عالمية

القاعدة تختطف أجانب وتنقل المعركة من مالي إلى الجزائر

احتجزت مجموعة مسلحة 150 موظفاً في شركة فرنسية في بالجزائر، احتجاجاً منها على فتح الجزائر لمجالها الجوي لضرب المتمردين في شمال مالي.

وأكد رئيس مجلس إدارة شركة “سي أي أس كاترينغ” المتخصصة بمجال الفنادق أن 150 موظفاً جزائرياً يعملون لحساب الشركة محتجزون في موقع لإنتاج الغاز تابع لشركة بريتش بتروليوم في جنوب شرق الجزائر.

يأتي هذا بعد أن أعلنت جماعة “الموقعون بالدماء”، إحدى فصائل تنظيم القاعدة في جنوب الجزائر، بقيادة مختار بلمختار عن احتجاز 41 رهينة غربياً من 9 إلى 10 جنسيات مختلفة، بينهم 7 رهائن أمريكيون، وأطلقت سراح 50 جزائرياً.

ولغّمت الجماعة أجساد الرهائن الأجانب بمتفجرات، كما لغّمت أرضية المحطة النفطية، التي توقفت عن العمل نهائياً. وطالبت الجماعة السلطات الجزائرية بـ20 سيارة دفع رباعي مزودة بكميات كاملة من الوقود، وبفتح ممر آمن لها نحو شمال مالي، هذا فيما يحكم الجيش سيطرته على المحطة.

وهدد “الموقعون بالدماء” السلطات الجزائرية بتفجير الرهائن والمحطة في حال لم يستجب لمطالبهم.

ومن جهته كشف وزير الداخلية الجزائري، دحو ولد قابلية، أن بلاده لا تتفاوض مع الجماعات الإرهابية، كما نفى أن تكون الجماعات الإرهابية قد دخلت من مالي أو من أي بلد مجاور، مؤكداً “أنهم من أبناء المنطقة وتتكون المجموعة من عشرين مسلحاً”.
العملية جرى التحضير لها منذ وقت

وكان متحدث باسم الحركة قد قال لوكالة “نواكشوط للأنباء” إن كتيبة “الموقعون بالدماء”، التي نفذت العملية صباح اليوم الأربعاء، تمكنت من إحكام السيطرة على مجمع تابع لمنشأة نفطية بمنطقة عين أمناس الجزائرية، يضم سكناً مخصصاً للأجانب.

وأضاف المتحدث أن “العملية تأتي رداً على التدخل السافر للجزائر وفتح أجوائها أمام الطيران الفرنسي لقصف مناطق شمال مالي”.

واعتبر المتحدث أن “مشاركة الجزائر في الحرب، خيانة لدماء الشهداء الجزائريين الذين سقطوا في محاربة الجيش الفرنسي”.

وأكد المتحدث باسم “جماعة الملثمين” أن “العملية جرى التحضير لها منذ وقت، نظراً للتأكد من مشاركة الجزائر في الحرب”، واصفاً رفضها السابق للحرب بأنه “مجرد تشدق”.

وكانت الجماعة تبنت خطف رهائن، صباح اليوم، في عملية أطلقت عليها اسم “غزوة عبدالرحيم الموريتاني”، وهو موريتاني يدعى الطيب ولد سيدي عالي توفي قبل بدء الأحداث الحالية خلال حادث سير.

الجدير بالذكر أن كتيبة “الموقعون بالدم” أعلن عن تأسيسها مؤخراً من قبل قائد كتيبة الملثمين خالد أبو العباس، الملقب مختار بلمختار والمكنى “بلعور”، لاستهداف مصالح الدول التي تشارك في الحرب على شمال مالي.
تأمين منطقة الاحتجاز

وذكرت حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الداخلية الجزائرية، أن الهجوم الإرهابي على المحطة النفطية في عين أمناس أسفر عن قتيل واحد، وهو أجنبي لم تحدد جنسيته و6 جرحى.

وقال بيان الداخلية إن “مجموعة إرهابية مدججة بالسلاح كانت تستقل ثلاثة سيارات هاجمت اليوم الأربعاء في حدود الساعة الخامسة صباحاً قاعدة حياة تابعة لسوناطراك في تيقنتورين قرب عين أمناس الواقعة على بعد حوالي 100 كلم من الحدود الجزائرية الليبية”.

وخلص البيان إلى أن “قوات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن وصلت إلى عين المكان، واتخذت على جناح السرعة كافة الإجراءات، بغية تأمين المنطقة وإيجاد حل سريع لهذا الوضع، الذي يبقى محل متابعة عن قرب من طرف سلطات البلاد”.
اتصالات فرنسية أمريكية جزائرية

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أنه على اتصال بالجزائر بشأن الهجوم على حقل الغاز الذي شنه مسلحون إسلاميون، قالوا إنهم خطفوا زهاء 41 رهينة.

وقال أولاند في كلمة أمام الجمعية الوطنية: “وأنا أتحدث إليكم تجري عملية احتجاز رهائن في الجزائر في منشأة للطاقة، حيث احتجز عدد من الأشخاص كرهائن لا نعرف تفاصيل محددة بشأنهم، ولا حتى عن المواطنين الفرنسيين الذين قد يكونون ضمنهم”.

وأضاف: “أنا على اتصال دائم مع السلطات الجزائرية التي تقوم وستقوم بواجبها. ونحن أيضا على اتصال بقادة الدول المعنية”.

إلى ذلك، أعلن دحو ولد قابلية، وزير الداخلية الجزائري، مساء الأربعاء أن السلطات الجزائرية لن تتفاوض مع “الإرهابيين” ولن تستجيب لمطالبهم.

وفي سياق متصل أكدت الخارجية الأمريكية، وجود رهائن أمريكيين بين المختطفين، وأشارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى أنها اتصلت برئيس الوزراء الجزائري لبحث قضية الرهائن.
العربية نت
مختار بلمختار قائد جماعة “الموقّعون بالدماء”