وجدي الكردي

حرامي القلوب تلّب..!


حرامي القلوب تلّب..!
لست ناقداً يستمع إليه المتذوقون، لكني أستطعم الأغنيات وأجلس في خشوع وخضوع على حواف سلالم الألحان منذ أيام مطرب العصر المهدوي الذي قمعته شرطة النظام العام التابعة لحكومة الخليفة التعايشي لأنه (ربما) فكّر (فقط)، في غناء النص اللاحق: (قصبة التقنت المزروعة في الليّات/ من فوق علّجت ومن تحت الفصوص نيات/ البحميني من أم بطنا تلات طيات/ يضوق نار أم الوحيد الجرتقوهو ومات)..!

يومها، لم تكن من صفحة فنية تنصفه أو تصفعه، ولا (نيل سهران) أو ناقد (سكران) ليحدث متذوقي (أم درمان زمان) عن فضاء (النص) في أغنيته، أو هضم (اللص) من عسس المهدية لحقه في (بناء دولة المعنى)، أو كما يقول مثقفاتية هذه الأيام..

نصوصنا و(لصوصنا) ومسارحنا الخاوية على (كواليسها) وعروشها تسير في خط متوازٍ مع منهجنا السياسي والكروي والإقتصادي والإجتماعي..

بالمناسبة، (الحقيقة ما في أي مناسبة)، حين أحرز الفريق الفلسطيني هدفاً في مرمى السودان قبل أشهر، صفقت الجماهير الأبية في ملعب المريخ للهدف، وأستبدت بها العاطفة وأعملت كل مقررات الجامعة العربية بأكفها وشالاتها وقوارير المياه المعدنية، كأنما كُرة البلاستيك المبروكة التي صُوبت نحو المرمى، دكّت مفاعل ديمونة النووي وأحالتها ركاماً من غبار..

تقول لي شنو؟!

معايير الفنون والمنتجات الإبداعية يا سادتي ــ وكرة القدم منها ــ ليست لها جنسية أو دولة أو عقيدة، ليست هناك كرة قدم عربية وأخرى هندوسية، الكورة واحدة في الدنيا دي، كلها مدورة، والوجدان بقى واحد، وبرشلونة أقرب من الهلال، و(نور) أقرب من جارتنا وبت حارتنا، وتسريحة مهند أحلى عند بناتنا من تسريحة إبراهيم عوض..

تقول لي جدودنا زمان وصونا على الوطن؟!

خلينا بالله..

قال الشاعر: (شعرك غلّب المشاطه في يوم رصو/ نارك ولعت في جوفي أكلت نُصّو/ الزول البريدو أصلو ريدي بخُصو/ وريقو أحلى من بلح الحجاز في (..)..!

النقطتين البين القوسين دي غلبنا أكتبا والله، فتشوها براكم.

ما علينا، قالت لي قارئة مواظبة على آخر الحكي، عليك الله أسمع أغنية (حرامي القلوب تلّب) للمطرب طه سليمان، فأستعنت بــ (آية الله قوقل) فوجدته منتشراً في أزقة المنتديات.

الأغنية غاية في الطرافة والغرابة وفوق احتمال المصطلحات، تعالوا نستمع للإغنية معاً:

(وانا في نومي بتقلّب/ حرامي القلوب تلّب/ سألتا رامي ورندا/ هُوي قفلتو البرندة/ وأنا داير اتعشا وأحلّي بي ميرندا/ وآخد لي سندة/ ورقدتا ونعستا وسرحتا/ عاينتا في الحيطة في حرامي لي تلّب/ مشى عليّ برّاحة/ بقى ما في بينا مساحة/ حرامي شنو ده الراقي/ الزاد لي الروح أفراحا/ وده حرامي سمح سماحة/ حرامي القلوب يسلم/ البشيل قلبي ويجري/ يتهنا ما يتغلب/ حرامي القلوب يسلم/ هسي كان قبضوهو/ بي شنو حيحاكموهو/ مافي قانون بحاكم الزول البريدوهو/ الزول البحبوهو/ بسكّوهو وبمسكوهو وما بخلوهو/ ده في السرقة ما فاهم/ في حب الناس مدرب)..!

أها، الغنية أنتهت وشكلو كدة العمود ما مترابط، يكون ده من حرامي القلوب؟!

غايتو..

يا طه سليمان، بي طريقتك دي، يوم بتكتل ليك زول..!

آخر الحكي – صحيفة حكايات
[email]wagddi@hotmail.com[/email]