بيانات ووثائق

البشير في كلمته بمناسبة عيد الفطر المبارك

هنأ المشير عمر البشير رئيس الجمهورية الامة الاسلامية بحلول عيد الفطر المبارك معربا عن امله فى ان يتحقق الامن والاستقرار بالبلاد وتحقيق ما يتطلع إليه الشعب السوداني من نهضة وحياة هانئة كريمة،
وقال البشير فى كلمته بمناسبة عيد الفطر المبارك ” يمر علينا هذا العيد وقد إجتمعت الأمة الإسلامية في الرحاب المقدسة بمكة المكرمة في قمة للتضامن الإسلامي ، تداول فيها قادة الأمة في القضايا الراهنة و المسلمون يعيشون مرحلة بالغة الحساسية ويمرون بمنعطف تاريخي عظيم، وأكد أن المرحلة الراهنة تقتضى من الجميع العمل بروح الإيثار
وفيما يلي تورد سونا نص الكلمة:
الحمد لله الذي ينعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعاملين ، وعلي من اتبع سنته إلى يوم الدين
أهلنا الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نسعد اليوم وتسعد الأمة الإسلامية جمعاء ، بحلول عيد الفطر المبارك، عيدٌ يعقُب شهر الصوم العظيم ، يراجع فيه الناس سلوكهم ، ويقلعون عن إسرافهم ، ويُقَيِِمون ما فات من أيامهم.
يعود العيد كل عام وقد تعبد المسلمون لله صائمين شهراً إزدادوا فيه إيماناً فوق الإيمان ويقيناً فوق اليقين، واكتسبوا فيه صحة الروح والبدن، وبحمد الله قضينا شهراً أشاع أنساماً تفوح بالروح والريحان، والسرور والإطمئنان، وفجر في القلوب والأفئدة رغبات أخروية ، وأثار أفكار الزهد والإمتلاء بالتجليات الإلهية، وملأ القلوب نوراً ويقيناً ، وأذهب عن الناس الإضغان وماران في النفوس ، ومسح ما علق من عاديات الدهر ومشاغيل الحياة وضغوطها، إنه شهر التسامح والتعاضد والتضامن والتعاون والتكافل وكل سلوك جميل ونهج نبيل .
يعود العيد المبارك وقد انفق الناس من كرائم أموالهم زكاة واحتساباً ، وامتثلوا نهج الرسول الكريم ونصحه بالإنفاق في الإقتار تأكيداً لحقيقة الإيمان ، وخير الناس من أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى والناس نيام.
انقضى رمضان وقد شكر الناس وابتهلوا واصطبروا ، فالصوم قوامه الصبر الذي هو عمل قلبي جليل يلفت الله تعالى إليه الأنظار والصبر والشكر متلازمان ، فإذا كان الشكر نصف الإيمان فإن نصفه الآخر هو الصبر والمسلمون دائماً بين صبر علي أداء الطاعات وتحمل المشاق، بين صبر عن إجتناب المعاصى والآثام، وبين صبر علي البلايا الأرضية والسماوية، وبين صبر علي نهج الإستقامة والحفاظ عليه تجاه مصاعب الدنيا ومفاتنها ، وقد عاش الأنبياء والأصفياء والصحابة الصبر وامتثلوا أنواعاً وصنوفاً ، وعاشوا بين الناس بالصبر رغم إرتباطهم المتين مع الله سبحانه.
لقد مرت علينا أيام عصيبة ، وفترات صعيبة هي إلى زول بفضل الله ومَنِّه وكرمه.
يمر علينا هذا العيد وقد إجتمعت الأمة الإسلامية في الرحاب المقدسة بمكة المكرمة في قمة للتضامن الإسلامي عدنا منها بالأمس القريب، تداول فيها قادة الأمة في القضايا الراهنة والمسلمون يعيشون مرحلة بالغة الحساسية ويمرون بمنعطف تاريخي عظيم، والتمسنا من خلال مشاركتنا في القمة مشاعر المؤمنين وهم إخوة ، وأكدنا مناصرتنا لإخوة لنا في العقيدة يمر عليهم هذا العيد وهم في بؤس وتنكيل وإضطهاد، وإذا كنا نحظى بنعمة الأمن والإستقرار ، فإن شعوباً وأقليات مسلمة تتعرض للإضطهاد والتطهير العرقي في بورما ومناطق شتى من العالم، ورسول الله الكريم ينصحنا عبر أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنه ( يا علي سيد الأعمال ثلاث خصال : إنصافك الناس من نفسك ، ومواساة الأخ في الله، وذكُر الله علي كل حال).
إن المرحلة الراهنة التي نمر بها تقتضى منا جميعاً العمل بروح الإيثار في كل وقت وحين ، ومجاهدة النفوس من أن تنزلق إلى دوائر الشر والجشع والأنانية وكل سلوك ذميم، وإنما اليقظة والإنابة والمحاسبة والتفكر وخشية الله في القول والعمل والإستقامة والإخلاص والصدق والإحسان ، ومحاسبة النفس التي هي إكتشاف الإنسان بنفسه جوانبه الداخلية وعمقه الداخلي بجهد روحي للمحافظة علي إستقامة الوجدان والتمييز بين الخير والشر والنافع والضار مما يتعلق بأمسة ويومه وغده، وتقييم كل فرد منا لوضعه الحالي، والتهيئ للمستقبل وتلافي الوقوع في الأخطاء بالمحاسبة الصارمة والدقيقة، ومثلما سعينا من خلال الصوم إلى تقوية إيماننا نسعى لتقوية أمننا بالأمانة ، نسعى لتقوية أمننا، بالأمن والأمان والإيمان من جذر واحدة. والأمن والعبادة صنوان.
وندعو الله عز وجل ببركات هذه الأيام الفضيلة أن يلهمنا السداد والرشاد، وأن يمدنا بعونه لتحقيق ما يتطلع إليه الشعب السوداني من نهضة وحياة هانئة كريمة، وأن يوفقنا لما فيه خير أمتنا الإسلامية ، وأن يهدنا الصراط المستقيم
ويا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا علي دينك .
وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سونا