وجدي الكردي

للمشتركين في قلبي فقط


للمشتركين في قلبي فقط
طالعت بحثاً غاية في الطرافة والإبتكار وصلني من (محمد كريم عوض)، وهو شاب يرفل في (سبع صنايع)، ولا أعرف عن بخته شيئاً (عشان ما يقلعوهو ناس الضرائب).
كريم هذا إبتدع منظمة أسماها (المنظمة الرومانسية لحل المشاكل الزوجية والأسرية والإجتماعية)، ورغم طول إسم منظمته المبتكرة التي لا تفوقها طولاً و(غرابة) سوى الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى، إلا أنه يحمل حلولاً غاية في الإبتكار لجمع أشلاء بعض الأسر المتداعية، منها قوله: (ستعمل المنظمة دون كلل أو يأس على تشجيع أي زوج يقيم علاقة زوجية صادقة ومخلصة ووفية ويخشى تطليق زوجته في أمور تافهة وغير منطقية، ستدعوه لتوقيع تعهد بألا يطلق زوجته دون موافقة المنظمة التي ستسعى لإستصدار فتوى من ديوان الإفتاء بجواز حكم المنظمة في حالات الطلاق المذكورة وفق التعهد أعلاه).
ومن أطرف و(أخطر) ما إقترحته المنظمة، أنها ستسعى لفضح أي زوج تثبت عليه الزنا وتنشر صورته وتفاصيل جرمه على أجهزة الإعلام كافة، المقروءة منها والمسموعة وما (أكل سبع الفضاء).
وغض النظر عن الفقرتين أعلاهما، واللتين أعتقد أنهما كفيلتان بتطفيش العضوية لوادٍ غير ذي زرع أو زوجة تبسط أذنيها بالوصيد، أعجبتني فكرة (محمد كريم) غير المسبوقة وهو يدعو لتشجيع الأغنيات التي تحث على الزواج مثل (زينة الشباب) لزكي عبد الكريم، ويا شباب العصر همو، العرس لازم نتمو)، للمطرب مصطفى مضوي، مع إيقاف الأغنيات التي تدعو إلى التبذير في الزواج مثل: (القرش ما بهمو والناقص بتمو)، وأغنية (الشيخ سيرو) التي تأتي في سياقها مقاطع شعرية غاية في القسوة على العريس (الما عندو قرش)، ومنها: (تلاتة أرادب غدا وتلاتة أرادب عشا وتلاتة قدور محلبية وتلاتة قدور صندلية ونسيبتو قالت شوية)..!
ودعا الباحث المبتكر على رفع شأن الأغاني الرومانسية التي تشجع على الخطوبة والخصوبة مثل أغنية (بين الريد والهوى) لمحمد وردي و(عيش معاي الحب) لصالح الضي و(بيتنا نوّر) لإبراهيم عوض مع السعي لإيقاف بث الأغنيات التي تدعو للخصام وتطفيش الحبيبة كما يقول الفنان محمد ميرغني: (الحب عذاب من أولو)، و(بعد إيه، بعد ما ضيّعت قلباً كان بريدك؟) لإسماعيل حسن ووردي، ولم تسلم أغنية شجن لعثمان حسين من المطالبة بالحظر وفقاً لطلبات المنظمة الرومانسية.
ولم ينس محمد كريم في دعوته العجيبة الطلب بتشجيع بث الأغاني التي تدعو لمراجعة موقف الحبيب من (العملية العاطفية السلمية والمصالح المشتركة بين القلبين)، مثل أغنية (كنت فاكر) لعثمان حسين، والهوى الأول لمحمد وردي و(قول النصيحة) لزينب الحويرص و(ألم الفرق) لإبراهيم عوض..!
وقد يسأل بعضكم عن علاقة عنوان المقال بالنص المكتوب هنا، (أنا ذاتي ما عارف)، فقد كنت أود أن أكتب موضوعاً محدداً لكني خفت من أن يلحقني (محمد كريم) بعضوية منظمته العجيبة فآثرت أن (أعمل ليهو ملاوزات)، وقد أعود غداً لعنوان مقالي أو أستعرض خطط منظمته الرومانسية.

آخر الحكي – صحيفة حكايات
[email]wagddi@hotmail.com[/email]