منوعات
شيخ عبد الحي يوسف لشاب : أنصحك بأن تتريث في أمرك ولا تقدم على هذا الزواج!
الجواب:
الطيور من مخلوقات الله المسبحة بحمده كما قال سبحانه «ألم تر أن الله يسبح له من في السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه» ومن هنا جاءت تعاليم الإسلام آمرة بالرفق بها، ناهية عن قتلها لغير سبب أو مصلحة؛ ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل كل ذي روح» وفي الحديث الآخر «الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء» قال شارح عون المعبود تحت حديث 4931: «الراحمون» أي لمن في الأرض من آدمي وحيوان لم يؤمر بقتله بالشفقة عليهم والإحسان إليهم.ا.هـ فلا يجوز قتلُ الحيوانِ لمجردِ اللهوِ واللعبِ والعبثِ
وعليه فإنك مخطئ فيما فعلت، والواجب عليك التوبة إلى الله تعالى والاستغفار مما كان، وليس عليك شيء سوى ذلك، والله تعالى أعلم.
مركوب النمر والأصلة؟
السؤال:
ما حكم لبس مركوب الأصلة والنمر؟
الجواب:
الأصل في الملبوسات والمأكولات الإباحة؛ عملاً بعموم النصوص كقوله تعالى «هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا» وقوله سبحانه «وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعًا منه» وقوله صلى الله عليه وسلم «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ، وَلاَ مَخِيلَةٍ» وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ «كُلْ مَا شِئْتَ وَالْبَسْ مَا شِئْتَ مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ سَرَفٌ، أَوْ مَخِيلَةٌ» رواهما البخاري؛ فهذا هو الأصل العام، ولا يستثنى منه إلا ما جاء النهي عنه إما لذاته أو لعارض تعلق به.
ومن ذلك النهي عن جلود النمر؛ فقد ثبت في الحديث الذي رواه أبو داود عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها. رواه أبو داود وصححه الألباني. وروى كذلك عن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر» وقد ذكر أهل العلم أن الحكمة من ذلك ما فيها من الكبر والخيلاء؛ ولأن فيها تشبهاً بالجبابرة؛ ولأنها زي أهل الترف والإسراف.
ومن ينتعل جلد النمر في قدميه قد يتأول هذه الأحاديث بأن ما لبس في الرجلين فإنه ممتهن محتقر لا يفيد كبراً ولا خيلاء، ثم إنه يأخذ بمذهب المالكية والحنابلة القائلين بأن الدباغ يطهر كل جلد مأكولاً كان أو غير مأكول؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم «أيما إهاب دُبغ فقد طهر»
وأما جلد الأصلة على هذا المذهب فلا حرج في لبسه لأنه يطهر بالدباغ، ولعدم وجود علة الكبر والخيلاء والإسراف في لبسه، والله تعالى أعلم.
أريدها زوجة وأمي لا تريدها!!
السؤال:
السلام عليكم شيخنا الجليل، أنا شاب عمري «31» سنة أريد الزواج من فتاة خارج محيط أسرتي، لكن والدتي ترفض هذه الفتاة بحجة أنها نحيفة جداً، مع العلم أنها من أسرة محافظة ومتعلمة…، وأنا الابن الوحيد لوالدتي لذلك ينتابني إحساس أن والدتي تريد زوجة بمواصفات عالية لتكون من نصيبي، حيث إنها ذهبت إلى أحد شيوخ الطرق الصوفية لتستشيره فقال لها: إن هذا الزواج به عوارض، وأنا بدوري تجاهلت هذا الكلام لأنني استخرت الله سبحانه وتعالى، فعليه أريد النصيحة.
الجواب:
الطريقة التي سلكتَها هي المشروعة المحمودة من اللجوء إلى استخارة ذي الجلال والإكرام الذي يعلم السر وأخفى، وما فعلته الوالدة غفر الله لها ليست طريقة شرعية ولا مرْضيَّة، لكنني أنصحك بأن تتريث في أمرك ولا تقدم على هذا الزواج إلا بعد موافقة الوالدة خاصة وأنك وحيدها، واستعن على دَرَكِ غايتك بمن يملك التأثير على الوالدة من قرابتها وصويحباتها، لعل الله يهيء لك من أمرك رشدا، والله الموفق والمستعان.
صحيفة الانتباهة