« باقان » هل وقف مع المسيرية ؟!
هذه المجموعة ذهب من حفدتها في ثمانينيات القرن الماضي إلى التمرد بقيادة ابن قبيلة الدينكا جون قرنق عدد كبير منهم ومن أبرزهم دينق ألور، أما إدوارد لينو فهو ليس من الدينكا أصلاً دعك من فرع النقوك فهو من الفراتيت وقد عمل والده في أبيي، هذه هي علاقته بالمنطقة، والفراتيت قبيلة في عمق الجنوب ومنها الرجل الصالح الولي كما نحسبه ولا نزكيه على الله الشيخ علي تميم فرتاك «حفظه الله» ودينق ألور وإدوارد لينو وغيرهما ممن استوطن أجدادهم أو آباؤهم في أبيي أو أغلبهم، يريدون تبعيتها للجنوب لانتمائهم هم للقبائل الجنوبية وليس لأن المنطقة جنوبية، إضافة إلى حافز إشاعة أن المنطقة غنية بالنفط، وهي إن كان بها نفط فليس بالكميات التي يصورها الإعلام الغربي المتآمر الذي يريد من أبناء النقوك التمسك بتبعية المنطقة للجنوب، وبهذا تتشكل شرارة الصراعات الدامية مع المسيرية أهل الأرض ومستضيفي قبل عشرات السنين مجموعة النقوك الدينكاوية.
لكن المطلوب من دينكا نقوك في أبيي إما أن يستمروا سودانيين ويتركوا الجنوب مثل مجموعات جاءت من غرب وشرق وشمال إفريقيا وأصبحت لاحقاً سودانية وإما أن يركبوا قطار العودة إلى أرض الأجداد. فإن أبيي ليست أرض كل قبيلة الدينكا، فهي في كردفان، وكل المسيرية مناطقهم في كردفان.
لكن لماذا كل هذه المقدمة الطويلة؟! إنها جاءت بمناسبة نشوب خلافات انعكست في الإعلام أمس الأوّل بين باقان أموم، وهو الأمين العام للحركة الشعبية ومن أبناء الشلك، ودينق ألور من دينكا نقوك وهم أصلاً من جزيرة الزراف، وكانت الخلافات حول منطقة «أبيي».. وهي المنطقة الأولى في قائمة ادعاءات تبعيات بعض المناطق السودانية للجنوب بعد انفصاله مثل سماحة و 14 ميل وهجليج، وقطاع الشمال بالحركة الشعبية يفهم «مغزى اللعبة». الخلافات ليست مجرد تصادم وجهات نظر على طاولة نقاش، وإنما وصلت درجة المشادات الكلامية والملاسنات اللاذعة.
يرى ألور أن باقان ليس له اهتمام شخصي بملف ادعاء تبعية أبيي للجنوب، ولذلك طلب منه موقفاً واضحاً من هذا الأمر. وكان باقان قد رفض إثارة الموضوع في مجلس وزراء دولة الجنوب واجتماعات المكتب السياسي للحركة الشعبية «قطاع الجنوب» طبعاً، واجتماعات اللجنة المفاوضة مع الرئيس سلفاكير.. ويقول ألور إن باقان همّش الملف. لكن إذا عدنا إلى باقان هل يريد أن يفعل شيئاً تجاه موضوع أبيي لصالح السودان؟! هل يشعر بأن منطقة أبيي ليست تابعة للجنوب مع أنه أيد احتلال هجليج؟!. أم أن ما أراده باقان لم يدركه ألور «عميان البصيرة» الذي ارتد عن الإسلام وقد كان اسمه أحمد وهو اسم الرسول صلى الله عليه وسلم في الإنجيل غير المحرّف؟! إن باقان ربما يقصد أن ملف أبيي ينبغي أن يُثار على مستوى التدويل وليس علاقات البلدين.
صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا
(إن باقان ربما يقصد أن ملف أبيي ينبغي أن يُثار على مستوى التدويل وليس علاقات البلدين.) هذا الباقان لا تنطوي دواخله على خير أبداً، وهذا الخلاف بينه والمرتد ألور خلاف تمويهي فقط، بل فكرتك الواردة أعلى التعليق صحيحة مائة بالمائة يُريد باقان أن تصل قضية أبيي للتدويل، لذا على المفاوضين السودانيين الحذر الشديد ، ولكن هل ينفع الحذر بعد التوقيعات التي لن تعود على السودان بفائدة بل على الجنوب فوائد أكثر. الله يكضب الشينة هؤلاء لا أمان لهمولكن قدمتوا السبت إن شاء الله تلقوا الأحد.