وجدي الكردي

عن حبيبتي بقول لكم


عن حبيبتي بقول لكم.
بالطبع لن أحكي لكم عنها شيئاً، لا بالحق ولا بالباطل، فلست من زمرة الذين يفتحون أنبوبة (غاز الذكريات) الزوجية ليستنشقه رفاق المساطب و(يتونسون)، ولست في شاعرية أستاذي سعد الدين، وهو يحكي عن العزيزة سعاد: (عن حبيبتي بقول لكم/ ولسه برضي بقولكم/ يلا أفرحوا كلكم)..!
وما بين القوسين قال سعد الدين الكثير عن (الأليفة ندى الشروق)، متكئاً في (ضل ضفائرها ملتقانا) لأن بمقدورها أن (تجيب النجمة وتديكم).. ولكن هل كلنا مثل سعد، نحكي عن الحبيبة بما يسرّها ويحفظها؟!
فما بال بعضنا لا يترك لأهله (حتة تنوم عليها)؟!
والأهل هنا، هي الحبيبة و(أم العيال) وكل مشروعات الوصال التي تحت التشييد والإنشاء من خطيبة أو قريبة أو زميلة أو بت جيران، تملكت عليك قلبك طمعاً في سترة وأمان، لكنك بلسانك (المطلوق)، ملكت سيرتها للأقربين والأبعدين تحت ظلال الأشجار وكرسي الحلاّق وركن الحيطة وعمود النور ومسطبة الدكان و(سجم رمادك).
يعتصرك الألم حين تجلس لبعض الرفاق وهم في سيرة أهلهم (يلوكون)، هذا يروي كيف أنه (أسد على الجماعة، وذاك يهتك أسرار بيته كمن يعزف بسكينة صدئة على أوتار من كمان (عرضه المسفوك).
ما الذي يدفعك عزيزي القارئ، زوجاً كنت أم خطيباً أم حبيباً أم (ليس لك في الشراكات الأنثوية من نصيب)، ما الذي يدفعك بأن (تشيل حس زولتك) على مسمع من (البسوى والما بسوي) وأنت تحكي ما ليس لك به (فعل) أو علم، فقط لتحشر نفسك في زمرة الظرفاء و(الونّاسين) من أصحاب الجحيم؟!
كيف لزوج عتيق قضى مع رفيقة عمره (تأبيدة من العسل) في عش الزوجية ينهل من كؤوس الغرام والمودة، لكنه حين يجمعه (شيطان الونسة) مع الرفاق من عاطلي موهبة (مؤانسة النصف الحلو)، يبدأ في سرد تفاصيل مخجلة من شاكلة:
ـ والله يا جماعة غايتو أنا أمبارح (…)..
ثم يسكب من محتويات ضلاله ما لو سمعته شريكته لغادرت بيتها وبيت أبوها والدنيا..
رحم الله شاعر (الأطلال) إبراهيم ناجي حين قال في حق محبوبه (بدون ما يشيل حسها):
(أين من عيني حبيب ساحر/ فيه عزٌ وجلالٌ وحياء/ واثق الخطوةِ يمشي ملكًـا/ ظالم الحُسنِ شجي الكبرياء/ عبق السحر كأنفاس الرُبى/ ساهر الطرفِ كأحلام المساء).

آخر الحكي – صحيفة حكايات
[email]wagddi@hotmail.com[/email]