رأي ومقالات

والله ما تكسير تلج !!

[JUSTIFY]في الزمان الغابر جداً.. وعندما لم تكن هناك أحكام شرعية.. وقبل عام 1983م عندما فاجأ المرحوم جعفر نميري السودان كله بتطبيق الشريعة وقام بتكسير زجاج الخمر و«تفجيخ» علب البيرة بالبلدوزر.. قبل ذلك التاريخ كانت البارات على «قفا من يشيل» وكانت «القعدات» مسموح بها وكانت هي السائدة والغالبة لقضاء الأمسيات..

وفي كل «شلة» كان هناك اثنان أو أكثر مهمتهم تحضير الثلج وتكسيره وتجهيزه لإمداد الشاربين بكفايتهم من التلج أولاً بأول عند الحاجة نظراً لسخونة الطقس وبعد تناول كل كأس.. ومقابل أداء هذه المهمة كان «مكسرو التلج» يتقاضون حقوقهم إما نقداً أو عيناً بالمشاركة في الشرب المجاني أو بحضور وجبة العشاء.. ومنذ ذلك الزمن عرف المجتمع شريحة «كسارين التلج».. ثم إنه بعد إعلان الشريعة استمر هذا الوصف «كسار التلج» رمزاً لمن يقوم بإزجاء آيات الشكر والتقدير لمن لديه خدمة يرجو قضاءها.. وظل هذا الوصف قائماً حتى الآن بل صار أكثر رواجاً.. وقصدت أن ما يرد بمقالي هنا ليس تكسيراً للتلج لناس الإنقاذ الوطني ولكنه وصف لأمر واقع في حق أهل المؤتمر الوطني على اعتبار أنهم في رأى البعض افضل ما لديهم من أحزاب وربما في رأي آخرين أنهم أحسن السيئيين.

وبالطبع كثيرة هي المصطلحات التي أدخلتها الإنقاذ على طول عهدها الذي استمر أكثر من عقدين ومنذ زمن «جزاك الله خير، وتحتسب ونحسب» و«لا نزكيه على الله».. مروراً على فترة «هي لله» و«تمزيق الفواتير» ومرحلة «أمريكا روسيا قد دنا عذابها» و«لنأكل مما نزرع، ولنلبس مما نصنع» فقد سادت شعارات تستصحب قضايا المرحلة مثل «حكومة الوحدة الوطنية وحكومة القاعدة العريضة» وفكرة إقامة مؤتمر عام للحزب يسمونه «المؤتمر العام أو التنشيطي».

ومن المؤكد أننا نحسد المؤتمر الوطني ــ وأنا ما مؤتمر وطني ــ على أن يكون سباقاً في اختيار المواقف والمناسبات والشعارات التي تجعل لكل مقام مقالاً ولكل زمان رجالاً.

وأحزابنا الأخرى أصابها «التكلس».. فحزب الأمة مثلاً منذ نزاعات الإمام مع عمه في ستينيات القرن الماضي وتكوينه لحزب الأمة جناح الصادق ثم حزب الأمة القومي لا يزال يتنازع في أمر الإمامة ولا يزال حزب الأمة تقوده أسرة المهدي فقط لأنه حدث في القرن التاسع عشر أن جدهم المهدي وبمعاونة الخليفة عبد الله التعايشي استطاع حصار الخرطوم وإسقاط غردون باشا لكن الذي حكم البلاد خلال فترة المهدية كان هو «الخليفة».. وبسبب صلة القربى وليس الأداء والمجهود كان أبناء وبنات المهدي هم من يقودون الحزب.. وسيظل ذلك ما بقيت المعارضة قائمة إلى يوم يُبعثون..

أما المؤتمر الوطني رجالاً ونساءً فلا تجمعهم صلة القربى ولا يجمعهم الموروث من الأجداد ولا تجمعهم العروش القديمة ولا تجمعهم شبهة الملكية في بلاد السودان.. نساء ورجال المؤتمر الوطني يجمعهم «تنشيطي المؤتمر» وبنظرة بسيطة إلى الذين استوزروا أو تم تنصيبهم في فترة الإنقاذ في مناصب متقدمة نجد أنهم قادمون من القرى المجهولة ومن «الخيران» والأودية السحيقة فهناك وزير من «هذه القرية» ووزير من «من تلك القرية» ووزير من ووزير ووزير من «ام جركم» ووزيرة من «ام طرقاً عراض».. وهذا بالطبع هو أفضل الطرق والوسائل لتوسيع قاعدة السلطة والمشاركة.. وفي نظرنا أن المشاركة وتوسيع القاعدة في السلطة لا تعني بالضرورة أن تكون إحدى كريمات الزعيم وزيرة أو يكون ابنه مستشاراً ولكن أن تشارك القرى والمدن والأرياف والدساكر فذلك هو توزيع السلطة وذلك هو توسيع القاعدة.

وحزب الاتحادي ظل بزعامة السيد علي الميرغني منذ الاستقلال وبعد وفاته كان الزعيم محمد عثمان والذي لم يتغير مثلما لم يتغير الذين من حوله حتى الآن.. وهذا ما أصاب الحزب الاتحادي بالتكلُّس.. وهذا بالطبع ما أدى إلى «هروب» أعضاء الحزب وشبابه إلى الأحزاب الأخرى وعلى رأسهم المؤتمر الوطني، أما الحزب الشيوعي ولأن المؤتمر الوطني كان قادراً على استيعاب الكوادر من كل الأصقاع والقرى والغرب والشرق والشمال والوسط وجعل له في كل بيت شخصاً مربوطاً به ربطاً مباشراً فقد نجح في توحيد الهدف مثلما نجح في تلبية المطالب والرغبات الشخصية والجماعية.. وهذا أيضاً ما فشلت فيه أحزابنا التقليدية التي لم تكن قادرة على إقامة مؤتمرها العام ناهيك عن المؤتمر التنشيطي..

وعندما يعلن المؤتمر الوطني عن قيام الانتخابات في موعدها المحدد من العام القادم فهو يقذف بالكرة في ميدان الأحزاب والتي لا شك أنها ستقول ومن الآن و«سمبهار» ساكت إن الانتخابات مزورة وإنهم لم يكونوا على استعداد لها وإنهم يقاطعونها.. ومرة أخرى قد يعيد التاريخ نفسه ويحظى المؤتمر الوطني في الغالب بما كتب له من نصيب في البرلمان القادم وسيكتشف عند اذن منبر السلام العادل هو المنافس الحقيقي للمؤتمر الوطني وكل ما نرجوه أن تحاول أحزابنا الأخرى أن تتعلم من المؤتمر الوطني و«تأخذ نقلة» وتعقد المؤتمر العام ومن المؤكد أنها غير قادرة على عمل «أي حاجة».

أقول قولي هذا وأؤكد أنني «ما مؤتمر وطني».

{ كسرة: يا جماعة ممنوع التهريب لدولة الجنوب.. يا جماعة التهريب يضر باقتصاديات البلاد.. يا جماعة التهريب خيانة عظمى.. يا جماعة الحكومة قالت أحسن ليكم تقيفوا من تهريب البضائع لدولة الدينكا في جنوب السودان.. يا جماعة دولة الدينكا على وشك أن تعصف بها المجاعات والخلافات فلا تساعدوها على تدمير بلادكم.. واحذروا العملات المزيفة والمزورة.. يا جماعة هناك توجيهات صادرة عن الجهات العليا لحرس الحدود تقول «شوت تو كيل». ويا جماعة شووت تو كيل معناها اضرب لتقتل المهربين.. فاهمين يا جماعة واللا نعيد الكلام ده تاني.

صحيفة الإنتباهة
د. عبد الماجد عبد القادر[/JUSTIFY]

‫4 تعليقات

  1. [SIZE=3]لك التحية والله موضوع وجميل وشيق واول مرة أعرف معنى (تكسير الثلج) فلك التحية ومودتي بلا حدود فليس هذا تكسير ثلج[/SIZE]

  2. أقول قولي هذا وأؤكد أنني «ما مؤتمر وطني». يعني شنو ماعجابك

  3. [frame=”11 80″]
    [SIZE=5][COLOR=#FF0026][B]

    كلامك دا صاح يا دكتور.. لكن إن ما كسير تلج… فهو (تمسيح جوخ) كما يقول الشوام.. والله المستعان.. والله أزينو كلامي دا في برواز عشانك[/B][/COLOR][/SIZE][/frame]

  4. طبعا الانتخابات مزوره والجايه حا تكون مزوره كان ربنا قعدن ليها لكن ما آظن يقعدوا بكونوا في لاهاي والبقيه مشرده بين قطر وايران لانو مافي دوله ممكن تستقبلن . وانت بتكس في التلج للحكومه ليه