عالمية

المناظرة الأخيرة..تشيني بالمستشفى وأوباما يتألق وماكين يترنح


[ALIGN=JUSTIFY]هل تحسم جامعة هوفسترا بولاية نيويورك اسم الرئيس الأمريكي الجديد ؟ .. هذا ما يترقبه العالم بأكمله مع إجراء المناظرة الثالثة والأخيرة بالماراثون الرئاسي في 15 أكتوبر .

وقد أظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته شبكة تليفزيون “سي.بي. اس نيوز” وصحيفة “نيويورك تايمز” بالتزامن مع انطلاق المناظرة أن المرشح الديمقراطي باراك أوباما يتفوق على غريمه الجمهوري جون ماكين بحوالي 14 نقطة مئوية قبل عشرين يوما فقط من انتخابات الرئاسة التي ستجرى في الرابع من نوفمبر المقبل.

ووفقا للاستطلاع أيضا ، فإن رؤية كل من المرشحين لحل الأزمة المالية الحالية تعتبر بمثابة العامل الجوهري في حسم نتائج المناظرة الأخيرة ، وفاز أوباما بالمناظرتين السابقتين اللتين أجريتا في 26 سبتمبر و8 أكتوبر وذلك بفارق تسع نقاط في الأولى و14 نقطة في الثانية .

وخلافا للمناظرة الثانية بينهما حيث كانا يردان على أسئلة عدد من الناخبين وهما واقفين، تقرر أن يجلس أوباما وماكين إلى طاولة للرد على أسئلة أحد الصحفيين الذي يدير المناظرة الثالثة في جامعة هوفسترا .

وبالنظر إلى أن الاقتصاد والقضايا الداخلية تشكل محور المناظرة الأخيرة ، فقد عرض كل من المرشحين قبل انطلاقها بساعات اقتراحاتهما لحل الأزمة المالية ورؤيتهما الاقتصادية بشكل عام ، حيث تحدث أوباما بالتفصيل عن “خطة لإنقاذ الطبقة الوسطى” تنص على خفض الضرائب المفروضة على الشركات التي تقوم بالتوظيف ووقف إجراءات مصادرة العقارات من المدينين ذوي “النوايا الحسنة”.

وفي المقابل ، كشف ماكين خطته لتسوية الأزمة وركز على موضوع الضرائب، داعيا إلى اعفاءات ضريبية للمستفيدين من تأمين البطالة وخفضها للمتقاعدين والمدخرين.

وكان استطلاع للرأي أجرى في 14 أكتوبر قد أظهر أن الاقتصاد يشكل حاليا الهم الأكبر للأمريكيين وأن موقف أوباما يتحسن باستمرار بسبب الأزمة المالية وغضب الأمريكيين من سياسات الجمهوريين تجاهها ، خاصة بعد التراجع الحاد الذي شهدته بورصة وول ستريت عشية المناظرة وتصاعد المخاوف من ركود عالمي كبير ، وأضاف الاستطلاع أن كل سبعة من أصل عشرة ناخبين يرون أن الاقتصاد هو هاجسهم الأكبر ، كما أكد 56% منهم أنهم يثقون بأوباما لتسوية الأزمة .

قسوة ماكين

وفي إطار المناورات الانتخابية ، لم يجد ماكين عشية المناظرة الأخيرة مفرا من توجيه السهام لشخص أوباما لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتقليل الفارق مع منافسه الديمقراطي ، حيث وعد بأن يكون قاسيا ضده بالتركيز على العلاقات التي تجمعه والناشط اليساري الراديكالي السابق وليام آيرز الذي يتهمه الجمهوريون بأنه “إرهابي”.

ووفقا لتقارير صحفية ، فإن مساعدي ماكين نصحوه بانتهاز فرصة المناظرة الأخيرة لجذب الناخبين بإعلانه مثلا أنه لن يرشح نفسه لولاية رئاسية ثانية إذا انتخب أو بتأكيد أن الغالبية الديمقراطية ستتعزز في الكونجرس ، لذلك يجب انتخاب رئيس جمهوري لتحقيق توازن.

وكانت المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس حاكمة آلاسكا سارة بالين قد بدأت عشية المناظرة الأخيرة في تنفيذ استراتيجية جديدة ضد أوباما ، حيث اتهمته بالارتباط بعلاقة مع “إرهابيين استهدفوا أمريكا” وذلك في إشارة إلي ويليام آيرز العضو السابق في منظمة أمريكية أصولية منذ سبعينات القرن الماضي هي “ويزر اندرغروند” المسئولة عن عدد من التفجيرات في واشنطن.

واتهمت بالين أوباما بالارتباط بايرز الذي يعيش في ذات الضاحية التي يقطنها أوباما في مدينة شيكاغو والتقيا معا في اجتماع سابق بمنزل الأول ، غير أن أوباما نفي أن يكون قد ارتبط بصلة صداقة مع آيرز.

وفي السياق ذاته ، قال المتحدث باسم ماكين تاكر بوندس في بيان وزعه على وسائل الإعلام :” إن الأسابيع الأخيرة للانتخابات سوف تؤكد مدي عزم الشعب الأمريكي على منح المسئولية عن اقتصادنا وأمننا الوطني إلى باراك أوباما الذي يمتلك سجلا ضئيلا وقدرة مثيرة للتساؤل علي إصدار الأحكام ويرتبط بأشخاص أصوليين مثل الإرهابي غير التائب ويليام آيرز.

وأضاف أن الأمريكيين بحاجة إلي سؤال أنفسهم عما إذا كانوا ارتبطوا بصداقة مع إرهابي غير تائب أو أنهم تلقوا مساعدة من مجرم مدان لشراء منزل لأن هذه الأمور ليست افتراءات بل هي حقائق عن باراك أوباما ، وذلك في إشارة إلى ارتباط أوباما السابق برجل أعمال في شيكاغو من أصل سوري هو توني ريزكو الذي أدين مؤخرا بتهمة الرشوة وأشياء أخرى وهي العلاقة التي نفى أوباما أن تكون متصلة بأي من أنشطته السياسية في شيكاغو.

وأجمع محللون وخبراء بعضهم ينتمي للحزب الجمهوري على أن استراتيجية ماكين الحالية تعود إلي نوع من الإحباط لديه ، كما حذروا من أن اللجوء إلى الهجمات السلبية المباشرة ضد أوباما قد يأتي بآثار سلبية علي ماكين لاسيما من جانب الناخبين المستقلين وهؤلاء الذين لم يتخذوا قرارا حتي الآن والذين عبروا مرارا عن استيائهم من الحملات الانتخابية السلبية.

تشيني في المستشفى

ويبدو أن الضربات للجمهوريين لن تتوقف عند الأزمة المالية ، فقد اضطر نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني إلى إلغاء مشاركته في حدث سياسي بولاية إلينوي في 15 أكتوبر وهو موعد المناظرة الرئاسية الأخيرة ، نظراً لدخوله مستشفى جامعة “جورج واشنطن” في العاصمة الأمريكية بعد اكتشاف مشكلة بقلبه

وقالت المتحدثة باسم مكتب نائب الرئيس الأمريكي ميغان ميتشيل إن الأطباء نصحوا تشيني بالتوجه إلى المستشفى بعدما اكتشفوا إصابته برجفان متكرر نتيجة عدم انتظام ضخ الدم في الغرف العليا (الأذينين) من القلب ، موضحة أنه سيبقى في المستشفى حتى يستعيد قلبه أداءه بشكل طبيعي.

وكان من المقرر أن يشارك تشيني في حملة لحشد الدعم لمرشح الحزب الجمهوري لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوي مارتي أوزينغا، وهي نفس الولاية التي يمثلها المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية، السيناتور باراك أوباما.

ومعروف أن تشيني أصيب بعدم انتظام مماثل في ضربات القلب في نوفمبر الماضي وذلك بعد نحو أربعة شهور من خضوعه لعملية جراحية لاستبدال بطاريات منظم ضربات القلب الذي قام الأطباء بزراعته في جراحة سابقة في يونيو من العام 2001 .

وخلال السنوات الأخيرة ، عانى نائب الرئيس الأمريكي المولود في العام 1940 من صعوبات في التنفس حيث دخل المستشفى عدة مرات لإجراء فحوصات طبية بعد أن أصيب بأربع نوبات قلبية منذ العام 1978.
المصدر :محيط [/ALIGN]