منى سلمان

!! سنة أولى حب


[frame=”7 100″][ALIGN=JUSTIFY] [ALIGN=CENTER]سنة أولى حب[/ALIGN] عنوان المادة يوحي إني حا أنبهل وأقول كلام في الريد زي النجوم والماس وطبعا ده ما حا يحصل لأني أنتمي لجماعة أم غمتي أو ناس ضرب غماتي الما قاعدين يفتوا !!
إذن سنة أولى حب هي سنتي الأولى في الإبتدائي، فبسبب إقامتنا في حي جديد نسبيا من أحياء الثورة (سنة كم ماعارفة..غايتو قريبات دي !!) فقد كانت المدرسة الإبتدائية عبارة عن بيت عادي مؤجرمن بيوت الثورة مكون من غرفتين وبرندتين وصالون صغير ومع التوزيع البسيط لغرف المنزل مع عدد فصول الإبتدائي الستة نجد أن نصيب سنة أولى كان الزقاق الضيق الواقع بين حيطة الجيران وغرف المنزل ففي ضل هذا الزقاق كانت بدايتي .
كانت مقاعد الدراسة عبارة عن بنابر خشبية يسمى الواحد منها (ككر) كان يشبه مقاعد الملوك قديما أو زي البقولو في الغلوتية (ملكين في ككر، واحد غاب والتاني حضر) طبعا الككر هنا هي السماء والملكين هم الشمس والقمر.
المهم كنا نقضي صباحتنا ونحن نتلقى الدروس في سبورة متنقلة على حامل، ومتنقلة دي عشان الشمس لما تزاور زقاقنا نزح منها ذات الشمال فتقرضنا ذات اليمين ولو ضايقتنا من كل الجهات كنا ننتقل لضل الشاتي أو الضحى حسب فصول السنة .
أما عن التحصيل في تلك السنة فهو طبعا صفر كبير فما بين سيلان لعابنا من صحن الشطة وروايح سندوتشات سلطة الأسود والطعمية والفول المدنكل المنبعثة من قفف خالتي شامة بت الداير ست الفطور، الكانت قاعدة جنبنا في الزقاق !! أيييي يعني على طريقة عادل إمام قاعدة معانا في نفس الأوضة. كانت روايح فطور خالتي شامة وكركبتا للعدة مع متابعتنا لكل من يدخل من باب الشارع وإيصاله لمقصده وملاحقتنا للماشة والجاية كانت كافية لتشتيت إنتباهنا عن أيي حصص أو دروس.. كنا نكتب الواجب مستندين على الشنط في رجلينا أو ونحنا باركين على الركب في الأرض وكثيرا ما كان جرس الفسحة يضرب قبل انتهائنا من الفروض فنتعرض للإجتياح من التلميذات الجائعات ومندفعات لشراء سندوتشات الفطور من خالتي شامة، كنا نتعرض للدهس والعفص وتقطيع كراساتنا تحت الأقدام المندفعة زي قطيع الأغنام الخايفة من مرفعين!!
كان لأبي دكان بقالة في البيت ورغم تمتعنا بسندوتشات الجبنة والطحنية أو المربة والتي كانت تشتهيها الأخريات إلا أن ريحة الطعمية وسلطة الأسود كانت مكرهانا الطحنية ومخليانا في حالة اشتهاء دائم لمجرد قرمة من سندوتشات خالتي شامة أو نلجأ للتحايل بي تعالي نتشارك .. ولا أديني حتة وأديك حتة.
انتهت سنة أولى واصطفت المدرسة في نهاية العام الدراسي لسماع النتايج فقد كانت تذاع من ورقة تحملها الناظرة فرفاهية النتايج المطبوعة التي تسلم في الأيادي ما كانت متوفرة حينها … اصطفينا وتمت إذاعة الجميع دون أن أسمع إسمي.. انطلقنا للبيت وأنا أبكي وأتشنهف لعايدة أختي طول الطريق: عايدة .. عايدة.. أنا ما قالوني يا عايدة!!
فتجيبني مطمئنة: قالوك.. قالوك إنتي جيتي السبعتاشر.. ولكني أعاود السؤال بعد قليل: قلتي كم يا عايدة ؟!!
فتجيبني في صبر:السبعتآآآآشر..فأطمئن نفسي في سعادة: السبعتاشر دي كتيييرة وسمحة!![/ALIGN]

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com[/frame]


تعليق واحد

  1. ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( )
    لك التحية والتجلي الاستاذة الرائعة منى سلمان على هذا الموضوع الجميل الذي أعاد لي ذكريات جميلة عندما كنت في مرحلة الأساس .. التي تم فيها دمج الابتدائي بالمرحلة المتوسطة .. كانت لنا فيها ايام بنكهة الطفولة والشقاوة.. على الرغم من الصعوبات التي واجهتنا فيها .. حيث تم تسجيلنا في مدرسة كان كل واحد من تلاميذها عبارة عن (طيش) لوحده.. حيث كنا أفضل السيئيين .. وكان جميع التلاميذ من أولى وحتى ثامنة يجلسون على التراب!.. وتلاميذ هذه المدرسة كان معظمهم من (مرافيد) المتوسطة .. حيث كانوا يناهزون المعلمين طولاً وعرضاً .. أما طلاب الصف السابع والثامن كانوا – والحق يقال- من الأشداء ولو عاصروا المهدية لشاركوا في معركة شيكان وكرري !
    أما الفصل من الداخل .. فمنظره عجيب !!.. تجد طيور (ود أبرق) قد إتخذت أعشاشها في شقوقه .. ونرى بأم أعيننا الخفافيش وهي تتدلى من السقف .. والأرضية كانت من الرمال الناعمة .. أو فلنقل من الغبار المتراكم الذي عمقه يكاد يصل الي المترين .. أذكر أنه كان معنا تلميذاً واحداً أحضر معه كرسيه من منزلهم .. وبعد الفطور إختفى الكرسي في ظروف غامضة .. وببعض المعلومات الاستخباراتية عرف أن الكرسي تم دفنه داخل الفصل!!.. فنبشنا معه حتى أخرجناه!!.
    من عادة التلاميذ أن يقفوا للمعلم ويوفوا له التبجيلا .. أما نحن بالذات تم إعفائنا من هذه المهمة .. والسبب أنه عندما نقف للمعلم ننفض الغبار عن ملابسنا بتلقائية .. وأحياناً بدونها .. وحينها يكون الفصل وكأن به إعصاراً أو (كتاحة) يتعذر معها رؤية المعلم نفسه إلا بعد ربع ساعة كاملة ريثما ينقشع الغبار!! كنا نرد السلام جلوساً .. ونجيب على الأسئلة جالسين .. وعندما نخرج للفطور تكون أشكالنا كالعفاريت .. فبعض زملائنا لا تتضح ملامحهم إلا بعد أن ننفض عنهم الغبار أو يغسلوا وجوههم.!. وفي نهاية اليوم الدراسي .. وبعد أن يذهب الجميع .. نساهم نحن -مجموعة من التلاميذ – في (بشتنة) أنفسنا .. حيث كنا نقوم بغربلة تراب الفصل .. لعل أحدهم رمى عملة معدنية بالخطأ !!.. فنذهب الي منازلنا والواحد منا به كمية من الغبار يمكن أن تملأ منها جردلاً صغيراً.
    في الصباح نستيقظ مبكرين .. وقبل الدخول للمدرسة .. نكون قد تمسحنا بتراب النمل !!.. حيث كانت هناك شائعة بأنه يخفف ألم السوط في السيقان.. لأننا كنا نلبس (الأردية) القصيرة التي تتدلي منها أرجلنا الدقيقة التي تشبه أرجل (السمبرية) .. وفي طابور الصباح كان المعلمين والمعلمات يفتشون التلاميذ ويبدأون بذوي الشعر الكثيف .. الذين غالباً ما تكون هناك بعض (الاغنام) التي تسرح بين ثنايا شعورهم .. وإذا كان ثمة تلميذ له شعر أو (تِفة) أكثر من اللازم .. يقوم المدير بحلاقته في الطابور!! ليست حلاقة بالمعنى المعروف .. ولكنه يقطع من شعره (قرمة) كبيرة لا تعالج إلا إذا حلق صلعة .. ومن يحلق صلعة سيندم عليها كثيراً.. إذ كنا (نطقعها) له بنوى البلح ..ونعمل له هتاف ونصيح به : (تِبش .. تِبش عجور .. الصلعة تولع نور)!!.. أما من يأتي (الطيش) يكون قد جنى على نفسه جناية كبيرة .. فهذا نخصص له مسيرة لوحده .. وتخرج خلفه نصف المدرسة ونهتف به (الطيش .. الطيش كَرَوْ رَوْْ رَوْ) .. حتى نوصله لمنزله!! وفي الطابور أيضاً كانت المعلمات متخصصات في تفتيش الأظافر الطويلة .. ويضربون اصحابها على أصابعهم بالمسطرة …أما من لا يستحمون إلاّ في الأعياد والمناسبات الكبيرة .. فهؤلاء كذلك يجلدون .. فقد كان معنا بعض التلاميذ من يصحو من نومه ويأتي الي المدرسة مباشرة بلا استحمام ولا سواك ولا حتى أن يغسل وجهه ، وتكون (ريالته) قد شكلت خيطاً طويلاً على خده .. و(عيونو بي قضاها) .. وشعره منفوشاً .. ومنظره (لا يتقابل) و (حالتو بي البلا) .. حتى أن إحدى المعلمات إقترحت أن يُحضر طشتاً كبيراً يوضع في منتصف الطابور ويضعون فيه أعداء الاستحمام بملابسهم .. ويصبون عليهم الماء البارد !!.. عموماً .. لم ننته بعد .. فبعد دخول الفصول .. وقبل بداية الحصة الأولي يكون هناك تفتيشاً للكراسات التي بها آثار الزلابية والطعمية .. أو التي إلتصق بها باقي عدس الغداء .. وبعد خروج المعلم يبدأ الألفة في تسجيل (المهرجلين) .. طبعاً كان يسجل كل الفصل عدا نفسه .. وبما أننا سنسجل ضمن المشاغبين عاجلاً أم آجلاً .. لذلك يكون الشغب ممتداً .. حيث كنا نلملم بعض النمل (أبوريش) ونحبسه داخل علب الهندسة .. لنضعه لاحقاً داخل أقمصة التلاميذ !!.. هكذا كان (هظارنا)!!.. ونعم (الهظار)!!.. وعندما تثور ثائرتنا كنا (نتكاشح) بالتراب .. فيصبح الواحد منا وكأنه خرج من المقابر لتوه !!.. ويقودنا الألفة للمدير لنجلد .. ولو كانت تلك الشاعرة معنا لقالت : (ما دايرالك الجلد أب تراباً شح) .. ولكن ماذا نفعل؟!.. فالفصل كان عبارة عن (مشحاحة) .. فلابد لكل منا أن يشح التراب في أخيه شحاً.!!.
    osos3s@yahoo.com

  2. الاسـاذة منى
    يديك العافية ، مع انك ذكرتي بانه ((سنة كم ماعارفة..غايتو قريبات دي !!) واللبيب بالاشارة يفهم غايتو اقول ليك نحن زمنا كان احسن منك سنة اولى كانت على البروش لكن في تانية جابوا لينا كنب وقالو كله اربعة في في كنبة واحاتك كنا ستة في كنبة . بالطبع اعزائي كثير منكم فهم ان الاستاذة تتحدث عن زمن غابر في التاريخ او من زمن اجدادنا القدماء ولكن هذه حال اليوم بمدارسنا والااستاذة منى اكيد اصغر من اي واحد منكم يا عاجائز . افهموها بقى;) 😉

  3. الاخ أسامة حكايتك وذكرياتك جميلة
    لكن انا شايفة انو كان في تفوق بعد ده كلو صح ؟ والدليل علي ذلك انو شوف دكاترتنا والعباقرة كانو من الذين عايشو هذا الزمن .
    لكن نجي ونشوف الزمن القدامنا ده حدث ولا حرج
    :lool: وتحياتي ليك أستاذة مني

  4. 😉 انت انسانة رائعة و كل انسان رائع مبدع وكل مبدع لازم كل الناس تعرفه أتمني ان التقيك في القريب العاجل انت رجعتينا للزمن السمح بأحاسيس طفولية رائعة ارجوك أحكي لازم تحكي كل يوم يا …….. يا ……….