رأي ومقالات

سودان الجن الأحمر ..

[JUSTIFY]صديقنا دكتور عبد اللطيف البوني «بتاع» حاطب ليل في صحيفة السوداني كتب في وقت سابق تحت عنوان «يانيل يا سُكر يا أبيض» وقال إنه على الرغم من الإحباط والقرف بتاع «ساس يسوس» إلا أنه وعندما قام بزيارة إلى مشروع سُكر النيل الأبيض رأى «سوداناً آخر» غير سودان الجن الذي كان يعرفه.. وقال إن سودان الجن هذا موجود في العاصمة الخرطوم… أما السودان الآخر فهو موجود في الأقاليم والريف حيث إن هناك من أبناء السودان من تمتلئ قلوبهم بمحبة البلد وأهله وفي عقولهم صفاء ويدركون ما يفعلون.. وهو سودان آخر يبعث على الأمل والرجاء. وهناك سودان آخر جديد لنج (كرت كرتونة) في بورتسودان حيث تنتظم مشروعات التنمية والتعمير في صمت وعطاء.

وأقول لدكتور البوني فعلاً إن هناك سوداناً آخر غير سودان الجن الأحمر بتاع الخرطوم. سودان فيه مشروعات للسُكر ومشروعات لتوطين القمح وطرق يتم يناؤها وموانئ تتم توسعتها وهناك محطات كهرباء تتم إقامتها وأبراج وأسلاك يتم شدها وجملونات يتم إنشاؤها ..

وهناك سدود الآن على النيل الأزرق وعطبرة وسيتيت.. وهناك بيوت محمية للزراعة وهناك أبراج للري المحوري وهناك صناعات تتم كل يوم وبصمت شديد ونكران ذات فيها صناعة الجرارات الزراعية والعربات والدبابات وحتى الطائرات.. هل سمعت أخي البوني باشتراك السودان في معرض صناعة الأسلحة بدبي وهناك السودان «زيُّو وزي أمريكا».. ويحدث هذا يا أخي البوني على الرغم من الحصار ومن المكايدات ومن المتاريس و«العتاريس» التي يضعها الغربيون وعملاؤهم من الذين يعرفون أن المارد السوداني الآخر إذا هبَّ من رقدته فسيكون له شأن عظيم.. وهذا ما يزعجهم وهذا ما يجعلهم ينثرون الغبار والأتربة ويلطمون الخدود ويشقون الجيوب ويدعون بدعوى الجاهلية في «سودان الجن الأحمر بالخرطوم».

وسودان الجن الأحمر هو فعلاً سودان الخرطوم حيث زعماء المعارضة يجيدون «الكواريك» ولا يعرفون ولا يدركون أن هناك سوداناً آخر يتم بناؤه من القاعدة إلى القمة.. وبالطبع لم يفتح الله على أهل المعارضة أن يروا ما رأيته أنت وزملاؤك الصحفيون وأنتم تزورون مصنع سُكر النيل الأبيض وتقفون عند البيارة الرئيسية بالقرب من مدينة الدويم وترون عظمة التقنيات المائية التي «ترست البحر خيرصان» وتقفون بأرجلكم على «الضنابية» التي ترفع المياه لتسقي مائة وخمسين ألف فدان ولا يفهم ناس المعارضة أن الريس افتتح تعلية الروصيرص التي تسقي اثنين مليون فدان.. ولم يتيسر لزعماء المعارضة أن يزوروا المساحات الشاسعة الخضراء من قصب السُكر ولم يروا آخر التقانات الصناعية في تلك المنطقة المنسية التي هي في اعتقادهم ربما كانت إرثاً وملكاً لأجدادهم القدماء.

ولعل الجهات الإعلامية بالحكومة تعي أنه قد آن الأوان أن تدعو أهل المعارضة في ذات يوم و«تحشرهم» في أحد البصات وتريهم ما يحدث في السودان الآخر بعيداً عن «سودان الجن الأحمر» بالخرطوم الذي ليس فيه إلا النزاع والاختلاف حول من هو الوزير ومن هو المساعد ومن هو المستشار ومن هو وزير الدولة، بينما أبناؤنا من المهندسين والفنيين يتوكلون على الله ويعملون على بناء السودان الآخر في صمت ونكران ذات ويحرسهم الجيش والدفاع الشعبي، على كل حال السودان الآخر لن تبنيه المعارضة ولا أتباعها وليس لهم وقت لذلك… والسودان الآخر الذي يبرز الآن له أولاد آخرون هم «اولاد الرحمن.. ملصوا البدل والقمصان.. وترسوا البحر خيرصان وعجبوني الليلة جو».. وهؤلاء هم من يبعثون الأمل فينا..

> كسرة: جاء في صحيفة آخر لحظة أن هناك مسلماً أطلق اسم المسيح على مولوده الثامن. وقد بدا لهم أن في الأمر غرابة على أننا نذكر بأن كثيراً من المسلمين اسمهم عيسى وهو نفس اسم المسيح وهناك من اسمه موسى وهو نبي اليهود وصالح وزكريا وذو الكفل وهارون ويوسف وبنيامين واليسع وكلهم أنبياء من بني إسرائيل ثم إن إسرائيل نفسه هو سيدنا يعقوب وأبوه اسمه إسحق وأبو إسحق اسمه إبراهيم وكلها أسماء شائعة عندنا.. فلا غرابة إذن في أن يكون هناك مسلم اسمه المسيح لكن الغريب أن يكون هناك جنوبي مسيحي اسمه أحمد أو جنوبي غير مسلم وليس لديه ديانة سماوية واسمه بخيت.. وقد مر علينا في الحياة العملية أحد العمال الجنوبيين وكان يسمي نفسه في نهاية كل أسبوع اسمًا جديدًا مع صرف الماهية الأسبوعية فمرة يسمي نفسه عبدالباقي على اسم الصراف.. ومرة حسنين على اسم صاحب العمل.. ويبدو أنه ذات يوم دخل في عراك مع الصراف وأعطى اسمه في نهاية الأسبوع اسماً بشعاً يشير إلى شتيمة مقذعة في حق والدة الصراف بحيث لا يمكن كتابتها هنا.. وبعد جهد جهيد أقنعناه بأن يكون اسمه لذاك الأسبوع «ملعون أم الصراف»…

صحيفة الإنتباهة
د. عبد الماجد عبد القادر[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. الله يجازي محنك يا ود عبد الماجد ضحكتني ولي شهر ما ضحكت ، أنا عرفت الأسم وتخيلت الجنوبي واقف أمام الصراف وسأله عن أسمه وأجاب الجنوبي إسمي : ك…………….