وجدي الكردي

مذكرات (غير) شخصية


مذكرات (غير) شخصية
الجمعة
ــ الجمعة دي بقت ما عندها شخصية زي زمان!
هكذا قالت أمي وهي تبرر إنقطاع أهلها عن زيارتها أيام الجمعة.
قلت لها:
الجمعة بتغير من يوم السبت، عشان الناس بقت ما شغّالة بيها، بعدين الخميس ذاتو بقى زهجان من الجمعة.
قالت: كيف يعني؟!
بالطبع لم أجبها، يعني أقول ليها شنو؟!
السبت
هذا يوم تتعطل فيه مصالح الحكومة، أسوة بمصالح الشعب الذي تتعطل بقية أيام الأسبوع.
حاجة غريبة، الحكومة تاخد إجازة من الأحد للخميس، مقابل يومين بس للشعب، إشمعنا؟!
الأحد
يتدافر خلق الله في هذا اليوم لتقضية ما فشلوا فيه طيلة الأسبوع الماضي.
الواحد يعلّق كل فشل الخميس في شماعة الأحد، لذا تجد الناس يتأبطون (فايلات) المعاش، وأوراق الإنضمام لنادي التأمين الصحي، و(الجواز الداير تأشيرة)، والتأشيرة التي بحاجة لبطاقة الخدمة الوطنية، والراجل الداير يحكمو عليهو بالطلاق (غيابياً) لأنه هرب من أولاده (ذات فقر)، و…
يتفاجأ الناس بأن الحكومة (ماخدة إجازة)، فيعودون بخفيّ (تعال بُكرة) لمعاودة الكرّة يوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، ليقضي السعيد غرضه عند (الحيكومة)، ويلقى التعيس نحبه في إنتظار (الأحد الجاي)!
الإثنين
الإتنين ديل منو؟!
يعني منو ومنو، في يوم واحد بقو إتنين؟!
الثلاثاء
قرأت مقالاً يمدح فيه إحدهم معتمد الخرطوم ويقول: (محلية الخرطوم هي عاصمة العواصم أكرمها الله بصحابي من زمن الصحابة).
والصحابي لغة هو الملازم لرفيقه، ويقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في تعريف الصحابي، (أنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام).
عليكم الله الزول المستهبل ده ما ببالغ؟!
الأربعاء
وجدت في هذا اليوم مذكرة قديمة كتبت فيها:
(كان صباحاً باكراً والشتاء مثل جيش من النمل الجائع يلتهم وجهي وساقي، تأبطت حقيبتي المدرسية ودخلت على الأستاذ عبدالجواد، المشرف على فصلي الدراسي.
في حركة بهلوانية كعادته، تحركت عينا الأستاذ لأعلى حتى توقفتا في منتصف صلعته المجيدة دون أن يرفع رأسه وقال:
ـ مالك غايب يا ولد؟!
ـ كنت عيّان، كان عندي (برجم) يا أستاذ..!
نفض أستاذ عبد الجواد غبار عينيه من رأسه حتى عادتا لمحاجرها سالمة وقال:
ـ خلاص طير من هنا..!
هكذا، كان الأربعاء أول يوم دخلت فيه المدرسة المتوسطة، عكس خلق الله الذين كانوا يستهلون عامهم الدراسي أيام السبت، قبل أن تتآمر الحكومة على مدخل الأسبوع ومخرجه، فأفقدت السبت هيبته، والخميس قدرته على إمداد الوصال للأجساد الجائعة من رهق الأسبوع الذي كان)..!
الخميس
غايتو..
يوم لذيذ ودمو خفيف..!

آخر الحكي – صحيفة حكايات
[email]wagddi@hotmail.com[/email]