تحقيقات وتقارير

نفط بلا « ترتيبات » هكذا الحسابات ..

[JUSTIFY] تقول الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند «إن نية حكومة السودان تأجيل استئناف ضخ النفط حتى يتم تنفيذ الترتيبات الأمنية يُعد خطوة مضادة كلية للمبادئ الأساسية لاتفاق التعاون وتؤدي إلى تقويض الوضع الأمني والاقتصادي في كلتا الدولتين».. انتهى. وكان الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم قد قال: (إن تأخير استئناف ضخ النفط سيؤدي إلى إنهيار الاقتصاد في الدولتين)..

وقبل تصريحات المسؤولة الأمريكية في بيانها الذي وقع تحت الأضواء الإعلامية مؤخراً، انطلق حديث من دولة جنوب السودان عن اتفاق تجاري بين جوبا وتل أبيب حول بيع الأولى نفطها للثانية.

وبالعودة إلى تحذير الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فإن السؤال الذي ينبغي أن يُطرح عليها هو لماذا أقدمت أصلاً حكومة الجنوب على إيقاف ضخ النفط؟!.. ولماذا لم تستعجل واشنطن وقتها مثل هذا التحذير الذي تطلقه المسؤولة الأمريكية فكتوريا الآن من خلال بيانها؟!. هل كانت واشنطن تعلم أن إيقاف النفط بقرار من حكومة جوبا كان من أجل أن ينهار الاقتصاد السوداني وتسقط الحكومة ربما بعد تدخل دولي بذريعة انفلات الأمن بوصول المتمردين إلى بعض المدن الكبرى؟!.

إن الانهيار الاقتصادي يشمل أيضاً دولة جنوب السودان، فلماذا لم تهتم به واشنطن آنذاك وتبدي الآن اهتمامها به بعد أن اشترطت الخرطوم تنفيذ الترتيبات الأمنية لاستئناف النفط؟. هل اكتشفت واشنطن أن الضرر الاقتصادي سيصيب «الجنوب».. وسيصيب الضرر التجاري. سوق النفط العالمية ولن يسقط النظام في الخرطوم ولن يتضرر الاقتصاد السوداني بعدم عائد رسوم عبور نفط الجنوب، ولذلك راحت تبحث عن وسيلة لإسقاط النظام غير إيقاف نفط الجنوب؟!. وأن يتراجع باقان عن المخطط ويقول إن تأخير ضخ النفط يضر باقتصاد الدولتين ليراهن بعد ذلك على «ميثاق الفجر الجديد».. أو مشروع السودان الجديد باسم آخر، فهذا يعني أن على حكومة جوبا أن تدفع ثمن اتخاذ قرار إيقاف النفط. فالسودان ليس «ملعبة» تجرّب ضده القرارات لإسقاط الحكم فيه ثم يكون التراجع عنها إذا فشلت في إحراز الهدف أو أدركت مؤخراً أن القرار غبي وصنيعة ذهن متآمر على السودان وعلى جنوب السودان ـ كشعب ـ في آن واحد. إن الظفر بموارد الدول الإفريقية يكون بتزيين دول الاستكبار لهذه القرارات.

فقد ظنت حكومة جوبا «الساذجة» أن إيقاف النفط في الجنوب واحتلال هجليج يُنفذ من خلال «قطاع الشمال» بقيادة عقار والحلو، أما عرمان فهو في هذا المشروع ملمح تجميلي حتى تبعد عنه قدر الإمكان صفة العنصرية والجهوية. لكن عرمان لا يمثل حتى أسرته دعك من «محور حمدي». ثم إن الحكومة السودانية لا ترى بالطبع مصلحة في تأخير استئناف عبور النفط حتى لا يتحقق الهدف من إيقافه أصلاً وهو إسقاطها، لكنها كما يبدو ترى أن الكسب الأمني أهم وألَّح من الكسب الاقتصادي فما معنى دولارات رسوم عبور نفط الجنوب ـ وهو ليس نفط الخليج ـ وفي نفس الوقت تعاني البلاد من عدم الاستقرار أو من مزيد منه إذا أخذنا دارفور في الاعتبار؟!. ثم إن عائد رسوم العبور سيذهب إلى فاتورة الحرب وميزانيات الأمن وليس للخدمات والتنمية إذا تدفق النفط دون تنفيذ الترتيبات الأمنية. هكذا هي الحسابات يا امرأة يا فكتوريا.

صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا[/JUSTIFY]

‫7 تعليقات

  1. لا فض فوك ايها الكاتب فكلاملك موزون وتحليل راقى على مستوى مما يدل على عمق ادجراك لجذور المشكله واتمنى ان يقراه كل الشعب ليعرف ما هو ثمن الركون للغرب وماذا يدبر الغرب مع حكومه جوبا للسودان ونحن كشعب سودانى نقف معا ضد هذه العنتريات من العرب تجاه السودان

  2. مقال رااااائع …يضع النقاط فوق رءوس المتآمرين…لذلك نقول ونكرر يارئيسنا لا تنبطح والمقدر لك سيقع مهما كان

  3. من زمان قلنا ناس الخرقة الشغبية ما ناس مفاوضات ولا إتفاقيات هم مستندون لأمريكا وهي تنفحهم بالأفكار كل فترة ، عشان كدة ما حيتفقوا ولا حيوقعوا أي إتفاق معاكم، وخلاص القصة بقت( حجوة أم ضبيبينة) وما ح تنتهي أبداً بالصورة دي . المفروض بعد كدة الكلام يكون بالحسم وهم عايزين يوقعوا وللا خلاص مافي مفاوضات ولا لعب عيال وإنتوا لا تضعفوا لأمريكا ولا لجنة أمبيكي وإنتوا ناسين إنه الحق معاكم و للا شنو؟ والتاريخ معاكم والمستندات بإيديكم بحدود 1956ودي كفاية لإثبات موقفكم و إلا يكون في رأي تاني و ماعايزين الشعب يعرفه؟ المهم المفاوضات دي لازم تنتهي وخلاص كل شئ ليه حدود؟ وباقان سافر فجأة نيجيريا عشان يفتح مفاوضات جديدة ووساطات جديدية بقيادة نيجيريا ، يعني المسألة ح تجر لأبد الآبدين بلا نهاية، وهم وأمريكاعايزين يقطعوا نفسكم بالتفاوض وفي النهاية تعجزوا وتوقعوا على الشئ ال هم عايزينه. إذن يجب إيقاف التفاوض العبثي وحسم الموضوع نهائي. ما في غير كدة ولعنة الله على بترولهم والله الغني عنهم.وما ننسى وفد الكنجرس الأمريكي لاما زارهم قبل أيام وقال ليهم صدِروا بترولكم عن طريق إثيوبياوهذه خدعة منهم عشان تركضوا وتنبطحوا ليهم وتوقعوا على ما يريدون. إنتبهوا ولا تُلدغوا من جحرهم مرة أخرى.

  4. نعم مفروض الامن مقابل التعاون الاقتصادي وكل دولة مسؤلة على نفسها اذا مش عجبهم والوضع ولسه بيتآمروا على السودان احسن يشوفوا ليهم صرفة ثانية وهم دولة قائمة بزاتها ما يشغلونا بمشاكلهم ويخلونا ومشاكلنا في الشمال ماليهم شغلة بينا وعرمان وغيره ما بيقدروا يعملوا اي شيء ديل طايشين وضالين من هرول لهروب واكيد في النهاة الجنوب ح يبيع عرمان ويعقر عقار ويرضخوا للواقع واذا الكيزان وافقوا الشعب مش ح يوافق على بترول الجنوب يمر بالشمال ويحصل زي بترول نيجيريا كل ناس قرية يهبروا الخطوط المارة بمنطقة ويعتبروه مال ثائب

  5. المقال سليم والتحليل رائع فالترتيبات الأمنية ورفع الدعم عن الحركات المسلحة مطلوب من الحكومتين وعدم التدخل في الشئون الداخلية لكل دولة يعتبر خط احمر وأهم حاجة هي الثقة والصدق بين الطرفين والخائن الله يخونه .

  6. ياريت الخونة العاملين فيها مناضلين و مابيعرفوا يعني ايه “خط أحمر” من المنافقين في المعارضة و الحكومة يقرو و يقتنعو بالتحليل الرائع دا..
    المشكلة اي واحد فيهم “لا يدري ولا يدري انه لا يدري”. مصيبة!!!

  7. أن الكسب الأمني أهم وألَّح من الكسب الاقتصادي فما معنى دولارات رسوم عبور نفط الجنوب ـ وهو ليس نفط الخليج