المسؤولية الاجتماعية.. مفهوم حديث لقيم سودانية راسخة
المسؤولية الاجتماعية تعمل على إنفاذ المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان الأساسية منها والفرعية، وبناء أساس محلي وإقليمي وعالمي للشراكة وإبداء الرأي والعمل.
وتأتي قضايا التنمية المستدامة ضمن أساسيات المسؤولية الاجتماعية، وهي كذلك تعتبر عقداً أخلاقياً يتعيَّن على الشركاء احترامه وتنفيذه بما يحفظ حقوق الإنسان وعدم انتهاكها، ويشمل كذلك القضاء على أشكال العمل الجبري كافة، وإلغاء عمالة الأطفال ومحاربة الفساد بكلِّ أشكاله وأنواعه وأن تسود الشفافية والمحاسبية.
المسؤولية في النظام الإسلامي
عند تأملنا لمظاهر المسؤولية الاجتماعية المختلفة، نجد أنها مما ورد في التشريع الإسلامي منها التكافل الاجتماعي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من باب رفع الضرر والالتزام بالممارسات الأخلاقية. إذاً، الدين الإسلامي سبَّاق في موضوع المسؤولية الاجتماعية.
؛؛؛
المسؤولية الاجتماعية في النظام الإسلامي، جزء من الدين والعقيدة، ففيه نجد من يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى
؛؛؛
تزايد الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية، أخيراً استجابة لتحديات مرحلية ومعالجة لسلبيات مستجدة في كثير من النظم الوضعية، أما في النظام الإسلامي، فإن المسؤولية الاجتماعية جزء من الدين والعقيدة، ففيه نجد من يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وكذلك يدعو (الإسلام) للمواءمة بين المصلحتين العامة والخاصة، لذلك نجد المسؤولية الاجتماعية في الإسلام هي شكل من أشكال التعاون على البر والتكافل الاجتماعي.
أيضاً، المحافظة على البيئة وإتلاف الموارد كما وضع إطاراً أخلاقياً لعمليات التجارة والتبادل وفرض العقوبات التي تكفل حماية المستهلك والحث على الأمانة في البيع والشراء وعدم الغش.
عقد أخلاقي
إن قضايا التنمية المستدامة هي المسؤولية الاجتماعية، وهي كذلك عقد أخلاقي يتعين على الشركاء احترامه وتنفيذه بما يحفظ حقوق الإنسان وعدم انتهاكها، وكذلك القضاء على أشكال العمل الجبري كافة وإلغاء عمالة الأطفال ومحاربة الفساد بكل أشكاله وأنواعه، وأن تسود الشفافية والمحاسبية.
؛؛؛
“النفير، الفزع، أبو مُروّه” جميعها قيم ومفاهيم سودانية تعني حديثاً- المسؤولية الاجتماعية، وفي المال حق معلوم للسائل وللزكاة أولوية فهي تطهير للمال
؛؛؛
وبهذه الثوابت يمكن أن يكون هنالك مؤشر سوداني نحو المسؤولية الاجتماعية، ولا بد من الالتفات لمكوِّنات وخصائص المجتمع السوداني ومعرفة ضوابطه والتحول الديموغرافي الذي طرأ عليه مثل الحروب والكوارث الطبيعية والنزوح واللجوء التي أحدثت تغييراً في المجتمع السوداني وكذلك في موارده المختلفة.
إن مفهوم المسؤولية الاجتماعية هو مفهوم حديث لقيمة ومعنى قديم راسخ في المجتمع السوداني (النفير، الفزع، أبو مُروّه) وجميعها مفاهيم سودانية تعني المسؤولية الاجتماعية، وأن في المال حقاً معلوماً للسائل وأن للزكاة أولوية، فهي تطهِّر المال ولها مصارف: الفقراء، واليتامى، والمساكين، وابن السبيل.
وما نحتاجه اليوم هو تنفيذ هذه المبادئ على أرض الواقع، ويتطلب الأمر أن تكون هناك قوانين تضبط الحدود وتمنع التدخلات وتسهِّل الإجراءات وتدعم الشركات المجتمعية وتساعد رأس المال الوطني- القطاع الخاص، في النمو حتى تساعد أصحاب رؤوس الأموال في المسؤولية الاجتماعية.
على من تقع المسؤولية؟
والمسؤولية الاجتماعية من الأمور التي يجب أن تولى اهتماماً خاصاً وعناية فائقة لأنها ركيزة أساسية لنهضة المجتمع، فهي ليست حكراً على الهيئات والمؤسسات الحكومة بل يسهم فيها أفراد المجتمع والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني مساهمة فاعلة.
؛؛؛
إدراك المجتمع لأهمية المسؤولية الاجتماعية يزيد كلما زاد من سرعة التطوُّر والنهضة فتصبح من أهم واجبات المؤسسات والهيئات والوزارات تجاه الوطن
؛؛؛
إن الاهتمام بالتنمية المجتمعية تبرز من خلاله أهمية المسؤولية الاجتماعية المرتبطة بعدد من القيم والمعايير الإنسانية السامية كالتكافل والإحساس بالوطنية تجاه البلد والأفراد، حتى تصبح المسؤولية الاجتماعية من أهم واجبات المؤسسات والهيئات والوزارات تجاه الوطن، ومتى ما زاد إدراك المجتمع بأهمية المسؤولية الاجتماعية زاد من سرعة التطور والنهضة.
عولمة الشباب
يظل قطاع الشباب عماد النهضة ومعول البناء والتعمير لتقدم الأمة، لذا يأتي الاهتمام بهذه الشريحة كضرورة حتمية، خاصة في ظل المتغيرات العالمية والمحلية المتسارعة في وقت انتشرت فيه البطالة والفقر بمعدلات مهددة لكيانات بعض المجتمعات، خاصة في الدول المتقدِّمة التي كلما تسارعت فيها خطى التطور والتقدم التكنولوجي، زادت شرائحها المجتمعية ضعفاً وفقراً.
؛؛؛
الشباب أكثر تأثراً بالتغيُّرات المحيطة بنا، كما يتميَّز بسرعة الاستجابة لها
؛؛؛
الأمر الذي يستوجب تكثيف جوانب المسؤولية الاجتماعية. والشباب أكثر تأثراً بالتغيرات المحيطة بنا، كما يتميز بسرعة الاستجابة لها.
إن ما يشهده العالم اليوم من أمراض العصر كالمخدرات وغيرها من الجرائم فضلاً عن الهجرات والتنقلات الفردية والجماعية ما هو إلا شكل من أشكال العولمة، وكلها تفضي إلى مجتمع مشوّه، ويجب علينا بذل الجهود حتى نصل بالمجتمع السوداني إلى بر الأمان ومرحلة الرفاه الاجتماعي والتنمية المستدامة.
[/JUSTIFY]شبكة الشروق
بقلم: فاطمة عمر الطاهر
صحفية وكاتبة سودانية
شكرا للكاتبة لطرحها هذا الموضوع المهم الذى نحتاج للتذكير به الان اكثر اى وقت مضى.فمع الظروف الصعبة التى عليها السودان الان مواطنين وحكومة تتجلى دور المؤسسات الخاصة فى سد الفراغ بتبنيهاورعايتها لمشاريع لسد حاجة المجتمع اليها.هناك قصور واضح من جانب رجال الاعمال،خاصة الذين اغتنوا فى ظل الفوضى الاقتصاديةمن القيام بالدور المامول كدعم التعليم والصحة ومكافحة الفقر وليس تركها للهبات التى يتبرع بها الافراد ومثال صغير على ذلك مشروع افطار تلميذ الذى تشرف عليه منظمة شباب مجددون.
اننى حيث اعمل فى احدى دول الخليج تتبنى الشركة التى اعمل بها مشاريع عملاقة تشمل انشاء المدارس وحتى دعم الحقيبة المدرسية للمحتاجين وغير ذلك كثير.