تحقيقات وتقارير

متمردو قطاع الشمال .. والإرتماء في أحضان الأجنبي


كانت حادثة العدوان الإسرائيلي على مجمع اليرموك أواخر الشهر الماضي في جانب من الجوانب العديدة للأبعاد السياسية الإستراتيجية التي انطوت عليها أنها مايزت بين صفوف القوى والأحزاب السياسية ما بين الموقف الوطني الذي يمليه الواجب والالتزام والروح الوطنية ،وبين المواقف التي اتسمت بالتشفي والاستغلال السياسي الرخيص حيث لم يُفرق أصحاب المواقف الأخيرة بين حرمة كيان الوطن ومصالحه العليا ومكتسبات شعبه وبين الرغبة في تحقيق انتصار سياسي بأي ثمن.
وكان موقف حركات التمرد أو مكونات ما تسمى بالجبهة الثورية والتي تضم الحركة الشعبية قطاع الشمال وبقية فصائل التمرد بدارفور في غاية الخزي، إذ تبارت تلك الفصائل في التماس الأعذار لتسويق مشروع العدوان الصهيوني وتدمير مجمع اليرموك للصناعات العسكرية.

خيانـة عـظمى
في الأسبوع الماضي حملت الأنباء أن أمين عام الحركة الشعبية ياسر عرمان خلال مخاطبته ندوة نظمها أحد المراكز البحثية ببريتوريا بجنوب أفريقيا قد مارس تحريضاً صفيقاً ضد الوطن يندرج في إطار الخيانة العظمى.
وقال عرمان إن مصنع اليرموك كان بالفعل يصنع الأسلحة الإيرانية ويقوم السودان بإرسالها إلى المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة ، وأن السودان يفرخ ويدعم الحركات الأصولية في أفريقيا ، زاعماً بأن جامعة أفريقيا العالمية قد تخرج من مدارجها عناصر حركات التطرف والإرهاب كجماعة بوكو حرام في نيجيريا وجماعة أنصار الدين في مالي.
وتعكس تصريحات عرمان تلك مدى اليأس السياسي الذي تردى فيه ما يسمى بقطاع الشمال ، ونتيجة للهزائم العسكرية المتتالية في مسارح المعارك بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وبعد أن فشلت كافة رهانات قادته في تحقيق ما كانوا يصبون إليه بأن يكونوا القوة السياسية الرئيسية في البلاد عقب انفصال جنوب السودان وذلك بالاستقواء بالجناح العسكري (الفرقتين التاسعة والعاشرة بالولايتين) ودعم الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة الأمريكية لهم.
حصـار سيـاسي
وتهدف تلك التصريحات الطائشة وغير الوطنية التي تصدر من المتمردين وخاصة ياسر عرمان مؤخراً.. تهدف لاستغلال الظروف الإقليمية والدولية المتغيرة لممارسة نوع من الحصار السياسي والدبلوماسي على السودان، وقد هدف عرمان من خلال حديثه في جنوب أفريقيا إلى إحداث وقيعة بين السودان والدول الأفريقية لا سيما دولة جنوب أفريقيا والتي تحظى بنفوذ سياسي ودبلوماسي في أروقة الاتحاد الأفريقي من جهة وفي المؤسسات الدولية وخاصة مجلس الأمن كعضو غير دائم من جهة أخرى.
وفي هذا التوقيت بالذات يقوم السودان بحملة دبلوماسية لشرح موقفه من المقترح الذي قدمه الوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي بخصوص منطقة أبيي والذي تحفظ عليه السودان وأيضاً يراهن هؤلاء على دق إسفين بين السودان ودول الاتحاد الأفريقي لجهة أن الأخير ظل يضطلع بدور الوساطة في قضايا الخلاف بين السودان ودولة جنوب السودان.
كما أنهم يراهنون على إثبات عجز الاتحاد الأفريقي عن حل قضايا السودان من أجل إفساح الطريق أمام تحويل ملف السودان برمته إلى مجلس الأمن الدولي والذي تهيمن عليه الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإشاعة أن السودان لا يلتزم بأي اتفاقات أو معاهدات مالم تأت من مجلس الأمن الدولي وأن الاتحاد الأفريقي يمثل غطاءً دبلوماسياً للسودان أكثر من كونه وسيطاً ملزماً له.

استـدراج سيـاسي
ونفس التصريحات التي أدلى بها ياسر عرمان في بريتوريا سبق له وأن قالها خلال حوار أجرته معه جريدة بريطانية وفي موازاة تلك التصريحات يقود عرمان محاولات محمومة من أجل لملمة الأحزاب المعارضة والمتشرذمة وهو يقوم بمحاولات نصب الفخاخ من أجل استقطاب الأحزاب الكبيرة مثل الأمة القومي والاتحادي الأصل اللذين يعتبران مشاركين في الحكومة القائمة أو أن خطابهما وموقفهما أقرب إلى المؤتمر الوطني فتارة يعلن عرمان انضمام القيادي الفلاني من الأمة القومي إلى الجبهة الثورية وتارة أخرى يعلن انضمام آخرين من الاتحادي الأصل.. وكل ذلك من أجل استدراج هذين الحزبين لصف المعارضة مجدداً وتلك المحاولات المحمومة بالإضافة إلى أنها تهدف من قبل قطاع الشمال الي إحياء المعارضة والابقاء عليها في مسرح الأحداث السياسية قدر الإمكان فأنها تهدف أيضاً إلى منع قيام معارضة فاعلة تعزل قطاع الشمال لكونه له جناح عسكري ويعتبر امتداداً لجيش دولة أخرى وهي دولة جنوب السودان وهو ما يخالف قانون الأحزاب السياسية السائد في البلاد خاصة وأن متمردي الجبهة الثورية وقطاع الشمال لم يتمكنوا من تحقيق أي نصر عسكري يذكر في كافة جبهات الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور.
ومن هنا يحاول ياسر عرمان تحصين الفصائل التي يقودها من أن ينفرط عقدها تحت وطأة الضربات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوداني ، ولاستباق تطبيق بنود الترتيبات الأمنية وفك الارتباط بين الفرقتين التاسعة والعاشرة مع جيش دولة جنوب السودان وطرد ومنع الحركات المسلحة على جانبي الحدود بين البلدين.

ضغـوط خارجيـة
وهناك من المراقبين من يفسر التصريحات المعادية للمصالح الوطنية للسودان والتي تصدر عن قادة المتمردين وخاصة ياسر عرمان بأنها شيء طبيعي لكون هذه الفصائل تعتمد على الضغوط الخارجية وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية كما أنها تراهن وباستمرار على إمكانيات حدوث تدخل عسكري دولي يحقق لها هدف إلاطاحة بالنظام.
وبعد فشل الحديث عن التطهير العرقي والإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب…ألخ، والتي روجت لها فصائل التمرد في إقناع الدول الكبرى بالتدخل العسكري بحجة التدخل الإنساني ومسؤولية الحماية لا سيما منذ اندلاع التمرد في ولاية جنوب كردفان في يونيو 2011 وفي النيل الأزرق سبتمبر من نفس العام.
ثم ما لبث الأمر وأن أخذ ياسر عرمان في ترويج مزاعم عن أن الحكومة السودانية تستخدم الجوع كسلاح وذلك بمنع المنظمات الإنسانية من تقديم العون للمتضررين.. وليس ذلك دقيقاً ، لان الحكومة اشترطت فقط بعض الشروط التي تنظم انسياب المساعدات الإنسانية بما يحقق الهدف الإنساني والأمن القومي للبلاد على حد سواء . وقد تراجع الحديث عن الأزمة الإنسانية في جنوب كردفان شيئاً فشئياً بعد توقيع حكومة السودان والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في أغسطس الماضي على الاتفاقية الثلاثية لتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضريين في مناطق نشاط المتمردين وبعد أن أظهرت نتائج المسح الإنساني الذي شاركت فيه (5) منظمات دولية أن الأوضاع الإنسانية تحت السيطرة وأن سلاح الدعاية أحد أسلحة المتمردين ضد الحكومة السودانية.
انهيـار داخلـي
ويحاول قادة ما يسمى بقطاع الشمال تأليب الدول الكبرى ودول الجوار الإقليمي ضد السودان واستغلال كل الحوادث الداخلية وتضخيمها إعلامياً بتحركات تهدف كلها إلى تفجير الأوضاع الداخلية ، وبعد فشل سلاح التظاهرات في إسقاط النظام خلال يونيو ويوليو الماضيين أو إضعاف الموقف العسكري للحكومة في مسارح العمليات وبالتالي غدت الهزيمة هزيمتان سياسية وعسكرية وتبقى فقط آخر سلاح هو إحداث أوضاع إنسانية وعمليات تهجير واسعة النطاق للمدنيين وذلك من خلال استهداف المدن الكبرى مثلما حدث في كادقلي مؤخراً وذلك بهدف تفريغ تلك المدن مما يلقي على عاتق الحكومة السودانية مزيداً من الضغوط ويؤدي حسب مراهنة المتمردين إلى انهيار داخلي للنظام في ظل عدم إمكانية تحقيق النصر العسكري والزحف نحو العاصمة لإسقاطه كما أعلنوا ذلك في بيان تأسيس ما تسمى بالجبهة الثورية في أغسطس من العام الماضى 2011 .

تقرير: smc


تعليق واحد

  1. الراجل دا مابيختشى جنوب السودان وانفصل والجماهة ( ركبوهو الطروره)ولسع خاوتنا بالسودان الجديد (دا الخرف المبكر ) وهو سوف يعيش طول عمرو مطارد لآن المثل بيقول ( ياكاتل الروح وين تروح ) ؟؟؟؟؟؟؟

  2. [SIZE=6]طيب من يساعد زي دا عشان يرمينا في حضن اليهود والفاسقين الحكومة وعرمان من طينة واحدة الحكومة هذه لو اكلنا مرارتها هي والمعارضة لن تشفي صدورنا وغلنا فقط نشكيكم لله هو الناصر والمؤيد[/SIZE]

  3. فلاحتكم بس فى ياسر عرمان اسرائيل ماتشوف مقال كامل عرمان عرمان مافى عمالة اكتر من عمالتكم هو وين السودان البتتكلم عنة دا المشرم الشرمو منو ياسيدى خليك مع التخريبية اما عرمان ورفقة ليهم رب يمهل ولايهمل ابدا ابدا

  4. بالمناسبة ياسر عرمان ده زول وسخ ومعفن وتافه ده ما بشبه السودانيين … لعنة الله عليك … لعنة الله عليك يا حاقد

  5. وماذا تنتظرون … الموضوع بسيط …فتح بلاغ خيانة عظمى ومطاردته قانونيا…

  6. [SIZE=5][B][COLOR=undefined]آسف أن أخرج على النص وأكتب كلاماً لا يمت لموضوع السفن بصلة ، فقد كنت فى إجازتى السنوية بالسودان وعند وصولى مطار الخرطوم قامت الجهة المسؤولة عن تفتيش الأمتعة والتأشير بدائرة على الشنط التى يشك هؤلاء فى أن فيها بضائع تستوجب أخذ رسوم عليها بالتأشير على شنطتى وطلبوا منى الذهاب لمكاتب أو صالة تلك الجهة المعلومة داخل صالة القادمين بمطار الخرطوم وحين ذهبت وحاولت فتح شنطتى للتفتيش سارع أحدهم وبقوة عين عجيبة وقال لى لا تفتح الشنطة وأدفع المعلوم وحين سألته عن ذلك المعلوم فرك أصبعيه وقال لى قروش ، فقلت له أننى لا أحمل مايستحق أن ادفع مقابله وأصريت على فتح الشنطة وإحتجيت عليه كيف يطلب منى قروش مقابل أن يمررنى بدون تفتيش مما يعنى أننى لو كنت أحمل سلاحاً أو مخدرات لكان هذا قد مررنى مقابل المال ، وحينما رآنى وقد إحتديت معه إنصرف وبسرعة من أمامى بعد أن أمرنى بأن أذهب ، هذا هو حال الذين وضعتهم الحكومة فى مطار الخرطوم لمراقبة القادمين والذين قد يكونون يحملون مواد خطرة على أمن وسلامة البلد ومعنى هذا أن هؤلاء يتعاونون مع المجرمين مقابل المال ، وعلى السيد وزير الداخلية ومدير الشرطة ومدير تلك الجهة والتى تعتمد الدولة فى مواردها عليها أن يضبطوا عمل هؤلاء فى مطار الخرطوم وأن يبعدوا الفاسدين والذين يُضيعون على خزينة الدولة المليارات بفسادهم هذا !![/COLOR][/B][/SIZE]

  7. ما هو الزمن الذى يجى ونحن اكثر حكمة و اكثر غيرة على وطننا الحبيب السودان وكل سودانى يعرف معنى الوطن اذا ذهب الوطن ضاقت بنا الدنيا . كل التصريحات و المنشورات التى تبث عبر الوسائط الالكترونية و الفضائيات تدمر البلد — كون انت معارض للنظام ده من حق اى مواطن يعارض و ينتقد النظام لكن الخطوط الحمراء و سيادة الدولة مفروض نقيف فيها شوية لان الحكومات لاتدوم و الاشخاص لايدومون لكن الوطن هو الذى اذا حافظنا عليه من الاعداء سيدوم لنا و لاجيالنا– نحن كسودانيين مشهورين بطيبة الخاطر و العفوية السازجة — مثال حكومتنا الرشيدة يزورها بعض رؤساءالدول وهم على عفويتهم يقومون بفتح كل المواقع الاستراتيجية و انجازات الامن القومى للبلد يشوفوها و هم لايدركون خطورة هؤلاء الرؤساء فيهم من قلبه معهم و فيهم من هو حسدا يدمر البلد مثال مصنع اليرموك زاره رؤساء كثر و جواسيس موجودين فى البلد .
    ونحن كسودانيين اذا واحد سالنا عن اخبار السودان طوالى نفتح ملفاتنا بوجه قبيح للبلد من غير تفكير فى نتائج ما سيحصل .
    حق نكون فى موضع المسئولية — و ننتقد النظام نقد مسئول داخلى

  8. المصالح تتقاطع ومن حق اى جهه التعاون مع الجهه التى تراها تتناسب مع مبادءها الحكومة تتحالف مع ايران ومع روسيا ومع الصين – هل هذه خيانة؟