كيف غيرت حملة اوباما على الإنترنت مفاهيم السياسة للأبد؟
حيث تساءلت آريانا هوفنغتون، رئيس تحرير صحيفة الهوفنغتون بوست: “هل أصبح باراك أوباما رئيسا بفضل الإنترنت؟ وماذا لو لم تكن هناك أداة اتصالية تسمى الإنترنت استفاد منها أوباما بهذا الشكل الكبير؟ هذا ما قالته أثناء مؤتمر عن التفاعل بين السياسة والإنترنت يوم الجمعة والذي حضره المستشار السياسي جو تريبي، وعمدة سان فرانسيسكو في مدينة سان فرانسيسكو. فقد كانت حملة هاوارد دين الانتخابية في عام 2004 سبقا وتطويرا في مجال الحملات الدعائية الانتخابية حيث استخدمت الإنترنت من أجل جمع مبالغ مالية صغيرة من آلاف الأشخاص. ولكن من خلال استخدام اوباما للإنترنت في حملته الانتخابية، فقد تغيرت الطريقة التي يستخدمها السياسيون من أجل تنظيم المؤيدين والوصول إلى الناخبين والتصدي للهجمات عليهم والتواصل مع الناخبين.
لقد استخدم أوباما الإنترنت من أجل تنظيم مؤيديه بطريقة كانت تحتاج في الماضي جيشا من المتطوعين والمنظمين الذين يتقاضون مرتبات. فقد تغيرت الأدوات المستخدمة من عام 2004 إلى عام 2008. وكسب أوباما اللجنة الحزبية في كل ولاية تهتم بالأمر بفضل استخدام تلك الأدوات حيث كان في استطاعته أن يحرك آلاف الأشخاص للقيام بعملية تنظيم الحملة الانتخابية. كما كان استخدام حملة أوباما لميزة العرض المجاني على اليوتيوب عبر الإنترنت ميزة مكنت المشاهدين من متابعة تلك العروض الخاصة بالحملة الانتخابية لأوباما كما كانوا يرسلونها لأصدقائهم عبر الإنترنت ، وهذه الوسيلة أفضل من المشاهدة عبر التليفزيون والتي قد يقطعها التليفزيون في أي وقت لتقديم البرامج والعروض الأخرى.
إن المادة الإعلامية الرسمية للحملة الانتخابية قد عرضت لمدة 14.5 ساعة مجانية. ولكي تشتري هذه المدة من التليفزيون فإن تكلفتها 47 مليون دولار أميركي. كما أن الإنترنت وفرت ميزة الإبحار والفحص حيث كان في مقدور المواطنين استخدام الإنترنت للبحث عن والاستماع للخطابات السابقة للمرشحين والتي قد تثبت خطأ السياسي وتمنح الناخب فرص اعادة تقييم هذا المرشح أو ذاك، واستخدام الإنترنت أيضا للتأثير على رفاقهم وأصدقائهم وتوجيههم.
إن العرض الفوري المباشر من الممكن أن يأتي بنتيجة عكسية على السياسيين. فمن الممكن أن يتفوه المرشحون بكلمات تؤخذ عليهم بعد ذلك عندما ينشرها الصحفيون، ولكن عبر الإنترنت من الممكن تعديل وإعداد الكلمات والخطابات السياسية بالشكل اللائق. ويتوقع خبراء بأن تلك الوسيلة سوف تؤثر على الطريقة التي سيحكم بها الرئيس الأميركي. كما اقترح بعض الخبراء بأن يقوم أوباما بإعداد موقع على الإنترنت يستطيع من خلاله التحدث مع المواطنين. وقد بدأ بالفعل أوباما في تدشين موقع جديد على الإنترنت يوم الخميس من أجل أن يظل على اتصال بالمواطنين خلال الفترة الانتقالية. فعندما يرفض الكونغرس أجندة أعماله فسوف يمكنه أن يستخدم شبكته الافتراضية للتأثير على المواطنين. وكما انتقل كينيدي من قبل بالانتخابات إلى التليفزيون، فنحن على مشارف ظهور شبكة رئاسية خاصة بالرئاسة عبر الإنترنت.
المصدر :ايلاف [/ALIGN]