عالمية

القوات المسلحة المصرية تعترف بالقتل الخطأ للطفل بائع البطاطا

أعلنت القوات المسلحة المصرية مسؤوليتها عن مقتل الطفل عمر صلاح، بائع البطاطا، في محيط ميدان التحرير. وجاء الإعلان بعد أيام من نشر قصة الطفل عمر صلاح وصورته على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الثورية بمصر وهو يرقد صريعاً بطلق ناري، واتهام وزارة الداخلية المصرية بقتله خلال التظاهرات التي تشهدها مصر منذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي.

وخصص نشطاء صفحة للطفل عمر صلاح تحت عنوان “كلنا الطفل الشهيد عمر صلاح”، حيث حازت على آلاف المعجبين.

وكان عمر قد سُئل قبل أيام من استشهاده: “نفسك تبقى إيه لما تكبر يا عمر؟!” فكان ردّه البديهي: “مش من حقي أحلم يا أستاذ”. ونشر النشطاء والثوار المصريون هذا الفيديو قبل يوم واحد من مقتله، وكأنه أراد أن يرسل للعالم وللنظام الذي يحكم مصر وللقوى الثورية وللمعارضة أنكم جميعاً فشلتم وحياتي دفعتها ثمناً لفشلكم فهلا تنتبهون فالقادم أخطر.

وكان الطفل عمر صلاح دائم التردد على ميدان التحرير يبيع البطاطا للمتظاهرين على عربة لينفق على أسرته للمساهمة في تكاليف الحياة.

وأثارت قصة الطفل عمر صلاح غضباً عارماً بين المصريين، خاصة بعد مشاهدة فيديو له يروي من خلاله قصته وأنه يتيم الأب ويعمل بائعاً للبطاطا في ميدان التحرير، ولديه أشقاء يعولهم.

كما تكشف قصته زيف الادعاءات بنجاح الثورة المصرية ووصولها لأهدافها بتحقيق العدالة الاجتماعية في ظل نظام سياسي اتشح بعباءة الدين، ونسي القائم على هذا النظام أن الدين يأمره بألا ينام وبين رعيته جائع.
مأساة ملايين الأطفال

وتكشف مأساة الطفل عمر صلاح أن ملايين من الأطفال المصريين يعيشون مثله ويتعرضون لأخطار جسيمة تهدد حياتهم وهم يلهثون وراء رغيف الخبز، بينما نشاهد طفلاً آخر لأحد أعضاء مجلس الشورى المصري يحضر إحدى جلسات المجلس وهو يحتسي العصائر احتفاء بالضيف الذي يمثل والده تياراً دينياً يدعو لتطبيق شرع الله.

وعمر صلاح، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً، قتل بالخطأ برصاص جندي من أفراد القوات المسلحة التي تحرس محيط السفارة الأمريكية بالقاهرة، والقريبة من ميدان التحرير، بحسب اعتراف المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية في بيان على الصفحة الرسمية له على “فيسبوك”.

وأكد المتحدث العسكري في البيان: “نعتذر عن قتل أحد أفراد قوة التأمين التابعة للقوات المسلحة بمحيط السفارة الأمريكية للطفل عمر صلاح، بائع البطاطا الذي يبلغ من العمر 13 عاماً بطريق الخطأ خلال قيامه بإجراءات التفتيش على السلاح المتبعة، وذلك أثناء أعمال تبديل الخدمات، يوم 3 فبراير الجاري”، معلناً مسؤولية القوة عن مقتله.
القتل لم يكن متعمداً

وأضاف البيان: “إن القوات المسلحة مُصرّة على استمرار التحقيقات ومحاسبة المسؤول منها قانونياً تأكيداً منها على مبدأ الثواب والعقاب، رغم مبادرات أسرة الطفل الفقيد للتنازل عن الحق المدني يقيناً منهم بأن القتل لم يكن متعمداً، كاشفة في الوقت نفسه عن أن قائد قوة التأمين قد تقدم ببلاغ فوري إلى الشرطة المدنية”.

وقال البيان: “إن الفقيد كان محلّ حب وودّ من قبل جميع أفراد قوة التأمين”، وأكد المتحدث أن المتسبب في الحادث قد تم تحويله للنيابة العسكرية لإجراء التحقيقات اللازمة.

واختتم المتحدث بيانه بالقول: “تعتذر القوات المسلحة عن مقتل الطفل الفقيد بطريق الخطأ وتتعهد باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد المتسبب. وتتقدم القوات المسلحة، ضباطاً وضباط صف وجنوداً، بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد، داعين الله أن يلهمهم الصبر والسلوان”.

العربية نت