعة التى قصدتها تتبع للحركة الشعبية ؟
– نعم هم يتبعون لتنظيم الحركة الشعبية
*هل يوجد سجلا رسميا لذلك ؟
– لا.. مافى حاجة إسمها سجل رسمي ،ولكنهم ينتمون للحركة الشعبية ومعروفون على مستوى المنطقة التى إنتمى إليها أنا شخصيا ! وأعرفهم جيدا ومتأكد جدا أنهم من إغتالوا بلندية ورفاقه .
*الحركة الشعبية شجبت وأدانت الحادثة وقالت فى بيان لها لا علاقة لها بمقتل بلندية ورفاقه واتهمت قيادات المؤتمر الوطنى بالولاية بذلك ؟
– رد بغضب .. أنا إستخف جدا بهذا التبرير الذى أقدمت عليه الحركة الشعبية ! نحن نعلم جيدا من الذين قتلوا بلندية .. أنا من أبناء المنطقة وأعرف تماما من الذى قام بذلك ! وهم من عناصر الحركة الشعبية ،وإنشاء الله سنكشف عن كل شئ قريبا جدا ! وحينها يعلم الجميع أن من إغتالوا بلندية ورفاقه هم عناصر بالحركة الشعبية ،إلا أننى إستغرب جدا دخول الحركة الشعبية نفسها مباشرة فى عملية الإنكار والإستنكار ،فيما يعلم الجميع هنا أن من إغتالوا بلندية هم عناصر فى الحركة الشعبية ، ولذلك أنا إعتبرها مثل محاولة (إخفاء ضوء الشمس فى وضح النهار) ،وكنا نأمل بأن تواجه الحركة الشعبية الموقف بشجاعة وبالإعلان صراحة أنها هى من إغتالت بلندية ورفاقه لحسابات نعلمها ،ولكننا لن نستغرب فهو دائما ديدن وسلوك الحركة الشعبية حيث تقوم بعمل ما دون دراسة وعندما يتبين لها أنه مرفوض من قبل المجتمع ومواجه بردود أفعال قوية تتنصل منه ،نعم إغتيال بلندية قد وجد إستنكارا قويا وواسعا على مستوى المنطقة وعلى مستوى جنوب كردفان وعلى مستوى السودان ولا يشبه هذا السلوك السيئ أهلنا فى جنوب كردفان .
*هل تعنى أن الحركة الشعبية تنصلت عن فعلتها؟
– نعم هذا ما أعنيه بالضبط ،تنصلت الحركة الشعبية فعلا من جريمتها النكراء بعد أن إحتفلت فى المنطقة الغربية وفى كاودا وفى بعض المناطق الأخرى التى تسيطر عليها بجنوب كردفان بمقله قياديا كبيرا بالمؤتمر الوطنى ،إلا أنها تنصلت من جرمها عندما وجدت إستنكارا وإدانة وشجبا من قبل أهل الولاية .
*ولكن لماذا إغتالت هذه المجموعة بلندية ولم تأسره ؟
-واضح بأن هؤلاء ليست لديهم قضية ! وإلا لكانت أسرت بلندية وكان بإمكانهم ذلك لأن مثل بلندية لا يقتل بل يؤسر كرهينة، فإن كانت لهم قضية فعلا يتم المقايضة بها فى إطار التسويات اللازمة لقضيتهم ،وعندها كانت تكون الرسالة أقوى ولكن مستوى الفهم عند هؤلاء متبلد جدا ،ولا يوجد لديهم برنامج سياسى ولا هدف .
*ولكن معروف بأن بلندية مقاتل شرس فهل كان ذلك ممكنا؟
-أنا اعتقد بأن القوة التى حاصرت وقتلته كان بإمكانها أسره ورفاقه ،ولكنها أصابت بلندية ثم قتلته !
*كيف ذلك ؟
-المعلومات التى توفرت لدينا أن العربتين اللتين كانت تقل بلندية ورفاقه تعرضتا لكمين فى خور وتم إطلاق النار على السائقين فأردوهما قتلى ،ويظهر هنا كان بإمكانهم أسره مادام قتلوا السائقين ولكنهم أصابوه عندما حاول أن يترجل من السيارة التى كان يستقلها وحاول أن يدافع عن نفسه وقاوم ولكن نفذت زخيرته وهو مصاب ! وهنا كان بإمكان هؤلاء إعتقاله وليس قتله ،ولكننى أعتقد جازما بأن هدفهم الأساسى كان قتله وليس أسره بدليل إصابته بأكثر من (ثلاثين ) طلقة وكذلك سائقه بذات العدد من الطلقات القاتلة ، وهذا يؤكد بجلاء سلوك ونهج الحركة الشعبية وقد نفذت عمليات تصفيات وسط قيادات أبناء جبال النوبة فى الأعوام 1995 ،1996، وبأحداث الكتمة كبى العزالى وعثمان النمير من الحزب الديمقراطى الجديد وعبدالله الياس من الوطنى وآخرين وهو سلوك طبيعى للحركة الشعبية فلماذا تتنكر الحركة من فعلتها .
*معلومات تفيد بأن إغتيال بلندية لأسباب ذات علاقة بأراضى زراعية ؟
-أنا أستبعد ذلك تماما ،فإذا كان لخلافات زراعية لكان قتل بلندية فى أماكن الزراعة محل الخلاف ،لكن الواقع يقول إنه يؤكد بأنه قتل بعيدا عن الأراضى التى يريد زراعتها ،وقد قتل فى كمين محكم فى خور ولا يمكن أن يقوم به إلا أشخاص مدربون ومرتب له تماما ،كما أن إختيار المكان والزمان يؤكد أنه كان عملا مخططا ومرتبا ومدبرا .
*هل مارس بلندية أعمال الزراعة فى هذه المنطقة من قبل ؟
– نعم مارس فيها نشاطا زراعيا ناجحا من قبل
*حسب معلوماتك هل تلقى بلندية أى تهيدات من قبل ؟
-لا أعتقد ! وليست لدى معلومات أكيدة ،ولكن تلك المناطق التى يزرع فيها بلندية قد إستفاد منه أهلها كثيرا ،فإذا كانت هنالك تهديدات لا أعتقد أن يكون بلندية قد إستمر فى مواصلة زراعته فى تلك المنطقة ،كما أعتقد بأن بلندية يجد قبولا من أهل المنطقة .
*هل تعتقد بأن هنالك نفر من الطابور الخامس برفقة بلندية ؟
– صراحة لا أستطيع أن أجزم أو إتهم الناس جزافا ! ولكن لا إستبعد أى شئ خاصة نحن فى منطقة تدور فيها الحرب ولقد رأينا كثيراً من المناطق قد حصلت فيها خيانات وأكرر دون أن أتهم أحدا لا إستبعد! .
*يقال إن هنالك شكوكاً حول أقرب الناس إلى بلندية ؟
-لم تصلنا المعلومات الكاملة حتى الآن ولكننا علمنا بأن هنالك شخصا ما له علاقة أسرية مع بلندية وهو أحد الذين نجوا من الحادثة ،يقال بأنه ضبط وهو يحاول سرقة مستندات خاصة بالشهيد بلندية من داخل منزله .
*هل لمقتل بلندية أى أبعاد قبلية ؟
-أنا أستبعد تماما أن يكون بلندية قد قتل بسبب صراع قبلى لأن المنطقة التى قتل فيها منطقة تتبع للغلفان وليس لها صراع أو خلافات أصلا مع قبيلة بلندية وهى كادقلى .
*منذ متى تعود علاقتك ببلندية ؟
– منذ الثمانينيات وهو موظف فى مصلحة الغابات بكادقلى ،ثم سياسيا مفوها فى الخطاب ورئيسا للحزب القومى السودانى فى الثمانينيات ،ومن قبل من شباب ومؤسسى تنظيم الكمولو 1972 ومن المناضلين وقد إعتقلتنا حكومة الديمقراطية الثالثة ثم الإنقاذ فى بداياتها لمواقفنا السياسية ،وأعرف أن بلندية قد إفتقد زوجته غدرا وزوج شقيقته أحمد جمعة وقد أبعد من جنوب كردفان ليسكن الأبيض ويعمل بالأبحاث ولم تنقطع الإتصالات بيننا طيلة تلك الفترات إلى أن أصبحنا شركاء فى حكومة الإنقاذ ولكل منا حزبه ،ولكن ما أقوله للأمانة والتاريخ أن بلندية دخل المؤتمر الوطنى نكاية بالحركة الشعبية عندما حاولت إضطهاده وتسفيهه ولم تراعى نضالاته وتاريخه السياسى ،ولقد حاولنا معا منذ البداية تقويم وإصلاح منهج الحركة الشعبية لأن يقوم على منهج سياسى وعلمي مبنى على مفاهيم صادقة لإيجاد حلول لجملة القضايا التى ظلت تعانى منها منطقة جبال النوبة ، ولكننا فجعنا بأنها إغتالت قياداتنا التى أرسلناها لتقويم مسيرة الحركة الشعبية فكريا وسياسيا وإداريا عقب إنضمام يوسف كوة وقد فاجأنا بأنه إنضم لتنظيم الحركة على خلاف ما إتفقنا عليه نحن فى تنظيم الكمولو ، فأقتالت قياداتنا التى كلفناها وجاءات بقيادة أخرى لا تفقه شيئا .
*من هم تلك القيادات التى قتلت ؟
هم (26) قياديا وعلى رأسهم عوض الكريم كوكو ،حسن بشير ،ويونس أبوصدر والمهندس محمود كومى .
*من المسؤول من تصفيتهم ؟
-المرحوم يوسف كوة ومعه بعض أبناء الدينكا فى إستخبارات الحركة الشعبية
*كيف تنظر للمشورة الشعبية فى جنوب كردفان ؟
-المشورة الشعبية إفتقدت بلندية خبيرا فيها ولا يشق له غبار وهو شخصية لا يمكن أن تتكرر بالولاية ،ولكن أنا شخصيا لدى تحفظات وأعتقد أن المشورة الشعبية لا يمكن أن تأتى بشئ ! حيث إختلف الناس حولها وفى تفسيراتها ولكن أعتقد بأنها تصحيح ومراجعة لما أخفقت فيه إتفاقية السلام الشامل .
*ألا تعتقد بالفهم الأخير يمكن أن تحل المشورة الشعبية قضية جنوب كردفان ؟
– بالفهم الأخير أعتقد بأن تكون لها بعض الإيجابيات ولكن إتفاقية السلام نفسها لم تطبق فى جنوب كردفان وفيها الكثير من الغموض كما يكتنف الغموض المشورة الشعبية نفسها ،ولكن إن قلنا أنها يمكن أن تكون فرصة لتبيان بعض المشاكل ومعالجتها يمكن أن يكون ذلك مقبولا .
*إذا كيف يمكن حل مشكلة جنوب كردفان ؟
– أولا أنا الآن طرف من الفريقين المتخاصمين بإعتبارى مستشارا للوالى ، ولكن لابد للحديث حول موضوع الحوار بشئ من الموضوعية ،أعتقد بأن الحل يكمن فى جلوس أبناء جنوب كردفان مع بعضهم البعض من يحملون السلاح ومن هم لا يحملونه وأشدد بأن الذين لا يحملون السلاح لهم الحق الكامل ولكننا نتساءل من فوض الذين يحملون السلاح لأن يمثلوا المنطقة بالكيفية التى يدعونها ؟
* ولكن الحركة الشعبية كحزب له قوته وأنصاره وهم يحملون السلاح ولابد من التفاوض معهم ؟
-أنا أعترض على شكل التفاوض مع الحركة الشعبية بشدة بشكله الثنائى ولا أرى أنها تمثل أهل جنوب كردفان حتى يمكن أن تفاوضه الحكومة بصورة منفردة .
* كيف لا فالحركة الشعبية لها عضويتها وقوتها فى المعارضة ووهى متماساكة ؟
– الحركة الشعبية تنظيم غير متماسك وليست لديها منهج يمكن التفاوض معها فقد قتلت بلندية ورفاقه وقد إحتفلوا بذلك فى بعض المواقع وعندما تبين لهم أن المجتمع كله شجب حادثة الإغتيال وأدانه بشدة تنصلوا من فعلتهم النكراء ،من هو المسؤول الذى يمكن أن تجلس معه الحكومة وتفاوضه على الطاولة ؟.
– عبد العزيز الحلو !
عبد العزيز الحلو كان بالسلطة فى كادقلى وشريكا أصيلا فى الحكم فهرب ومعه جماعته وهو ليس بذلك قائدا فقد إختار أن يدخل أهل الولاية فى الحرب للمرة الثانية وأشعلها نارا ،فلو كان شخصا مسؤولا لكان راعى للذين صوتوا له (197) ألف أين هو الآن ولماذا هرب ؟
-هرب بحسابات ويقول بأن الإنتخابات غير نزيهة ويرى نفسه مظلوما أليس ذلك صحيحا ؟
فهل كان الحل أن يجر أنصاره بل المنطقة بأكملها فى أتون الحرب ؟ مع الأسف هذه التقديرات ليست صحيحة ،فإن كانت تلك تقديراته لا يصلح بأن يكون قائدا بكل صراحة وعلينا نحن أبناء المنطقة أن نقف ضده بقوة لأنه قد إرتكب جرما شنيعا فى حق أهلنا ،وهل للدولة الإستعداد للجلوس ثانية مع الحلو وحركته بشكل ثنائى؟
*ولكن من هم معه من قيادات وأبناء المنطقة كثر ألا تعتقد من حق الحكومة الجلوس معهم ؟
– أين هم الآن نحن لا نريدهم كأشخاص بل كأفكار ينطلقون منها ! فعندما أخوض حربا مثلا لابد أن إنطلق من مفاهيم مؤسسية ،وأن تكون هنالك مبررات أومسوقات إنطلق منها وأقنع الناس عليها ،وليست من أجل تنفيذ أجندة خارجية ومجرد إرتهان للأجنبى وقتل أهاليهم وسفك دماء قيادات النوبة ،وأنا أتحدث هنا بصفتى كأحد أبناء المنطقة وعلى إستعداد تام للجلوس معا للحوار ولكنهم ظلوا يرفضون ذلك بإستمرار ولا أعتقد أن لديهم الإستعداد لأنهم لا يملكون قرارهم بأنفسهم ،والآن نوجه لهم دعوتنا عبر (الصحافة) .
*ولكن هنالك من هم فى الحركة الشعبية وقد ظلوا ينادون بإستمرار بحقوق أبناء النوبة التاريخية أليس هؤلاء هم أصحاب القضية ؟
– أين هم الآن ليسوا منظمين فالحديث عن الحركة الشعبية فى جنوب كردفان أعتقد أن قيادتها (هلامية) وهم يتحدثون عن الحلو فهل هو المرجعية الوحيدة والنهائية للحركة ؟ولنفترض أن هذا الحلو مات فجأة ! ويمكن أن يموت بطلقة ! من الذى يخلفه ولماذا لا نسمع أصواتا غيره لها رؤى ومفاهيم ،فما نراه واضحا بأن الحلو هو من يتحكم في أبناء النوبة كما يشاء ،وهو نفسه تتحكم فيه دولة الجنوب كما تشاء ،وحتى الجبهة الثورية نفسها (هلامية) قائدها مالك عقار وما علاقة مالك عقار بقضية أهل جنوب كردفان ؟ نحن نرفض بشدة إسقاط النظام فى الخرطوم من جنوب كردفان وهذا ليس من أجندة أهلنا ! لماذا يتحمل أهل جنوب كردفان والنيل الأزرق وزر أهواء (الجبهة الثورية) ؟ إذا أبناء النوبة مرتهنين لأهواء وأجندة هؤلاء وهم يستغلونهم لأجندة دولة الجنوب والأخيرة نفسها مرتهنة لأجندة خارجية وكلها ليست ذات مصلحة لأبناء المنطقتين ،من الذى أعطاهم الحق للتحدث بإسم المنطقة .
*يقولون أبناء المنطقتين أليس كذلك ؟
– يغضب! لم يفوضهم أهلنا ! وهل جنوب كردفان والنيل الأزرق لا يوجد فيها غير عقار والحلو ؟ إذا إفترضنا وللأسف الشديد أنهم يحملون السلاح ولا يسمع صوت إلا من يحمل السلاح ! أنا أعتبر أن ذلك خطأ كبير وأى عمل سياسى لابد أن يكون مصحوبا بأفكار وإلا يمكن أن يطلق عليه (همباتى أو متفلت أو نهب مسلح) .
*أنتم كحكومة ولاية متهمون بتجويع شعب جبال النوبة ؟
– نحن نرفض هذا الإتهام وننفيه بشدة ! من الذى تسبب فى الحرب ؟ وإذا كانت هنالك مجاعة فإن الحركة الشعبية هى المسؤولة لإحتجازها أهلنا دون إرادتهم ، وماذا عملت الحركة لأهلنا من تنمية وخدمات طيلة فترة مشاركتها فى الحكومة ، غير أنهم إستأثروا بكل الخيرات لمصلحتهم وهم يسكنون القصور الفخمة ويركبون العربات الفارهة ولم يكلفوا أنفسهم بناء مدرسة أو مستشفى أو غيرها ورأيناهم كيف هربوا بكمية من الأموال يحملونها فى جوالات كانوا يخبونها فى منازلهم ،ولذلك هم السبب فى هذه المجاعة ولم يراعوا حقوق الذين أدلوا بأصواتهم لمصلحتهم .
*فى رأيك لماذا جلست الحكومة مع الحركة الشعبية وفق الإتفاق الإطارى الذى رفضته من قبل ؟
-بكل صراحة كانت هنالك ظروف موضوعية فى ذلك الوقت أدت لرفض الإتفاق الذى وقعه الدكتور نافع مع عقار ،إلا أن الحرب فى المنطقتين أصبحت الآن تدار بأيادى خارجية وليست ذات مصلحة بأهل المنطقتين ،ولكننى أتساءل هل ستجلس الحكومة مع الحركة الشعبية لتوقع إتفاقا جديدا خلافا لما تم فى نيفاشا ؟ وهل ستسعى الحكومة فى إرتكاب خطأ ثانيا بنفس الكيفية التى أدى لفصل الجنوب ؟وهل التوقيع بين الطرفين سيكون فى الحكومة بقاعدتها العريضة أم المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية فقط ؟ فإذا كان الإتفاق سيوقع بين الطرفين نعتبره إستنساخا لذات الخطأ الذى أدى لفصل الجنوب وتنصيب الحركة الشعبية فى الجنوب وفى جنوب كردفان ،وقد كانت فى جنوب كردفان الأسوأ لأنها جعلت الحركة وصية على أبناء النوبة ،وأنا أحمل الخطأ للمؤتمر الوطنى فوقتها كنا موجودين بالساحة ولكنهم تجاوزونا ، فإذا كرر الوطنى ذات الخطأ الثنائى فسيكون هذه المرة الأكثر فداحة بل بمثابة الطامة الكبرى .
*ولكن على أى كيفية يريد أهل جنوب كردفان حل قضيتهم ؟
– نعتبر الأنسب لحل مشكلة جنوب كردفان على غرار منبر الدوحة بشأن دارفور (حوار أهل المصلحة) ،ولكنها ليست بالضرورة أن تكون بالدوحة المهم الجوهر هو إشراك كل مكونات أهل جنوب كردفان سياسيا وإجتماعيا فى منبر منفصل ،كما مطلوب أيضا لأهل النيل الأزرق .
*ولكن قرار مجلس الأمن الدولى نص على الجلوس بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية وفق الإتفاق الإطارى ؟
– أنا أتحفظ على القرار بشدة ،ولا أؤيد أن (تنبطح) الحكومة لتنفيذه بحذافيره ،ولماذا إرغام الحكومة على ذلك ونحن نعلم على واقع الأرض أن الحركة الشعبية ليست بذلك الحجم المنظم والثقل السياسى المؤسس الذى يتحدث عنه الإتفاق الإطارى ،ولا أراهم إلا قطاع طرق وعصابات إغتيالات فقد تحولت تماما لفكر الـ(غوريلا).
*لماذا إنكمش منير شيخ الدين من حكم السودان إلى مستشار لوالى جنوب كردفان ؟
-أولا أنا أهدف من خلال كرسى الرئاسة بالقصر لخدمة السودان ،وبالتالى لا أتحرج من مشاركتى فى جنوب كردفان ،بل قصدت خدمة السودان من جنوب كردفان وهى بوابة ومدخل السودان ولا أعتقد بأن جلوسى فى كرسى المستشار فى الولاية يقلل من شأنى أو دورى أو دور حزبى ،بل أتشرف فى خدمة أهلى حتى لو كنت (خفيرا فى مدرسة) .
*يقال إن المستشارين فى جنوب كردفان بلا مهام أو أعباء ومجرد كمبارس ؟
-من الذى قال ذلك ؟ أولا أنفى لك ما يقال بأن الوالى مسيطر على كل مفاصل الحياة فى الولاية دون مشورة ،وأقولها لك بكل صراحة وأنا مستشار للوالى وعضو حكومته ورئيس الحزب القومى الديمقراطى الجديد ومرشح سابقا لرئاسة الجمهورية ،نتناقش مع الوالى بإستمرار وفى كثير من القضايا والووأقولها الوالى وأقولها إطروحات نتفق فى بعضها ونختلف فى أخرى وليس فى إطار مصدر خلاف ولكن لمزيد من التجويد والشورى ،ونؤكد بأن الوالى مستمع جيد ومناقش جيد كذلك.
*كيف تنظر لمستقبل الولاية سياسيا بصفتك أحد قياداتها ؟
-إذا قصدت بأن يكون الوالى أحد أبنائها ! أنا ضد هذه الفكرة الجهوية وقد كان يحكم جنوب كردفان لفيف من أبنائها ماذا قدموا للولاية ؟،أحمد هارون والٍ منتخب ولكن نعتقد بأن المؤتمر الوطنى نفسه أصل لهذه الجهوية ،وأعتقد بأن هارون لديه قدرات كما لديه بصمات واضحة متى ما وطأت قدماه مكانا ،ولكن لا أعنى بأن يخلد فى حكم جنوب كردفان ،أنا ليست لدى مشكلة فى أن يحكم الولاية أى شخص مؤهل ولا يهم من أين بل يجب أن يكون سودانيا وفاعلا .
*قصة زينب اخذت ابعادا كثيرة ووقتا طويلا من حديث الناس ما هي الحكاية بالضبط ؟
-زينب هى إحدى بنات السودان من جنوب كردفان وقد جاءت لندن بطريقة لا يعلمها الناس حتى هذه اللحظة وسوف أكشف التفاصيل كاملة قريبا جدا كيف دخلت زينب لندن ؟ وما أثاره الكرنكى أنا إعتبره قد أدخل نفسه فى مقبرة حول إثارة قضية (زينب ) وأنا تعاملت معها بصورة إنسانية بصفتى سوداني وأحمل الجنسية البريطانية فى آن واحد ،ولكننى أعتبر الوقت والظرف الآن غير مناسب لأن أخوض فى ذلك ولكن أعدكم سأكشف عن كل يتعلق بأمر زينب فى وقته وأنا قادر على منازلة الكرنكى للرد على محاولاته التشكك فى سودانيتى ، فأنا سودانى من الطراز الأول (منير شيخ الدين جلاب) وليس (الكرنكى) ، وقد قابلته وسلمت عليه ولا أحمل ضغينة ضده ولكن أعتقد بأن وقوفه (أحد عشر عاما فى محطة واحدة ) يؤكد بلا شك أنه (مريض) يحتاج لعلاج .
[/JUSTIFY]
الصحافة