تبريرات العدوان الثاني أطلقتها جوبا ..
إذن لم يكن المقصود هو أن «هجليج جنوبية».. وإنما هو أن مشروع إسقاط حكومة الخرطوم جنوبي. وبعد إسقاطها يمكن إعادة هجليج أو سحب ادعاء تبعيتها لدولة الجنوب بعد أن يحكم السودان عقار والحلو وقادة تمرد دارفور وتثار المشكلات مع ياسر عرمان للفظه لفظ النواة بعد استنفاد الغرض من دوره باعتبار أنه في النهاية «واحد جلابي». وهذا ليس ببعيد لأن قادة الحركة المتمردة الواحدة يتقاتلون، وحتى آخر الأسبوع الماضي ترشح مثل هذه الأنباء عنهم في الأخبار. وفي هذه العناوين ما يشير إلى أن الحرب على السودان لن تنطلق نارها مرة أخرى من جهة جنوب السودان، وكأنما عادت الفرقتان التاسعة والعاشرة إلى داخل دولة الجنوب وفكّت ارتباطها بقطاع الشمال في الحركة الشعبية.
وآخر تصريحات غير مريحة أطلقها سلفا كير تشير إلى أن المرجح مستقبلاً هو خوض الحرب بمبررات ينخدع بها ضباط الجيش الشعبي حتى لا يشعروا بأن الحركة الشعبية تزج بهم في حروب لا ضرورة لها وليست بسبب الدفاع، بل بسبب العدوان على دولة جارة لصالح أجندة غربية صهيونية. وهذه المبررات يحاول سلفا كير من الآن التلميح بها حينما تحدَّث مؤخراً في مناسبة وداع قيادات عسكرية من الجيش الشعبي أُحيلت من الخدمة العسكرية إلى ما تسمى قوات الاحتياط حيث قال: «إننا جاهزون لكل الاحتمالات بما فيها الحرب. وصلنا لاتفاقيات مع السودان لكن الحكومة السودانية أتت إلينا بشروط جديدة وبدلاً من تنفيذ الاتفاقيات أصبحنا نتفاوض حول الشروط».. انتهى.إذن هو التلميح بمبررات عدوان قادم.
لكن عدم تنفيذ الاتفاق لا يعني إشعال الحرب ليكون ضحيتها المواطنون هنا وهناك فيموتون وتتعرض ممتلكاتهم للتلف والضرر. وإشعال الحرب لا يعني التنفيذ الذي يتحدث عنه سلفا كير تلقائياً. وإنما يعني مزيداً من الابتعاد عن التنفيذ.. وهذا مفهوم طبعاً.. فإذا كان هناك اتفاق تأخر تنفيذه فإن التعجيل بالتنفيذ يكون بتفاوض جديد حتى يستوعب الطرفان ما جعل التنفيذ يتأخر.
ثم إن الحركة الشعبية ليست مؤهلة للاحتجاج على عدم تنفيذ الاتفاق الجديد مع السودان. فهل نفذت هي كل اتفاق قديم مع الحكومة السودانية؟!. ثم إن الحركة الشعبية أيضاً تترك القضايا العالقة وراء ظهرها وتريد أن تفاوض حول قضايا لاحقة جاءت بعد انفصال الجنوب وزوال الصراع الذي اسمه «قضية الجنوب». لقد ظهرت ذيول لقضية الجنوب لا علاقة لها بالمواطن الجنوبي وأطول هذه الذيول قضية أبيي تليها قضية المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق، تليها قضية بعض مناطق إقليم دارفور وغرب كردفان التي تدعي جوبا تبعيتها إليها.والسؤال هنا هو أن الحركات الدارفورية المتمردة إذا وصلت إلى الحكم وحكمت السودان هل ستزهد في المناطق الدارفورية التي تدّعي جوبا تبعيتها لها؟!.. ليت الحركة الشعبية طرحت هذا السؤال على حركات مناوي وعبد الواحد وجبريل إبراهيم لنعرف ماذا سيكون جوابهم. المهم في الأمر هو أن حكومة سلفا كير تبدأ في صياغة مبررات العدوان الثاني على حقول النفط السودانية.
صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا
المرة دي دايرنهاتكون قاصمة الظهر لهم ” مادايرين أي زول أو معدة أو آلية ترجع الجنوب ” دمار شامل وكامل لهم ولآلياتهم وأفرادهم ” أحرقوها على رؤوسهم الأنجاس المناكيد .