تحقيقات وتقارير

زيارة نافع إلى السويـد والنرويج .. أبعاد خارجـية لأوضاع داخليـة

مثلما دفعت الحكومة بوفود إلى الدول الإفريقية لبيان موقفها من قضية العلاقة مع دولة الجنوب وخاصة المسائل العالقة بينهما إيماناً منها بأن الموقف الإفريقي مهم بالنسبة للطرفين ومحاولة قطع الطريق لدولة الجنوب باستخدام نفوذها الممتد للدول الإفريقية وضمان حياديتها في القضايا العالقة معها فإن الحكومة تتجه الآن إلى تحريك المحور الدولي الغائب حقيقة عن الصراع بين السودان ودولة الجنوب، والحكومة تعلم أن المحور الخارجي يميل بكلياته إلى تصديق نظرية أن دولة الجنوب مظلومة وأن السودان هو الظالم وباعتبار أن الجنوب دولة ناشئة تحتاج إلى الرعاية الدولية وبالتالي ينظر الكثيرون إلى زيارة مساعد رئيس الجمهورية إلى دولتي السويد والنرويج بنوع من الحذر الشديد رغم أن كلا الدولتين لهما مصالح مع السودان، وكان الرئيس البشير قد وجّه في وقت سابق بتطوير علاقة السودان مع السويد غير أن البعض يضع خطوطاً حمراء أمام عودة العلاقات إلى طبيعتها بين السودان وبعض الدول الغربية باعتبار أنها تقع تحت المحور الأمريكي الرافض لعودة العلاقات مع السودان إلا بشروط تعتبرها الحكومة السودانية جزءاً من سيادة الدولة أو محاولة للالتفاف حول القضايا الأساسية ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا النرويج والسويد؟ لقد كان للنرويج دور بارز في مباحثات السلام بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان في كينيا «2002ــ2005»، وفي مفاوضات دارفور بأبوجا، نيجيريا «2004ــ 2006». وشاركت النرويج في محادثات السلام في شرق السودان، التي عُقدت تحت رعاية الحكومة الإرترية في أسمرا، أدت هذه المفاوضات إلى توقيع اتفاقية السلام في أكتوبر 2006 بالإضافة إلى أن النرويج كانت جزءاً من مجموعة دعم الهيئة الدولية للتنمية (إيگاد) عام 1994،. فيما بعد، تحولت هذه المجموعة إلى منتدى الدول الـ«20» شركاء إيگاد، وشاركت النرويج في لجنة السودان وفي مفاوضات نايڤاشا التي أسفرت عن توقيع اتفاقية السلام الشامل في يناير 2005م.
وعملت النرويج مع طرفي النزاع في القضايا الإنسانية بالجنوب والشمال، وقدمت دعماً إنسانياً إلى المناطق المتأثرة بالحرب في الجنوب لتصبح النرويج على اتصال وثيق مع الجماعات المتمردة في الجنوب، ومع الحركة الشعبية لتحرير السودان. وبرزت أهمية تلك العلاقة في الجولة الأخيرة من محادثات السلام عندما ظهرت حاجة أطراف النزاع إلى طرف ثالث موثوق به، يمكنه نقل الرسائل والتعبير عن وجهات النظر. ومن ثم، أثبت الاتصال الوثيق للنرويج بأحد طرفي النزاع قيمته مع مرور الوقت.
وبرزت النرويج كوسيط مساند للسودان من خلال استضافة النرويج المؤتمر الدولي للمانحين من أجل السودان في أبريل 2005، حيث تعهد المانحون بتقديم المساعدات لعملية إعادة الإعمار التي ستبدأ فور توقيع معاهدة السلام الشامل ولكن الآمال ذهبت أدراج الرياح ولم تجنِ الحكومة سوى السراب. وما تزال النرويج متلزمة بمساعدة حكومة السودان في جهودها المبذولة لإعادة بناء الدولة وبناء القدرات، إلى جانب أنها عضو في لجنة التقدير والتقييم.
بالتالي تستمد زيارة نافع إلى السويد والنرويج أهمية خاصة بعد فشل جولة المفوضات الأخيرة ووصول قمة البشير وسلفا كير إلى طريق مسدود ولأن القضية لها أبعاد خارجية فإن الزيارة تمس جوانب مهمة بعلاقة الغرب بدولة الجنوب وتغيير الفهم بأن الغرب على قلب رجل واحد، وقال لي أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني البروفسير بدر الدين أحمد إبراهيم إن التعامل مع الغرب ككتلة واحدة خطأ يفهم منه أن الغرب يقع تحت التأثير الأمريكي، ودعا إلى التعامل مع أمريكا كدولة لوحدها والدول الغربية كل على حدة، وقال إن الحديث بأن الغرب كأنه أمريكا فيه ظلم وغير دقيق، واعتبر الحوار الذي يجريه مساعد الرئيس د. نافع مع السويد والنرويج فيه تصحيح للمعلومات المغلوطة التي تحملها وسائل الإعلام. وقال إن الزيارة امتداد للزيارات السابقة إلى روسيا والكاريبي وأكد أنه من الضروري أن يفتح السودان علاقاته مع كل الدول ولا يتعامل مع منظوماتها، وأكد أن الزيارة لوضع تلك الدول في الصورة وتمليكها المعلومات الحقيقية وهو الغرض الأساسي من هذا الحراك. لقد قابلت دولة الجنوب الحراك الذي تجريه الحكومة بالخارج بفعل مضاد عندما دفعت بالأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم لزيارة الدولة الإفريقية التي زارتها من قبل وفود رفيعة من الحكومة كأنما تريد حكومة الجنوب إفشال أي تحرك للحكومة لتحييد الدول الإفريقية كما فعلت في إبقاء ملف القضايا العالقة داخل البيت الإفريقي إذا تحرك نافع في الغرب لها أبعاد خارجية ومصالح داخلية فهل ينتزع نافع تحييد الغرب أم يبقى قلبها مع دولة الجنوب وعينها مع السودان؟.

> تقرير: صلاح مختار
صحيفة الانتباهة

‫4 تعليقات

  1. يا نافع شكرا ليك وعظم الله أجرك بس السويد والنرويج ولا هي ضدك ولا هي معاك ما تتعب ساكت وضيع فلوس الدولة في رحلة نتيجتها مسحومة

  2. أذكر لابومركوب (نافق) تقريعه لمندوب صيني لعدم دفاع الصين عن السودان في مجلس الامن بالرغم من مصالحها مع السودان، ولم يدري ابومركوب بان مصالح الصين مع امريكا اضعاف مصالحها مع السودان. وما لا يفهمه ابومركوب هو ان النرويج لا تقدم الدعم للسودان بحكم العلاقات الثنائية، وانما للجوعى والنازحين والمشردين بدافع اخلاقي بحت. وما هو معروف بالضرورة لاجهل جهلاء خارجيتنا من غير الممكنين، ان الدول الاسكندنافية ليست لها اية تطلعات أو أطماع امبريالية أو أى ود مع الانقاذيين ولكنها جميعا بيادق بيد الشيطان الاكبر الذي تواجهه الانقاذ أينما ولت وجهها. فصاحب ويكليكس يلجأ لسفارة كولومبيا بلندن خوفا من تسليمه للسويد والتي لن تتردد في تسليمه لامريكا التي لا تعصى لهاالسويدامرا. فزيارة ابومركوب برفقة غندور الادروج لن تضيف شيئا لسجل الانقاذ في النرويج وغيرها. وكل ما تنسجه الدبلوماسية السودانية العرجاء وجهابذة القتل والترويع الانقاذيين للتقرب من الغرب، تمسحها زيارة واحدة لسمية هندوسة او جليلة خميس لتلك البلاد التي لا تعرف عقوبة حلق شعر الانثي عقوبة لفعل سياسي، وهي ملمة بادق تفاصيل ما يجرى في اقطاعية الانقاذ. والسؤال الاهم هو لماذا يتسول ابومركوب تلك الدول الكافرة لتمده بالاغاثة لاطعام شعبه مما يزرع الاخرون ومما يجبى من ضرائب المثليين والسحاقيات في بلاد الاباحية الاسكندنافية؟ ولماذا يقبل بالدنية وصخب شعاراته لا يزال يرن في آذاننا “نأكل مما نزرع ..؟ “من لا يملك قوته لا يملك قراره ..؟ “ونسود العالم أجمع ..؟ “أمريكا قد دنا عذابها ..؟ “كلهم تحت جزمتى ..؟ ألا يخجل هؤلاء؟ لن تقوم لهذا السودان قائمة ما لم ينعم شعبه بالعدل والحرية، ليختار من يحكمه لا من يجثم على صدرة لربع قرن هي عمر الرسالة المحمدية تارة بالبندقية واخرى باسم شرع الله واخيرا بانتخابات الجخ التى يفوز فيها انصاري ولا ختمي في بلد يتودد رئيسه كلتا الطائفتين بتزيين كتفيه باحقر منتجاتها التناسلية بود المهدي على يمينه وود المرغني على يساره ..

  3. مسعولين من الخير .. النرويج وجارتها مافيهم مراكيب .. لا اقصد معارضين…وبعدين يا نااااس الموقع دا خاااااااااااااص بالخال ولا بالانتباهههههة