رأي ومقالات

د. ربـيع عبـدالـعـاطـى .. ونشرب إن وردنا الماء صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطيناً


[JUSTIFY]يأخذ البعض على قيادات الإنقاذ بأنهم يستخدمون عبارات جارحة، ويسخرون من أعدائهم سخرية لا تجد القبول خاصة من قِبل المعارضين، في الوقت الذي نجد فيه الأعداء ونفراً ممن يتبنون المعارضة ـ لا يتورَّعون عن السب والقدح للإنقاذ وقادتها، دونما أدنى درجة للذوق في اختيار الألفاظ، أو مراعاة لقواعد الأدب وما توجبه اللباقة ويقود نحوه الخلق السمح والطبع السليم.

وخلال الأيام الماضية ـ تداولت الصحف عبارات قاسية ومفردات لاذعة ـ دمغ بها نائب رئيس المؤتمر الوطني ـ أولئك الذين دفعهم المكر الأعمى لتوقيع ما يسمى وثيقة الفجر الجديد.

ولا أرى ما يمنع في عالم السياسة من توجيه الكلمات التي تفيض سخرية صوب الذين يسخرون ـ وما أصدق قول الحق تبارك تعالى:
(ويَصْنَعُ الفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِن تـَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) هود «38». كما لا أرى ما يمنع من توجيه الضربة القاضية والقاصمة في وجه من يصوّب تجاهك سلاحاً وينفث سماً مستهدفاً قتلك وهزيمتك ـ ذلك لأن الدفاع عن السيادة والذود عن الكرامة، وتوجيه الكلمة القوية المستفزة للأعداء ـ تبقى جميعها من الواجبات ـ تسفيهاً للباطل وازدراء به وتحدياً له على رؤوس الأشهاد. والذي يصرّ على إلقائك في الوحل، ويلطخك بالأدران متجاوزاً سقف التحدي الشخصي لإذلال الأمة وسحب البساط من تحتها لتقع فريسة في يد الخائنين ـ يستحق المجابهة بالعبارات ذات النفس الحار تمهيداً لصرعه ووضعه تحت الأقدام.

ومن يعترضون على ما نقول ـ مقابل أفعال المعتدين على ديارنا والمتحالفين مع أعدائنا نردهم إلى قول الحق تبارك وتعالى:
(ولَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) سورة نون..

وقد نزلت هذه الآية في مواجهة الوليد بن المغيرة ـ كما قيل بأنها في مواجهة أبي جهل ابن هشام، وما أكثر أمثال هؤلاء من الذين يناصبون أهل السودان العداء.

الذين تجري في دمائهم أخلاط ـ من عناصر المكر، وأخرى من خصائص الخبث ـ يدَّعون أن بعض قياداتنا لا يتخيرون الألفاظ، ولا يجيدون التعامل مع المعارضين ـ دون النظر إلى ما يفعله أولئك الذين يدعون المعارضة، فيتغاضون عن أفعالها، ويضربون صفحاً عن سلوكها بالرغم من وضوح انحرافه وشذوذ خصائصه.

فبعض الذين وقعوا وثيقة الفجر الجديد هم من ادعوا يوماً أن بالسودان أسلحة للدمار الشامل، وأشادوا بمن دمَّر مصنع الشفاء المخصَّص لإنتاج الدواء، وكانوا يعوّلون على هجوم من الأعداء ـ على هذه العاصمة ـ ليحرق الأخضر واليابس ولا يجد سكان البلاد غذاءً ولا ماءً ولا دواءً ـ وهؤلاء هم الذين من حقنا أن نبادلهم القول ـ ليكون الكدر والطين شرابهم ـ وألا نشرب إن وردنا الماء إلا إذا كان صافياً وطاهراً بمثل نقاء هذه الأمة ونظافة باطنها، وعظيم ما تحمله من قيم، وتعتز به من مبادئ عمرت به سرائرها، وقوَّت به ذلك الإيمان الذي كان مصدر إشعاع للهدى في قلوب أبنائها، وبالمثل هو العنصر الآخر الحارق من جهة أخرى لكل أفَّاك وعدو أثيم.

ولا أخال بأنَّ الكلمة التي نقابل بها من يتربص ببلادنا السوء ـ بالإمكان أن تقع برداً وسلاماً على الذين يتلمسون بنا الأسباب، ويبحثون عن صناعة لبؤر النزاع ـ ويلجأون لمن يريدون بنا العذاب ـ ذلك لأن هؤلاء قد اتبعوا بما يقولونه ـ فعلاً ذميماً ـ وحرباً ضروساً ـ ساعدهم في إشعالها آخرون ـ لا يستهدفون إلا بلداً تُحطم مساجده ـ وتلغى شريعته، ليصول ويجول في أنحائه المبشرون من يهود ولا دينيين ـ ويكفي إثباتاً لذلك ما نطلع عليه من روايات للتنصير والتهويد، وأعداد الذين ارتدوا عن دينهم ـ وهاجر بعضهم إلى ديار العم سام ـ كما تكفي الإشارة إلى ما كتبه الأستاذ الطيب مصطفى عن هذا الموضوع الخطير قبل أيام.

وأخيراً ـ أجد نفسي على درجة عالية من الإصرار للقول إنَّ الذي يخطط قولاً أو فعلاً ليشرب هذا الشعب كدراً وطيناً ـ ليس هناك من واجب نجابهه به سوى السخرية وقد يتطوَّر الواجب ليصبح رمياً بالنبال، وقصفاً بالمدافع ووطئاً بالأقدام. والسخرية لا تقابل إلا بمثلها أو بأعنف منها إذا دعى الداعي أو تطلَّب الحال.

صحيفة الإنتباهة [/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. [SIZE=3]وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاب ) وماذا قال الله عن المنافقين والمتملقين والكذابين واكلي اموال اليتامى والشهداء واموال الذكاة … الناس دي م بنفع معاها الا الدعاء[/SIZE]

  2. ياسادة الراجل يقول الحقيقة فهم فى ناطحات السحاب ومع الأحباب يشربون من الماء المعبأ فى القزاز أما ساكنى الأطراف فيشربون ماء الهيئة القومية للمياة بكل كدرها وطينها والماعاجبو يشرب طين البحر …