جمهورية (المرور) الإيصالية
أزمة شرطة المرور مع المواطن، أنها (تحكم) اللاعب دون أية مسؤولية منها تجاه (الملعب)، والملعب هنا هي الطرقات التي تتسيدها الشرطة لضبط اللاعبين من مقترفي (الفاولات)، وملاعب الطرقات في سوداها الأعظم، غير قانونية ولا تطابق مواصفات (الفيفا)، والمحصلة النهائية: (تحكيم جائر)، يخرج من ملعبه جمهور السائقين وفي أنفسهم شيء من حتى و(إيصال)!
بلغت شرطة المرور من عبقريتها أن احتفلت بتطبيق قانونها الجديد الذي يشتمل على غرامة مالية للمشاة حال تجاوزهم القانون، وهو أمر شائع في معظم الدول لضبط (حركة) المخالفين من المشاة الذين يعبرون الطُرق من غير الأماكن المخصصة، لكن..
من هم المشاة الذين سيفرض عليهم شرطى المرور غرامة (قطع الزلط بالغط)، وأين (الحتة) التي يفترض أن يعبرها (الماشي) بمأمن من الإيصال، قبل أن يتم سحبه إلى (الحوش) ريثما يدفع ما عليه من غرامة؟!
كيف ستجروء الشرطة بسحب رجل (معاشي ماشي)، يتأبط ملفه وهو (يكلم نفسه) بعد أن صرف (المية وخمسين جنيه) بطلوع الروح، لأنه رفض أن يدفع نصفه غرامة لهتكه عرض (الزلط) الأسود الشفيف دون أن يتم تبصيره أولاً بالقانون؟!
وما جدوى تهديد مرضى السكري والضغط بسحب رخص القيادة منهم، وكلنا يعلم أنه ما من سوداني عاقل راشد تمكّن من تسديد أقساط سيارته قبل أن يدخل في زمرة (جمعية مرضى الضغط والسكري ووجع القلب)، أم أنه تمهيد لإنشاء (أكاديمة فحص الضغط والترخيص)؟!
المؤسف، أن (همّة) شرطة المرور، لا يقابله من الطرف الآخر ما يعزز عملها، وأعني بذلك، تحسين الطرق وتحديد المسؤولين عنها، لأنه لا يعقل أن (تكلفت) شركة ما، جسراً شيدته بليل بهيم ليفتتحه السياسي مبتسماً وهو يلوّح بيديه للجماهير (المنبسطة) ويمضي حال سبيله ليتساقط من بعده السيارات في النهر بعد تجاوز السياج المصنوع من (قش الشرقانية)، ناهيك عن مصيدة الموت الأسمنيتة المظلمة التي تفصل الطرقات إلى نصفين غير متساويين، لتنحشر فيها السيارات، كأنّ صانعيه من متعهدي ورش السيارات، أو الأكفان، الأمر سيّان!
آخر الحكي – صحيفة حكايات
[email]wagddi@hotmail.com[/email]