تحقيقات وتقارير
في مستشفى التجاني الماحي الصحة النفسية تحتضر …!!
شكوى ؟!
في بداية هذا التحقيق نفسح المجال لكبير المساعدين الطبيين بالمستشفى دكتور حسن عبدالرحمن والذي أكد أن المستشفى يعاني من تدنٍّ كبير في الخدمات ويفتقر لمقومات النظافة، واستدل بالنواقص التي تواجههم بوجود عربة بوكس واحدة تستخدم لجميع اغراض المستشفى، موضحاً أن عربة الاسعاف متوقفة منذ حوالى ( 6) أشهر، مضيفاً انها كانت تساعد المرضى في نقلهم من المستشفى لاجراء فحوصات بالخارج. وهنا قاطعناه بسؤال وهل الاسعاف يحتاج إلى مبلغ كبير ؟ فردَّ بسرعة قائلا :(عندما توقف هذا الاسعاف كان يحتاج لمبلغ بسيط لكن ولانه متوقف منذ فترة طويلة اصبح يحتاج لمبلغ كبير). وفي ما يختص بالخدمات التي يقدمها المستشفى للمرضى قال انهم يتحملون كل اعباء علاجهم لأن كل شيء في المستشفى بـ(قروش) ما عدا الطوارئ في اليوم الاول فقط.
وعن أوضاع العاملين بالمستشفى قال د.حسن إنهم يعيشون اوضاعا غاية في الصعوبة بسبب السياسات الادارية فالمدير العام اوقف حتى السلفيات للعاملين بالمستشفى بحجة عدم وجود ميزانية. وأكد انه تم نقل 37 عاملا من المستشفى إلى وزارة الصحة والوزارة حولتهم إلى مستشفيات اخرى منذ سنوات طويلة ولحق بهم 17 من بينهم ممرضون.
بهذا الخصوص قال “كتبنا شكوى إلى النقابة العامة وبدورها توصل شكوانا للوزير”. واضاف “قررنا احد هذين الخيارين اما أن نعتصم عن العمل او نقفل باب المستشفى في وجه المدير العام هذا في حال عدم نقله من المستشفى ,وقال د. حسن تعاقب 5 مدراء طبيون على المستشفى في اقل من ثلاث سنوات , وتساءل قائلاً:( الا يدل هذا على اضطراب يعانى منه المستشفى؟) واضاف أن المستشفى يعاني من نقص في الممرضين .واشار حسن إلى أن حوافز العاملين في المستشفى قليلة بين(21_70) جنيها .
وقال د.حسن توجد شركة للنظافة وتساءل العاملون الذين رفدهم قال انهم فائض عمالة طيب لماذا شركة النظافة في الوقت الذى تكدست فيه الاوساخ في الجهة الغربية للمستشفى بكميات كبيرة؟.
طلب للوزير!
( زينب) مرافقة لأحد المرضى وجدناها وهي تقوم بدلق الماء في الحمام وتطلق عبارات غضب وتمتمات لم نفهمها , بعدها قالت :(انا لازم انظف لان عاملة النظافة ابلغتني بأن دوامها قد انتهى ويجب أن تذهب إلى المنزل) , وتضيف زينب (إن الساعة الآن الرابعة عصراً ونتوقع أن يزورنا الاهل لذلك لزم الامر أن اقوم انا بعملية النظافة), واوضحت زينب أن الغرفة التى يقيمون فيها منذ اسبوع تشكو التصدع مر الشكوى حتى أن المريض الذى ترافقه عندما سمع حديثها لـ(السودانى) بعد أن زارته في غرفته اشار إلى الجدار واخذ يردد 🙁 انا زول ببني الحيطة دى لو ما لِحقوها السقف دا بقع) وهنا قاطعته شقيقته قائلة 🙁 نحن نتمنى من وزير الصحة أن يسجل زيارة للمستشفى ليقف على معاناة المريض والمرافق بنفسه ).
خطــر
وفي ذات الاتجاه مضت شقيقتها لتقول إن المريض النفسي يحتاج إلى وسائل ترفيهية والمستشفى يفتقر للتلفزيون الذي يشاهد فيه المريض ما يريد. واضافت انهم يجلسون تحت الاشجار للحديث مع المريض عندما يكون في حالة توتر, وذكرت أن المرضى في وقت الفراغ يتجمعون في شكل شلليات وهذا يشكل خطرا بالنسبة لهم , وارادت أن تؤكد اكثر عندما قالت انهم يتجمعون لشرب السجائر وعندما يخرجون من المستشفى يكونون قد اكتسبوا عادات لم يمارسوها من قبل .
فيما اعربت (محاسن) عن قلقها من تجمعات المرضى التي ربما تفضي لحدوث ضرر بالنسبة لهم. واضافت “علينا أن نضع في الحسبان انهم مرضى وهم في (ذمة الاصحاء) ونوفرلهم مكانا يشعرون فيه بالراحة النفسية مهم، متمنية في الوقت نفسه أن يشهد المستشفى اصلاحات تصب في مصلحة المريض. واضافت محاسن انها مصابة بمرض الازمة والغرفة التي يقيمون فيها بالقرب من (دورات المياه) التي تعاني من الاتساخ. واردفت انها لا تصلي في الغرفة لأنها غير طاهرة .
وقالت انها عندما حضرت للمستشفى وطلبت أن تكون في غرفة خاصة لم تكن تعلم انها بهذه الحالة وتمنت أن يشفي الله المرضى .
حكاية المرتب
زينب كدودة قالت لـ(السودانى) انا موظفة في هذه المستشفى قرابة الـ(30) عاماً؟ واضافت انها من المفصولين تعسفياً بحجة انها فائض عمالة وكانت تعمل في مكتب الكتبة الذى يوجد به 4 موظفين 2 منهم سيحالون إلى المعاش في الاشهر القادمة وسيكون في المكتب موظف واحد , واضافت زينب انها منذ اصدار قرار فصلها تعسفياً وهي في حال ذهاب واياب للوزارة وعندما جاءت لصرف المرتب طلبوا منها شهادة مرتب من الجهة التي نقلت اليها وهم يعلمون اننا لم نذهب حتى تدخل الوزير بعدها تم صرف المرتبات .
إحتاجات ومذكرات
بدأت المشكلة حسب افادة احد الاطباء بالمستشفى منذ فترة. واضاف أن المدير العام يتبع لوزارة التعليم العالي في قسم الطب النفسي جامعة الخرطوم وجيء به في ظل وجود استشاريين بالمستشفى يتبعون لوزارة الصحة تم تجاوزهم , وقال انه بعيد عن العاملين مما جعل نقابة العاملين تقدم مذكرات مطالبين بإقالته , ومما زاد الامور سوءا هو قيام المدير العام بنقل عدد من الموظفين بالمستشفى إلى اماكن بعيدة وفصل آخرين .
وأوضح ذات المصدر تقدم عدد من الاطباء للهجرة خارج البلاد , ومن ناحية أُخرى اشار إلى أن الرسوم المفروضة نظير التدريب في المستشفى ليوم واحد بلغ 5 جنيهات لطلاب الجامعات الحكومية و10 جنيهات للجامعات الخاصة علماً بأن كورس الطب النفسي يستغرق في المتوسط بين شهر إلى اثنين مما دفع العديد من الطلاب إلى العزوف عن التوزيع بالمستشفى والاتجاه إلى مراكز تعليمية إخرى , علماً بأن المستشفى يعتبر رائد التدريب والتدريس في الطب النفسي ويشكل مرجعا اساسياً للطب النفسي والعصبي .
مشاهدات
خلال جولة (السوداني) في ردهات المستشفى ابتداءً بالعنبر العام الذي وجدنا به قلة من المرضى لزموا الأسرَّة بينما فئة اخرى فضلت أن تجلس في الخارج حتى هؤلاء انقسموا إلى فريقين الاول التف حول نفسه وآخر في مجموعات يتبادلون اطراف الحديث بصوت مرتفع .. العنابر بها نقص في (المراتب) واُخرى وصفها المرافقون بأنها متسخة واخرى (مقطعة) بل وتساءلوا لماذا لا يوجد (معطر) للعنابر لأن رائحتها منتنة للغاية اضافة إلى ذلك فان افتقار المستشفى للنظافة جعل الحشرات تتكاثر مسببة معاناة شديدة للمرضى لا سيما عندما يهمون بالنوم فهي تسبب لهم ازعاجا شديدا.
اما عربة الاسعاف التي قال الموظفون انها معطلة فلم تبارح مكانها منذ فترة. واضافوا أن العطل كان يحتاج لبضعة آلاف لكن الآن اصبح يحتاج إلى الكثير وناشدوا من خلال (السوداني) جهات الاختصاص اصلاحها لحاجة المريض الماسة لها في حال طُلب منه اجراء فحوصات او تحاليل لمرض آخر من خارج المستشفى , اما دورات المياه فهي تعاني من التصدع في الجدران و(اشياء أُخرى) , لكن مدخل المستشفى تستطيع من خلاله قراءة الوضع قراءة حسنة هذا ما لم تتوغل إلى الداخل قليلاً .
هذا ما حدث مع المدير العام
وحتى نعطي الطرف الآخر حقه ومستحقه من دفوعات على ما أورده المتحدثون آنفاً سعينا سعياً حثيثاً للقاء المدير العام لنطرح عليه عددا من الاسئلة ومن ثم نقوم بنقلها للقارئ كما اجاب عليها, ولتحقيق ذلك قمنا بالاتصال به فحدَّد لنا موعداً للمقابلة, وفي الموعد المضروب وعبر الهاتف اعتذر لنا وقال إن لديه اجتماعا وعلينا أن نهاتفه بعد ساعتين وبالفعل قمنا بذلك الا انه اعتذر للمرة الثانية وقال إنه يوم غد سيكون في الخرطوم وسيأتي إلى الصحيفة , ظللنا طوال اليوم ونحن ممسكين بالهاتف في انتظاره واضعين في الاعتبار انه ربما لا يعرف مقر الصحيفة ويقوم بالاتصال علينا، وللحقيقة فقد التمسنا له العذر حتى تلكم اللحظة وقلنا ربما حدث له ظرف خارج عن ارادته، لكن وبعد يومين قمنا بالاتصال به فقال انه في هذه اللحظة يوجد معه احد المرضى وطلب منا انهاء المكالمة على أن يعاود الاتصال بنا بعد أن يخرج المريض, وعندما طال انتظارنا قمنا بإرسال رسالة له مفادها اننا ما زلنا ننتظر تلفونك كما وعدتنا، لكن لم يأتنا رده حتى كتابة هذه الاسطر . تحقيق وتصوير: وجدان طلحة
صحيفة السوداني