منى سلمان

اسألي عن سؤالي عليك ..!

[ALIGN=CENTER]اسألي عن سؤالي عليك ..![/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]على بريد اللطائف الالكتروني وردتني رسالة (قلقلتني) شديد، وحملتني من رفاهية (التنظير) من موقع الـ (ايدو في الموية الباردة)، لصعوبة مسئولية (التدبير) .. تقول الرسالة:
الاستاذة/منى سلمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعك (بت الحلال) اثر فيني تاثير بالغ لتشابه الموضوع مع حالة شخصية امر بها، ارتبطت بفتاة تسكن في الخرطوم وبعد تعلقي الشديد بها واتخاذي لقرار الزواج منها، عرفت انها (لقيطة) وعند النقاش مع احد الاصدقاء المقربين وهو يجتهد لاقناعي ان البنت بريئة ولا ذنب لها، ولكني اعلم تماما ان اهلي سيرفضون الفتاة .. يمكن أن اتزوج بها لاني رجل حر الارادة ولا اهتم بمسالة موافقة الاهل دي كتير، ولكن مسالة (العرق دساس) التي تحدثتي عنها في قصتك السابقة ارقتني كثيرا .. والله العظيم انا في اشد الحيرة من مقالتك لانها تمسني وتاثر في اتخاذي للقرار، هل العرق دساس معناه الا اتزوجها …؟
تحياتي
أشعرتني رسالة صديق اللطائف بعمق وعظم مسئولية الكلمة .. شكلت لي انتباه أن بعض ما أقوم بنجره وقطعه من عرقوب دماغي، قد يصادف قلبا (موهدبا) فيتمكنا .. وللحقيقة وبعيدا عن الهزار- فقد تعمدت أن أكتب قصة (بت الحلال) دون أن اعقب عليها بوجهة نظري في القضية كما كنت أفعل في غالب القصص التي كتبتها من قبل، فمعالجتي للقصة كانت من باب تسليط الضوء على معاناة تلك الفئة من المستضعفين وعكس وجهة نظر وطريقة تعامل المجتمع معهم، وبالتالي ما كتبته عن (العرق الدساس) كان من هذا الباب ولا يمثل بالضرورة رأيي الشخصي.
في البدء دعتني الرسالة لمحاولة تبين صحة الحديث الذي وردت فيه مقولة (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس)، والذي نسب للمصطفى صلوات الله وسلامه عليه، فوجدت أن الحديث بصيغته السابقة قد ضعّفه العلماء وذهب البعض منهم للقول بأنه (حديث موضوع)، أما الصيغة التي قبلها البعض منهم واعتبروها (حديث بلا ريب) فهي عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ).
حفذتني الرسالة أيضا لمحاولة استقصاء عادة سؤال الاهل وتقصيهم عن أسرة من يرغبون في الزواج منهم، فقد تعارف الناس على السؤال عن الطرفين، فعادة عندما يتقدم الرجل لخطبة امرأة، يطلب منه اهلها مهلة لـ (الشورة)، وما ذاك إلا من باب اعطاء نفسهم فرصة لـ (النكت) و(الحفر) وراء طالب القرب، والسؤال عن حسبه ونسبه واخلاقه وطريقة تعامله مع من حوله.
ومن الجهة الأخرى، فانه ما أن يبدي الشاب رغبته في خطبة فتاة ما وخاصة اذا لم تكن أسرته على سابق معرفة بها حتى تنشط التحريات ويجتهد المراسلون في البحث والتقصي عن (بت الحلال) من أمها وحتى سابع جداتها وما علونهن حتى أمنا (حوه)، ولقد سمعت عن قصة السيدة التي عرض عليها ابنها المغترب، رغبته في الزواج من شابة مليحة كان قد رأها في شريط فيديو لحفل زواج صديقتها والتي تزوجها صديقه ورفيقه في السكن .. طلب من والدته الذهاب لخطبتها بعد حصوله على موافقة الشابة المبدئية عبر الاتصالات التلفونية التي وفرها له ذلك الصديق وعروسه.
وكعادة الأهل الاصيلة في البحث والتقصي حول من يرغبون في زواجها، فقد ذهبت تلك السيدة مع احدى معارفها للحي الذي تسكن فيه الشابة وحاولتا تحسس أخبار أسرتها من أهل الحي .. إلا أنهما كلما استفسروا أحد الجيران عن تلك الاسرة تهرب من الاجابة، وادعى أنه ليس على معرفة وثيقة بهم وبالتالي لا يستطيع الحكم عليهم، وهكذا جالت تلك السيدة ورفيقتها بيوت الحي بيتا .. بيتا، دون أن يجدن من (يبرّد البطن) ويتكرم بمعلومة، فـ مراعاة حق الجار وحفظ سره مع شيء من (ابعدعن الشر وغني ليهو) دعت أهل الحي للتهرب من أم العريس وعدم اخبارها عن لبرالية تلك الأسرة الشديدة وفرنجتها، ولا عن الحرية المطلقة الممنوحة لبناتها وانطلاقتهن على (حلّ شعرن)، إلا أن ذلك التهرب قد اثار ريبة السيدة ودفعها للمزيد من البحث حتى عرفت قصة (البير وغطاها) فهربت بجلد ابنها من تلك الزيجة المضروبة.
ما اردت الوصول إليه من تلك القصة أن عادتنا الاصيلة في السؤال والتقصي والتي دعانا إليها الحديث بالبحث عن (الكفاءة) في النسب هي صمام الامان للراغبين في الزواج، رغم أن ضيق الحال وصعوبة المعايش قد دفعت بالبعض من الأسر لتزويج بناتهن لأول طارق باب دون السؤال عنه، ليكتشفوا لاحقا أنه متزوج من ثلاثة وربّع بابنتهم، أو أنه حتى من فصيلة (آكلي لحوم البشر) ولا يكتشفوا ذلك إلا بعد أن يلتهم ابنتهم ويقُرش عظامها !!
أما لصديقي الحائر صاحب الرسالة فأقول: أسأل عن أخلاق محبوبتك وتقصى عن الأسرة التي قامت بتربيتها وهل احسنوا تربيتها أم لا، ولكن لا تحاسبها بذنب غيرها وأخيرا (استفتي قلبك وان افتوك). [/ALIGN]

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫4 تعليقات

  1. كل يوم بتثبتى انو حوا السودان ما زالت بخير من خلال مواضيعك وارائك والمعالجات التى تقومين بها اهنيك واهنى الشعب السودانى بيك واهنى الحكايات ذلك الحضن الدافي وبي صراحة انا لو كنت في مكانو كنت ح اتزوجا على طول اذا تاكدت من البيت الذي تربت فيه لك شكرى وعظيم امتنانى

  2. هنيئا لكل قاري بان الله تعالي سخر امثالك لتناول ما يحسوة ويعيشونه واقعيا ولكن كثير منا لايعرف كيف يحلل او يصل لما يعانية مباشرة
    اهنئك اخت مني سلمان
    وطبعا حكاية السؤال والمعرفة موجودة في كل الدول العربية وعرف سائد ومتعارف علية وخاصة في السودان متشددين فيه وهذا هو سر ترابط الاسر السودانية واصالتها حتي اليوم – اذا الموضوع فكوهو ساكت وانفلت لضاعت كثير من القيم والاعراف والتقاليد وخلط الانساب وهلمجرا
    معظم مشاكل المغتربين الخاصة بالزواج واختيار بت الحلال في الثمانينات من الفرن الماض كانت تتم عن طريق اشرطة الفيديو والصور وهذا سبب مشاكل ربما معظمنا لايجهلها – الله يوفقك ويسدد خطاك والي الامام – ولنا عودة

  3. الغاليه منى
    ليك جل التحايا يا مبدعه

    وشايف ان الإداره سبقتني وهنأتك بي موضوعك الشيق

    وربنا يحفظك من كل عين ان شاء الله ومزيد من النجاح والتفوق ان شاء الله

  4. والله يا استاذه ربنا يديك العافية … حقيقة …

    ولو سمحتوا لى دى رسالة لصاحب الموضوع … انك لاتعلم الخير … ولا تعلم الاقدار الله الله سبحانه وتعالى … لذلك قد يكون فيها خيرا انت لاتعلمه …. واخر نصيحة ليك شوف الاخلاق وشوف التربية كيف ذى ما قالت الاستاذه
    واعقبها وتوكل … والله ربنا حيكرمك