منى سلمان
عصفور في اليد ولا اتنين تحت الشجرة !!
ده ياتو فيهم القاعدة تحنّكي فيهو من قبيل .. مشينا الدكان جبنا العشا وجينا وانت لسه تغرودي في عيونك وتتبسمي ؟!!
اجابتها (سارة): ده وليد طبعا .. اصلا نقتو كتيرة وحنكو سنين !
قالت (ايمان) بامتعاض: يختي قالوا صاحب بالين كضاب وتلاتة منافق .. انا زي قوة قلبك ما شفتا .. عرفنا انو ممكن الواحدة تعمل علاقة مع اتنين في نفس الوقت بس بكون كل واحد من بلد .. لكن الاتنين من نفس الكلية وكمان بعرفوا بعض .. غايتو دي قوية منك يا فردة !!
لم تكن (سارة) تخفي عن صديقاتها، حيرة وتنازع قلبها بين زميليها في كلية الهندسة .. (وليد) وهو زميلها بنفس الدفعة في قسم الهندسة المدنية، والذي جمعتها به صحبة ايام البرلمة وحجز الاماكن في البنشات، ووطدت العاطفة بينهما مجموعات المذاكرة والشرح، كل ذلك كان قبل أن يهز وجدانها الـ (سيمي فاينل) بقسم المعمار (مجدي)، بعد ان التقته ايام اسبوع المهندس قبل نهاية عامها الأول بالجامعة ..
لم تتح لها ايام الاجازة التي قضتها مع اسرتها في المناقل ان تحسم خيارات قلبها، فعادت بنفس حيرتها .. ظل قلبها يلعب معها لعبة (يا ايدي شيليني وختيني في بيت الله العاجبني) وكأنها (نورا) بطلة فيلم (هذا أحبه وهذا اريده) في عدم قدرتها على المفاضلة بين (هاني شاكر) و(حمدي حافظ) !!
انتهت الاجازة، وعادت لمقاعد الدراسة، دون أن تقوى على الاختيار بين رومانسية (وليد) ونفسه السمحة المحبة للخير بجوانبه غير المشرقة المتمثلة في اسرته عادية المستوى، وحقيقة أنه موعود بشقاء نحت الصخر، في سبيل شق طريق مستقبله الذي لا يزال في رحم الغيب، وبين انبهار واعجاب قاهر بشخصية (مجدي) .. ووسامته .. ووضعه المادي فوق الجيد، بالاضافة لمستقبل قريب مدت بشائره على طبق من الفضة ..
ورغم ان صديقاتها بل وكل بنات الداخلية، اشتركن معها في مغامرات التمويه والتغطية على حركتها العاطفية بين الاثنين، إلا انهن لم يخفين عنها رأيهن السالب في (طيارة العين) التي تدفعها للمكاوشة على عنب الشام وبلح اليمن ! حتى انهن اطلقن عليها لقب (سارة بالين) !!
ولان للكذب حبلاً قصيراً، لا يتمدد بصورة كافية، لاحتواء كل الحيل والالاعيب التي كانت تمارسها، من اجل ان تواصل الاستمتاع باللعب على الحبلين، فقد كادت تقع في شر اعمالها عندما عادت ذات مساء للداخلية قبيل مواعيد التمام بدقائق .. !!
كانت تسير بخطوات وئيدة فيها الكثير من (التتكل) والتغنج، وتطلق الضحكات الجزلة بين الحين والآخر، وفي يدها كيس بلاستيكي كبير حملت فيه كؤوس الآيس كريم التي اشتراها (مجدي) هدية لزميلاتها في الغرفة .. لم تنتبه للكتلة الآدمية الملتصقة بجانب مدخل الداخلية في العتمة حتى وصلت للباب، وفجأة سمعت صوت (وليد) يقول:
سلامتك .. بقيتي كويسة يعني ؟!!
تذكرت فجأة اعتذارها بعد الظهر لـ (وليد) بتوعكها وعدم مقدرتها الخروج معه في امسية الخميس، فقد فكر (الحنون) ان يحضر لها مذكراتها التي تركتها معه صباحا لتستفيد من عطلة نهاية الاسبوع في مراجعتها !! وعندما سأل عنها لم تقصر صديقاتها في التغطية عليها فأخبرنه بأنها (مشت هنا قريب .. تجيب ليها حاجة وترجع) !!
اضطربت بشدة لرؤيته بينما اكتفى هو بالقاء التحية عليها ورفيقها، ثم ناولها المذكرة بدون كلام وغادر بسرعة ..
ما ان دخلت لغرفتها بعد وداع (مجدي) حتى حاولت الحد من الخسائر، فاتصلت على (وليد) وسط شمارات صويحباتها .. شرحت له بأنها احتاجت لشيء من الصيدلية واشترت في طريقها بعض المثلجات قبل أن يلتقيها زميلهم (مجدي) صدفة ! ويعرض عليها توصيلها للداخلية (عشان الضلام وكده) .. ثم اتفقت معه أن تلتقيه مساء الغد بحديقة (المغرومين) لتعوض عليه ..
كانت تعتقد بأنها نجت من المطب فأسرعت للحديقة حسب الموعد في مساء الجمعة، مشغولة الفكر بما ستقوله ليذهب عن (وليد) ما حاك في نفسه من الشك، ولكن بعد أن تقدمت بضع خطوات عبر الممر المفروش بالحصى .. توقفت فجأة قبل أن تتقهقر بسرعة وتلوذ بالفرار، فقد رأت (وليد) و(مجدي) في انتظارها معاً يتشاركان الجلوس على صخرة تحت شجرة كبيرة !
قالوا في المثل (عصفور في اليد ولا اتنين تحت الشجرة) !! منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]
الاخت / مني سلمان
تحية طيبة
انني من المعجبين كثيرا بطريقة كتابتك الرمزية ولكن اليوم اشارتك الواضحة لمنطقة بعينها لم يحالفه الحظ , عودي نعد
الاستاذة مني لكي التحية ..
للاسف اصبح هذا حال عدد لايستهان به من بناتنا
ونرجو من الله ان يصلح الحال
مع احترامى لكل بنات البلد
قصتك دي بس يا ها زاتها : ” الطمع ودر ما جمع ” ، منذ أكثر من عام ومن وقت لاخر وأنا أقرأ حكاياتك أو قولي قصصك دون تعليق ، لكن القصة دي ماعارف ليه عجبتني ، قناعتي الشخصية إنو مثل هذه الأحداث تحدث جدا إجتماعيا كما أنها تجوز أيضا في حق بنات إبليس “عفوا” بنات حواء .
عماد الدين محمد الحسن عثمان أحمد أبوسبيب .