منع بيريز من مصافحة العاهل السعودي:الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات يبدأ اليوم في نيويورك
ويشارك في اجتماع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات إضافة إلى العاهل السعودي
الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي جورج بوش، العديد من قادة دول العالم في مختلف القارات.
وتأتي دعوة خادم الحرمين لهذا الاجتماع عالي المستوى وفقاً لإعلان مدريد الذي صدر في ختام المؤتمر العالمي للحوار الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في العاصمة الإسبانية مدريد خلال يوليو الماضي وشارك فيه نخبة من الشخصيات العالمية من أتباع الرسالات الإلهية والثقافات والحضارات يمثلون 54 دولة.
وتوقع المتحدث باسم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة أنريكي بيفز أن يحضر ما لا يقل عن 20 إلى 30 ملكاً ورئيساً ورئيس حكومة الاجتماع الذي ترعاه الجمعية العامة للمنظمة الدولية.
وذكرت صحيفة “الوطن” السعودية أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أبلغ من قبل مسؤولين في الأمم المتحدة ألا يحاول مصافحة العاهل السعودي قبل أو بعد الكلمة التي سيلقيها اليوم في الجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي سيفصل فيها على قادة العالم أفكار مبادرته للحوار والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة.
من جهة أخرى، قال مصدر سعودي إن الاجتماع لا يهدف إلى حل الصراع العربي الإسرائيلي وإنما يتوجه إلى أهداف أكبر بتعزيز التعاون بين أتباع الأديان وجعل الأديان سببا للتعاون والاتفاق بعدما ظلت لمئات السنين سببا للصراعات.
وأضاف المصدر “لاحظنا الاهتمام اليهودي بدعوة الملك التاريخية، وهو اهتمام يساعد في تحقيق أهداف المصالحة التاريخية بين كل الأديان، ولكن المبادرة ليست سياسية”.
وركز المصدر على أن الصراع العربي الإسرائيلي “صراع على الأرض والحقوق وليس صراعا بين المسلمين واليهود، وأننا كنا سنتخذ نفس الموقف ضد من يحتل أرض فلسطين العربية بغض النظر عمن يكون”.
وقال المصدر إن “هذه الرسالة نبلغها باستمرار إلى قيادات الجالية اليهودية في الولايات المتحدة والمهتمة بعملية السلام من أجل تفعيل تيار قوي في الولايات المتحدة يضغط على الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية للقبول بالمبادرة العربية للسلام والتي أعلنها الملك عبدالله عام 2002.
ومن المتوقع أن تحمل كلمة الملك عبد الله نفس مضامين الحوار والتعاون التي جاءت في كلمته بمدريد وقبلها في مكة المكرمة ولكنه في نيويورك سيدعو إلى إعلان تاريخي لنبذ الصراع على أساس الدين، فيما وصفه مستشار مطلع أنه سيكون “إعلانا تاريخيا لنهاية الحروب الدينية وصراع الحضارات يقوم مكانها تعاون بين الناس بغض النظر عن معتقداتهم، ويكون الدين عاملاً للاتفاق وليس للاختلاف”.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون جميع القادة المشاركين في المؤتمر الى مأدبة عشاء، واعرب عن ارتياحه للفرصة المتوفرة للتقريب بين الملك السعودي والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز.
واعتبر لقاء الرئيس الاسرائيلي والملك السعودي والعديد من القادة العرب، امرا فريدا ومشجعا جدا وايجابيا.
وشدد مهتمون بمتابعة الحوار على أن مؤتمر نيويورك يمثل قفزة ديبلوماسية طموحة، ولا يمكن اعتباره نسخة ثانية من “مؤتمر مدريد”، وأكدوا أن التحرك السعودي بهذا الاتجاه يهدف إلى استعادة حيوية دور الدين الإسلامي، والمحافظة على عدم الانزلاق في متاهات لا علاقة لها بالدين، واستعادة الأسس الصحيحة للدعوة إلى الدين، فضلاً عن ترسيخ ثقافة الحوار وما تفضي إليه من مكاسب على صعيد التعاون بين الشعوب والدول.
انتقادات للمؤتمر
شنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين هجوما عنيفا ضد المؤتمر والذي تشارك فيه للمرة الأولى دولة الاحتلال الإسرائيلي، واعتبرته تطبيعاً سياسياً يجسد يهودية “إسرائيل” كدولة.
وقالت الحركة في بيان لها، أنه وفضلاً عن مخاطر التطبيع في هذا المؤتمر، فإن الأخطر هو التحاور مع الكيان الصهيوني ككيان ديني، قائلةً :”إن هذا الحوار يجسد “يهودية الدولة” بالنسبة للاحتلال ويمنحه تفويضاً لما يقوم به من تهويد واستيطان وسرقة للتاريخ، واعتراف بيهودية الكيان القائم على أنقاض جزء عزيز وهام من دار الإسلام وبلاد العرب والمسلمين”.
وأشارت الحركة إلى أن هذا المؤتمر هو جزءٌ من المؤامرة التي حُبكت حلقاتها بخبث شديد، بعد الرفض الصهيوني للمبادرة العربية ثم دعوة رئيس الكيان شيمون بيريز لبدء مفاوضات حولها والموقف العربي الرافض الذي اعتبر المبادرة أساساً للتطبيق وليس التفاوض.
وقال البيان أن هذا المؤتمر جاء تنفيذاً لرغبة بيريز التفاوضية مع العرب بعيداً عن تقديم الكيان لأي استحقاق يذكر في ظل تنفيذ مخططات تزييف تاريخ وهوية الأرض، فضلاً عن عمليات التهويد وحملات التطهير العرقي ومشاريع الاستيطان وبناء الجدار وحصار غزة.
وشددت الحركة على أنه من “غير المقبول إسلامياً وقومياً أن تعقد أية حوارات أو لقاءات مع من يحتل أرضنا ويصادر حقوقنا وينتهك مقدساتنا ويبني دولة على حساب جزءٍ عزيز ومقدس من أرض وتاريخ وحضارة أمتنا”.
من جانبه، حث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الدول العربية والاسلامية المشاركة فى مؤتمر “حوار الاديان”، الذى يبدأ أعماله اليوم الاربعاء فى الامم المتحدة على منع الرئيس الاسرائيلى شيمون بيريز والمدعويين الاسرائيليين “العنصريين و القتلة” من حضوره.
وتوجه نصر الله، الذى كان يتحدث من على شاشة عملاقة مخاطباً أنصار حزبه فى ضاحية بيروت الجنوبية لمناسبة “يوم الشهيد”، “إلى جميع الدول العربية والإسلامية .. أناشدهم أن يعملوا لمنع هؤلاء “الوفد الإسرائيلي” العنصريين” من حضور المؤتمر .
وتساءل نصر الله ” ما صلة بيريز و”وزيرة خارجيته تسيبي” ليفنى بحوار الاديان؟ لماذا لا نضع فيتو على ” حضور ” اسرائيل المؤتمر ؟”
ودعا إلى طرد إسرائيل من المؤتمر و”منع بيريز من أن يصعد إلى المنبر للتحدث عن حوار الأديان فى الوقت الذى تهود فيه القدس”، واصفا إسرائيل بـ” الدولة العنصرية المجرمة”.
المصدر :محيط [/ALIGN]