رأي ومقالات

عز الدين الكلاوي : متى يعلنون وفاة العرب ؟!

تابعت بشيء من الإندهاش خبر تأكيد اتحاد الكرة السعودي بشكل رسمي أمس ترشيح د.حافظ المدلج لإنتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ، ليصبح هو ثالث مرشح عربي لنفس المنصب مع المتنازعين الشهيرين الاماراتي يوسف السركال والبحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم.

■■ وبهذا الشكل أصبحت الصورة واضحة بعد الغموض والضبابية التي حجبت الرؤية طويلاً خلال الشهور الماضية منذ بدء أفول نجم الرئيس السابق محمد بن همام الذي واجه حروبا شديدة البأس من بلاتر وفريقه في الفيفا ، عقاباً له على تجرأه بإعلان التحدي ومواجهة بلاتر في انتخابات رئاسة الفيفا الماضية .

■■ الرؤية أصبحت واضحة لأن الوضع السابق الذي كان الأمل فيه قائما حتى اللحظات الأخيرة بإقناع أحد المتنازعين السركال والشيخ سلمان، بالتنازل للآخر حتى يتم توحيد الصف العربي بمرشح قوي يمثل غرب آسيا ويلتف حوله كل العرب في المعركة الانتخابية الآسيوية .. هذا الأمل تلاشى الآن بنزول المرشح العربي الثالث وهو الدكتور حافظ المدلج ، ليس لضعفه ولا لقوته ، بل لأن نزوله كمرشح رسمي للسعودية والذي سيمنحه العديد من الأصوات ، سيزيد من تشتيت وتشرذم الأصوات العربية ال12 في القارة الآسيوية الشاسعة ، وهذا سيؤكد ضعف أو ربما تلاشي الفرصة لنجاح مرشح عربي من الثلاثة .

■■ نعم بترشيح المدلج ، تضاعفت فرص المرشح الصيني جيلونج الرئيس المؤقت الحالي للفوز ، لأنه عمل منذ توليه المسؤولية المؤقتة بديلاً لبن همام، على المزيد من “التربيط” وجمع الأصوات بوالتكتلات داخل القارة بدعم من بلاتر الذي إستخدمه سلاحاً لمعاقبة بن همام ، والإيقاع به من جديد ، حينما ظهرت في الأفق براءته من كل المكائد التي دُبرت له .. وبالطبع سيهتم بلاتر بمساندة حليفه الصيني بكافة الطرق الشرعية وغير الشرعية والحيل والمخططات الإنتخابية القذرة ، لضمان إستمراره رئيساً لإتحاد القارة التي تمردت يوماً على بلاتر ، ولكي يضمن السويسري رئيس جمهورية الكرة العالمية عدم وصول عربي آخر إلى نفس الكرسي الذي كان يتربع عليه بن همام الذي أوقع الرعب في قلبه ذات يوم بعد أن كان أخاً وصديقاً .

■■ وأستغرب من المرشحين العرب الثلاثة الذين يزعم كل منهم بثقة جسورة قدرته على النجاح ، رغم أني بالمعطيات البسيطة ، لا أرى أن فرصة أي واحد منهم ستكون قوية حتى لو نزل بمفرده !

■■ فهذه المقولة على قدرة مرشح عربي – يحظي بإجماع إخوانه العرب ويتنازل له زميلاه – على خلافة بن همام بسهولة ، هي مقولة غير دقيقة ، وستبقى الفرصة في منتهى الصعوبة ، ولا أظن أن الأمر تغير كثيرا بنزول مرشح خامس هو التايلاندي ماكودي عن منطقة الأسيان، لأن الصيني جيلونج يستغل انشغال المتنازعين العرب مع بعضهم ، ويقترب أكثر كل يوم مع الاتحادات أعضاء القارة ويدعمه ويخطط له فريق عمل يزداد ويكبر كل يوم بإشراف بلاتر شخصيا وسيكون قادرا على الفوز .. وكم أتمنى أن توفر الشخصيات العربية الثلاث جهودهم وأموالهم وتركيزهم في هذه المعركة الخاسرة ، ليس فقط سنخسر نتيجتها ، بل سنخسر المزيد من علاقاتنا المتهتكة وربما نخسر أنفسنا !.

■■ لا أدري لماذا يذكرني هذا الموقف برائعة الراحل نزار قباني التي أثارت يوما الجدل الذي لن ينتهي حول وفاة العرب ! … وأقتبس بتصرف بعض أبيات نزار في قصيدته وعنوانها ( متى يعلنون وفاة العرب ) وفي مقاطعها يقول :

أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ ، ولايمُطرونْ…
وهم يدخلون الحروب ، ولايخرجونْ…

أنا منذ خمسينَ عاما،
أحاولُ رسمَ بلادٍ
تُسمّى – مجازا – بلادَ العربْ

وحين انتهى الرسمُ ، ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ…
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ…
وليس لديهم بَنونْ…
وليس هنالك حُزْنٌ ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!

أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا…ولا من جيوشْ…
رأيتُ فتوحا…ولا من فتوحْ…

أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟

أنا منذ خمسينَ عاما،
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ…
رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله…مثلَ الصُداعِ…ومثل الزُكامْ…
ومثلَ الجُذامِ…ومثل الجَرَبْ…
رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ…
ولكنني…ما رأيتُ العَرَبْ!!…
?i=ezzzzz%2fezz عز الدين الكلاوي – رئيس تحرير موقع كووورة

تعليق واحد

  1. أين أنت وفي أي عالم تعيش؟ ألم تقرأ الخبر والذي أعلنته طواري مستشفى جامعة الدول العربية بأنه تعذر التعرف على هوية الشخص المتوفي والجثة ما زالت في ثلاجة المتوفي وتناشد ادارة المستشفى الجميع مساعدتها في التعرف على ذويها ولم تتمكن ادارة المستشفى من نشر صورة المتوفي لأن المعالم غير واضحة ولا توجد معهااوراق ثبوتية وقد وجدت الجثة ملقاة في أحد شوارع القاهرة المؤدية إلى السفارة الأمريكية وبها أثار خدوش قديمة وأخرى حديثة وقد وجد معها ربطة من العملة الأمريكية وعملات اوروبية. وسيتم اعلان الوفاة رسميا بمجرد اتصال ذويها على ادارة المستشفى.