وجدي الكردي

سميرة التي تنام في الليل معي!


سميرة التي تنام في الليل معي!
لا أعرف لماذا تذكرت (سميرة) التي كانت (تنام في الليل معي) دون أن تتحرش بي، (لأنني أحبها ولا أود ضربها)، وحتى لا يظن أحدكم بي الظنون، خاصة (المحقق كونان)، أقول إن سميرة هي (كديسة) نشيد المدرسة الإبتدائية الشهير والذي كان مطلعه يقول: (لى قطة صغيرة سميتها سميرة/ تنام بالليل معي وتلعب بأصابعي/ بشعرها الجميل وذيلها الطويل).

وغض البصر عن الفارق النفسي و(الطبقي) بين الكديسة والقطة، وهو ذات الفارق في الدلالة العنصرية اللفظية بين (الكُراع) و(الرجل)، كأن يقول الواحد منكم، (من النوع الشايف روحو) لرفيقه الغلبان: (زِح كُراعك دي من رجلي)، تذكرت خبراً قديماً عن زوجة معالي القائم بالأعمال الأمريكي السابق في الخرطوم، التي أرهقت عينيها (نصف) الجميلتين بما لا طاقة لهما بها حين ذرفت دموعها الغالية ثمناً لـ (قطتين أملحين أقرنين) كانت سلطات مطار الخرطوم منعت دخولهما البلاد خوف إصابتهما بأنفلونزا الخنازير، ما إستدعى السفارة الأمريكية لتكثيف الإتصالات مع وزارة الخارجية السودانية لحل الأزمة (الكديسية) الطارئة..!

إحدى صحف الخرطوم قالت أن الدبلوماسي السوداني المختص إعتذر عن دخول القطتين، وقال: (نعتذر للسيدة الفضلى عن الحدث وسنعوضها بعشرين قطة سودانية)..!

يا للحسرة، حتى سعر الصرف (القططي) يأتي في غير صالح الكديسة السودانية التي تساوي (عشرة منها) كديسة واحدة من بلدياتنا..!

الآن فقط عرفت لماذا طلب دبلوماسي غربي من مستشفى الكلاب الشرطية في ضاحية (بري) شرق الخرطوم إسئصال (رحم) كديسته العذراء في عملية جراحية معقدة دفع مقابلها الكثير.

الصدفة وحدها أتاحت لي أن أشهد عملية الكديسة الجراحية، بعد أن ذهبت لإدارة الكلاب الشرطية للترتيب لتصوير فيلم تلفزيوني كتبت له السيناريو لصالح الفضائية السودانية التي بثته قبل عامين، فطلب مني أحد الضباط حضور عملية (الكديسة) الجراحية، وحين سألت عن سبب إزالة رحم الكديسة المصونة، قال لي الضابط وهو طبيب بيطري، أن صاحبها الدبلوماسي يخشى من (حركات كدايس الجيران) التي تنط عليه سور بيته من أن ترتكب الفاحشة مع قطته وتملأ عليه البيت بـ (جريوات) نسلها (مُش ولابد)، وفي ذلك مضيعة لشرف كديسته الرفيعة التي (لم تسلم من الأذى حتى يُزاح من جوانبها (الرِحم)..!

هل أقتنعتم الآن لماذا (ساوت) قطة زوجة معالي السفير الأمريكي عشرين كديسة سودانية؟!

كان على حكومتنا السماح لـ (الكديس الأمريكي في الخرطوم) من الدخول، لعلها تصلح ما أفسده السفراء..!

آخر الحكي – صحيفة حكايات
[email]wagddi@hotmail.com[/email]