منى سلمان

ود ابن آدم : دقّا نسابتو وقلع مُرحاكتو

[ALIGN=CENTER]ود ابن ادم
دقّا نسابتو وقلع مُرحاكتو ..!!
[/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]تطرقنا من قبل لاشكال علاقات النسب البينية كعلاقة الزوج و(أم الزوجة) في مادة (البجري نسيبتو ومرتو طلقانة)، ناقشنا فيها برتوكولات التعامل الصارمة الزمان كما حدثتنا بها أمي – بأن (النسيب) لا يصح أن يرى أسنان (نسيبته) مطلقا، وهذه نوع من الاستعارة المكنية البليغة لانها اطلقت المحل وارادت الحال فظيعة أنا في البلاغة – بمعني أن تلتزم والدة الزوجة بعدم القيام باي تصرف يؤدي لرؤية اسنانها في حضرة النسيب كـ التحدث أو الضحك بصورة مباشرة مع زوج ابنتها أو مؤاكلته على مائدة واحدة، أما الجلوس في حضرته حاسرة الراس بدون توب فيعتبر من الموبقات المهلكات..
واليوم نعود لعلاقة الزوج بنسابته خاصة، وصديقات واقرباء واهل مودة زوجته على وجه العموم، فالثابت في هذه العلاقة هو أن النسيب (عدّاهو العيب) فهو كالزبون دائما على حق وان جار أو ظلم أو بالغ وقلب الهوبة .. برضو زي العسل، فـ لأمي مثل في هذا المعنى من ألطف وألذ ما سمعت من فمها الله يرحما من أمثال .. يقول المثل (ود ابن ادم .. دقّا نسابتو وقلع مرحاكتو .. وقالوا عليهو عدييييل) طبعا كل من هو دون سن الخامسة والعشرين يحتاج للترجمة على الشريط، وبالتالي لابد من محاولة ايصال المعنى اللطيف الكامن وراء هذا المثل، بالشرح المبسط وبلغة يفهمها الصغار ويعقلها الكبار ..
(ود ابن ادم) هنا المقصود به زوج ابنة الاسرة، ونسبه لـ أبونا ادم نوع من المطاعنة الخفية، لتذكيرّك بأن (ابوكم ادم سّن المعاصي وعلمكم مفارقة الجنان) .. فاهمين؟!!
يعني الرجال وارثّين طبع التمرد على النعم من ورا خالص .. أما الجزئية الثانية من المثل (دقّا نسابتو وقلع مرحاكتو)، فهي تحكي عن طبيعة ونوعية هذا التمرد على النعم، فـ زوج الابنة أو النسيب زمان ، كان غالبا ما يسكن مع نسابته بحيث يقوموا بقطع قاطوع (حيطة قصيرة) تفصل بها غرفته ومكان نومه، بينما تكون (العِيِشة) في مطبخ الاسرة الكبير، وبالتالي فمفردة (دقّا نسابتو) تعني أنه قد يتمرد النسيب ويمارس (العنطظة) على نسابته ويعاملهم وابنتهم بـ (القديمة) لا مواخذة .. كما قد تطلع في راسه كده فجأة بأن (يفرز عِيِشتو)، بحجة انو نسابتو نايمين على ضهرو وتاكلين عيشتم عليهو، رغم ان الحاصل هو العكس ولكن هذا من باب رفس النعمة، والبلاغة التعبيرة الاخرى هنا في استعمال اداة اساسية من ادوات المعيشة زمان وهي (المرحاكة)، فـ قلع المرحاكة يرمز به لفرز العيشة الليلة أنا سيبويه عديل والمعنى الكلي لهذا المثل أن (ابن ادم) أو النسيب الجديد حتى لو اساء معاملة زوجته واهلها، وقاطعهم بفرز عيشته عنهم فهو رغما عن ذلك حلو على قلوبهم وزي السكر، أو كما قيل في نهاية المثل (وقالوا عليهو عديييل) .. طبعا (عديل) هنا تعني انه طيب القلب وحسن الاخلاق .. باختصار كده (كامل الاوصاف) !
نعود لـ الفرضية الحكيمة التي يؤمن بها الاهل وهي أن زوج البنت كالزبون دائما على حق، والتي يجب أن تعلو ولا يعلى عليها في اي خلاف ينشأ بين تلك الابنة وزوجها، فليس من الحكمة والعقل ان تناصر الاسرة ابنتهم الحردانة، ولا أن تقوم بسب وتحقير زوجها أمامها، فـ غدا ستصفو الاجواء وتعود المياه لمجاريها، وحينها فأن أول ما سوف تفعله تلك الابنة الحبيبة (أم لسانا خفيف) هو نقل الموشحات الاندلسية التي نظمها اهلها في مدح زوجها له بـ ضبانتا .. وبعد داك .. محل يوشّوا ودّهم منو وين .. ما يعرفوا !!
وهذه الحكمة يجب ايضا ان تتحلى بها صديقات الزوجة، فكثيرا ما تقع الصديقات في مطب التهور و(نبيذ) زوج الصديقة في حضرتها من باب المجامل للتخفيف عنها بمنطق (غايتو الزول العمل العملة ديّا ما ظريف .. ثم تاني يعني هو ذاتو سواها كيف؟ ) عندما تندلع الشكلة بينهما وتجي هي براها تشكي لصديقاتها منه ..
سمعت الكثير من القصص الطريفة في هذا المجال ومن ضمنها ما حكته لي احدى شقيقاتي عن الخلاف الذي نشأ بين صديقتها وزميلتها في المكتب، وبين زوجها الذي كان يعمل في نفس المؤسسة ولكن في قسم آخر .. حكت لي بانها حاولت ان تطيب خاطر صديقتها وتخفف عنها، عندما جاءت في ذات صباح للمكتب تبكي بحرقة، وبعد أن الحّت عليها شقيقتي لمعرفة الحاصل، حكت لها تلك الصديقة عن خلافها مع زوجها الذي تصاعد لدرجة (مدّ اليد) ومغادرته لبيت اهلها طبعا كان ساكن معاهم – بعد أن اداها علقة نضيفة .. اخبرتني شقيقتي (أم قلبا حار وما بيرضى الحقارة) بأنها قالت لصديقتها بحدة:
طلقيهو طوالي يا بت .. ده مجنون .. وحات اسم الله مجنون .. وناس قسمو قالوا عندو حالة نفسية بتقوم عليهو مرة .. مرة!!
طبعا قالت الصديقة انها سوف تطلب الطلاق من ذلك المجنون الـ (وقعت فيهو)، فشجعتها اختي العاقلة على ذلك لـ (تسف التراب) لاحقا حرجا وندما، فبعد ثلاثة ايام من تلك الواقعة عادت المياة لمجاريها وعاد الزوج لقواعده سالما كما اخبرتها الصديقة .. عندها تململت شقيقتي حرجا وقالت:
مالو؟!! الصلح خير .. غايتو هو قلبو حار لكنو زول طيب شديد !!
طبعا (زول طيب) هنا بتعادل في مثلنا (قالوا عليهو عديييل)! [/ALIGN]

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫2 تعليقات

  1. اشكرك على الموضوع الشبه فكاهى : لا أعتقد فى هذا العصر يوجد مثل هذا المثل فى البيوت الآن فاالصراع المرير مع إلتزامات الحياة وسك المعيشة والغلاء الفاحش . لماذا جل مواضيعك منصبة على النكد الأسرى ؟ ألا يوجد فى بيوتنا غير الشحناء والكره ؟ لماذا لم تكتبى على التراث الإسلامى الأسرى أعنى صفوة الخلق من البشر محمد (ص ) وصحبه عمر وعثمان وأبو بكر وعلى وأبى هريرة . كيف كانت أسرهم تعيش ونسابتهم ؟ لا عليك ستجدى بعض العلقات والطرائف. ودمت بخير .

  2. المقال جميل لكن به مغالطة واضحة جدا وهي من الذي سن المعاصي و مفارقة الجنان
    (يا ربي ح تجاوبي علي يا استاذة ولا ما قاعدة تشوفي مداخلاتنا دي)