تحقيقات وتقارير
المرأة التى تدير الشأن الجنوبي من على البعد!
لا يستطيع أى مراقب مهما كانت درجة تفكيره أن يتصور بقاء رايس بعيداً عن هذا الملف إن لم تكن هى (المديرة الفعلية له) . وتشير المتابعات فى العاصمة الاثيوبية أديس أبابا الى أن رايس تمارس نفوذاً صارخاً فى مواجهة الرئيس الجنوبي سلفا كير على وجه الخصوص مدلِلين على ذلك بهاتفها الشهير حين أُقيل باقان أموم من الأمانة العامة للحركة قبل أسابيع، حيث رفعت المرأة العتيدة هاتفها لتقول للرئيس الجنوبي عبارة من كلمتين (أعد الرجل)! ويومها تملكت الشفقة وليست الدهشة المحيطين القريبين من الرئيس كير الذين أدركوا (بعد فوات الأوان) أن فرحة استقلالهم عن السودان والشعور بالحرية حسب تصورهم كان وهماً ؛ فقد وقعوا بالكامل فى يد قوة دولة باطشة لا تعرف العواطف ولا المجاملات ولا تسمح حتى بأي قدر من النقاش فى القرارات الاستراتيجية الهامة، بل حتى فى القرارات (اليومية الصغيرة ) .
الرئيس كير لم يخفِ غيظه الشخصي للمقربين منه، حيث قيل أنه تضجر من (الطريقة المهينة) التى تلقي بها أمر العدول عن الاتفاق النفطي الإطاري فى حضور رؤساء أفارقة بدا ضئيلاً أمامهم رغم طوله الفارع وقامته المديدة. لقد اتضح الآن أن رايس كانت تمارس أسلوبها الثعلبي الماكر حين دفعت الجانب السوداني للإفراج عن الناقلات النفطية الجنوبية كمبادرة حسن نية، ثم عادت لتغلق الطريق بوضع صخرة كبيرة عليه وقد ظهر ذلك جلياً فى وصفها للخطوة السودانية بالإفراج عن النقالات بأنها (مهمة ولكنها جاءت متأخرة)، ففي الثقافة السياسية الأمريكية، فإن مجيء أى خطوة متأخرة معناه – ببساطة شديدة – أن الخطة كانت تقوم منذ البداية على الحصول علي تلك الخطوة (مجاناً)!
رايس كانت تعلم أنها تدير عملية خداع سياسي هائلة ربما تصل تكلفتها الى حد انهيار علاقة حسن الجوار الى الأبد بين الدولتين الجارتين، غير أن ما لم تحسب حسابه رايس وللأسف الشديد لم يحسب حسابه القادة الجنوبيين هو أنَّ ما ينتظر الدولتين بشأن القضايا العالقة أكثر بكثير من مجرد أنابيب نفط ؛ هناك الكثير مما يستلزم ألا تأتي خطوة الحكومة السودانية متأخرة!
سودان سفاري
[/JUSTIFY]
ده احنا غلبانين….حقو نعيط ونفضل نعيط لعل حكومتنا تحس كم هومهين هذا الذى تم من اتفاق…