تحقيقات وتقارير

طالبات الشهادة العربية «بالداخليات» .. جزر معزولة تبحث عن تمازج

تعتبر المرحلة الجامعية من اهم المراحل الدراسية للشخص وهى نقلة نوعية بحكم انها المرحلة التى يستطيع فيها تكوين شخصيته ويشق طريقه اما بالنسبة لطلاب الشهادة العربية فتعتبر نقلة من حضارة لاخرى فى المقام الاول وخاصة للذين قضوا حياتهم بالخارج حيث الاختلاف الواضح فى الكثير من العادات والتقاليد وطريقة العيش وملاءمة الاجواء السودانية وهو ما يسبب ارقًا كبيرًا بالنسبة للأبناء والآباء على حد سواء، وللوقوف على هذه المشكلة ومدى مواكبة الطلاب لها التقت «نافذة المهاجر» بعدد من الطالبات بداخلية الزهراء «البركس» لمعرفة مدى تقبلهن لهذا الوضع المختلف من الناحية البيئية والاجتماعية والدراسية فكانت الحصيلة هذه الإفادات:
تحدثت لنا فى البداية هاجر حيدر طالبة بقسم الاحياء جامعة الخرطوم عن حياتها بالخارج، قالت: عشت واهلى بالمملكة العربية السعودية بمنطقة القصيم «بريدة» منذ قترة طويلة ولم اعد الى السودان عدا مرتين، وعن حياتها بالداخلية قالت: وجدت صعوبة كبيرة فى التعامل مع الطالبات بداية دخولى وخاصة فى طريقة كلامى فكنت دائمًا احاول انتقاء الكلمات المناسبة للتخاطب باللهجة السودانية حتى لا الفت الانظار ومع ذلك تجدنى انطق بعض الكلمات باللهجة السعودية مثل «خبز»، «جبن» وكنت اجد نوعًا من «التريقة» والسخرية من البعض ولذلك فضلت السكن مع طالبات الشهادة العربية مثلي، واضافت: على الاقل ارى فيهن نفس البيئة التى ترعرعت فيها ونفس التربية وطريقة التعامل والكلام وبنفهم بعضنا البعض.
وعند سؤالنا لها لماذا اخترت السكن الخاص وعن صديقاتها قالت هاجر لان العام به زحمة كبيرة في الغرف اما فى الخاص اجد نفسى من ناحية مذاكرة دروسى فالجو مهيأ بالغرفة وبها اربعة سراير فقط، ولى صديقات جميعهم شهادة عربية، وعن الاكل في الداخليات قالت كثيرًا ما نطلب الديلفري من احد المطاعم الفاخرة واصبحنا زبائنه، وهل انت راضية عن دراستك الحالية، قالت: كنت ارغب في دراسة الصيدلة واحرزت نسبة 100% ولكن بعد الموازنة اصبحت النسبة 84% ولم اقبل بها واضطررت الى دراسة الاحياء بتقديم خاص لان دراستي للصيدلة كانت مكلفة وتصل حتى 16الف جنيه، واضافت: «يعنى يا تجو تقرو بقروش او ما تجو»، وعن مدى استفادتها من هذه التجربة قالت هاجر استفدت كثيرًا ولكن نظرة المجتمع السوداني للقادمين من الخارج لم تعجبني ويتعامل معه كأنه قادم من عالم آخر وهناك انتهازية فتجدنا ندفع اكثر من غيرنا فى كل شيء.
منى حسين طالبة بكلية التمريض جامعة الرباط الوطنى قالت: عشت عمرى كله بالمملكة ولم احضر الا لدراسة الجامعة، واضافت: عند قدومى لم اكن اعلم بوجود سكن خاص وعام وكان كل همى ان اقيم بالقرب من الجامعة ولكن عندما عرفت الفرق حمدت الله على اختيارى للسكن الخاص لان الغرف «جايطة» فى العام والغرف مفتوحة ويحسسنى الاكتظاظ فيها بوجود ثقافات مختلفة وان السودان مقسم عكس الخارج فنحس باننا شيء واحد وكلنا من السودان وعن طريقة السكن اجابت، نحن نسكن اربع بنات بالغرفة ونحس براحة كبيرة وجو مهيأ للقراءة وعن المشكلات التى واجهتكن كطالبات شهادة عربية؟ قالت: يتعامل معنا البعض باعتبارنا مواطنين درجة ثانية فيتم فرزنا فى التقديم والنسب مع ان الكل درس واجتهد.. وعن تكلفة السكن الخاص ومقارنته بالعام؟قالت: السرير 200 جنيه فى الشهر وفي العام «80» جنيهًا فقط، واضافت: قمنا بمخاطبة المغتربين بغرض التخيفض لنا نحن الاخوات وبالفعل مشكورين قاموا بعمل الاجراءات اللازمة وتم عمل التخفيض الى «130» جنيهًا بدلاً عن «200» ولكن تفاجأنا برفض التخفيض هذه السنة وعدنا لدفع المبلغ كاملاً بالرغم من سريان الطلب حين الخروج من السكن وهنالك مشكلة اخرى واجهتنا وهى بعض التعليقات من الطالبات مثل «انتو متحنكشين، انتوما بتعرفو حاجة ولم نهتم للكلام كثيرًا وهناك مشكلة اخرى وتأزينا منها ازمة المواصلات ولكنها حُلت بتوفر الامجاد امام المبنى، وعن الديلفري قالت منى انا عن نفسى لا احبذ الاكل والشرب من المحلات الا فى وقت «الزنقة» فنقوم بطلب الدليفرى من المطاعم الفاخرة وحينها كان يطلق علينا كلمة «مدلعين» لكن فى الآونة الاخيرة اصبح الآخرون من غير الشهادة العربية يطلبونه، وعن انطباعها وتقييمها للتجربة قالت منى: الطالب لا يتمكن من دراسة المجال الذى يرغب فيه بعد تقليص النسبة الا بتقديم خاص ولا يضطر للدراسة فى الولايات لان طلبة الولايات يتوافدون للدراسة بالعاصمة.
اما مها الطاهر «برلومة» بقسم الاحياء تسكن بالخاص وهى حديثة التجربة فقالت: اسكن بغرفة بها «4» طالبات وددت لو سكنت بغرفة بها «2» حتى اتمكن من المذاكرة، وقالت: تعودت على السكن بعد ان واجهت صعوبة فى البداية، وتعرفنا على طالبة شهادة عربية اخرى ولكن من مصر هذه المرة قالت ادرس بجامعة السودان قسم صحافة واعلام بالرغم من رغبتى فى الالتحاق بكلية الشرطة وعن السكن بالخاص قالت: هو مريح بالمقارنة مع العام، وعن المشكلات التى تواجهها: اجابت رفض «دعم الطلاب» دعمى والسبب انى شهادة عربية.
تقرير: إخلاص أحمد
صحيفة الانتباهة

تعليق واحد