سياسية

الإستثمار في « فك الارتباط » ..

[JUSTIFY]هل يمكن أن يستثمر رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت الحديث عن عجزه عن فك إرتباط الحركة الشعبية مع قطاع الشمال؟!

وهل في نهاية المطاف يأمل في أن تقتنع حكومة الخرطوم بأن الارتباط أمر واقع وعليها ألا تربطه بأي تفاوض أو الوصول لأي اتفاق بين الدولتين ؟!..

والسؤال الأهم إذا كان سلفا كير بالفعل عجز تماماً عن فك ارتباط حركته وجيشه الشعبي بقطاع الشمال على الأقل في هذه المرحلة، فهل ستنزل الحكومة السودانية عند نظرية مطرف صديق التي تقول إن الترتيبات الأمنية ليست شرطاً لتنفيذ الاتفاقيات مع الحركة الشعبية؟! إن فك الارتباط يبقى أهم خطوة في اتجاه تنفيذ الترتيبات الأمنية على النحو المطلوب، فإذا التزمت حكومة الجنوب بتنفيذها فإن قوات قطاع الشمال التي تجد الدعم من جوبا يمكن أن تحوّل هذا الالتزام إلى سراب. ستمسك هي بزمام العدوان الذي بدأته أصلاً الحركة الشعبية منذ تمردها في المرحلة الانتقالية وبعد انفصال الجنوب.

لذلك يبقى حديث الدكتور مطرف صديق فقط من باب الدبلوماسية، فهو سفير الخرطوم في جوبا ومهمته إطلاق التصريحات اللطيفة حتى ولم لم توافق الواقع. إن نظرية مطرف التي تقول بأن الترتيبات الأمنية ليست شرطاً لتنفيذ الاتفاقيات ما هي إلا حديث سفير يؤسس لعلاقات دبلوماسية مع دولة عدو. فمثلاً سفير مصر في إسرائيل ليس من شأنه وهو في هذا الموقع أن يتحدّث عن ضرورة عودة إسرائيل إلى حدود عام (1948م)، أو عودة اللاجئين أومسح إسرائيل من الوجود. وعلى هذا قس. إذن ليس لحديث مطرف قيمة سياسية لمعالجة مشكلة جنوب كردفان والنيل الأزرق التي تقف خلفها وتؤجج نارها الحركة الشعبية. وبالعودة إلى موضوع «فك الارتباط»، فإننا إذا افترضنا أن الحكومة في جوبا قد سقطت وجاءت حكومة «ثورية» بديلة لها ترى هل ستحتاج الحكومة السودانية إلى الحديث عن ضرورة «فك الارتباط»؟!

إن هذا الارتباط سيكون في هذه الحالة مثل ارتباط بعض حركات تمرد دارفور بكتائب القذافي. إذن لا سبيل لفك هذا الارتباط إلا بزوال حكومة الحركة الشعبية في جوبا، ومجرد إعلان فكه لا يعني شيئاً على الأرض، فمثل ما أن بعض حركات دارفور تجد الدعم من جوبا وهي ليست مرتبطة بها على طريقة قطاع الشمال، فإن هذا الدعم سينعم به الأخير، وتكون الحكومة السودانية. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفعله سلفا كير لفك الارتباط ـ إذا كان جاداً في ذلك بالفعل ـ هو أن يعيد بطريقة ذكية هيكلة قيادة الجيش الشعبي فقد قالت صحيفة الإكونومست البريطانية: «إن سلفا كير عاجز عن قطع علاقاته بقطاع الشمال بسبب جنرالات الجيش الشعبي الداعمين والموالين للقطاع». انتهى. ثم إن الصحفية البريطانية نفسها تشير في نفس السياق إلى ثمن غالٍ قد يدفعه سلفا كير إذا ما أقدم بجدية على فك الارتباط وهو الانقلاب عليه.

إذن يبقى سلفا كير الآن في أشد الحاجة إلى انقلاب على هؤلاء الجنرالات الذين يقفون عائقاً أمام تنفيذ البرامج الوطنية الاقتصادية والأمنية للدولة الجديدة، وإذا كان سلفا كير هو رئيس هذه الدولة، فهو إذن المسؤول الأول عن تمهيد الطريق لتنفيذ البرامج الوطنية، وإذا كان فك الارتباط من الممهدات لهذا الطريق فلا بد إذن منه، بل إن الانتفاع بنفط الجنوب وإنفاق عائداته على التنمية وإنعاش الاقتصاد يتوقف على فك الارتباط. لكن تبقى المصيبة الكبرى في القوى الأجنبية، فهي لا يهمها مستقبل الجنوب الاقتصادي بقدر ما يهمها توظيف دولة الجنوب لخدمة أجندتها في المنطقة فمن يفهم الدرس !!

صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. بسمالله الرحمن الرحيم*******انا برا انو دي مماطله من الحركه الشعبيه بقيادة سلفاكير *علي الحكومه الا ترخي