حوارات ولقاءات

الدكتور تركي محمد صقر السفير السوري بالخرطوم : إسرائيل تمتلك أكثر من «200»رأس نووي كأكبر ترسانة في المنطقة.. ولكن أمريكا ترفض التحدث عنها


topicimg[ALIGN=JUSTIFY]ربما كان من الضروري أن نعرَّف بضيفنا في الجزء الأول من حوارنا معه الذي نشرناه مطلع هذا الأسبوع..
لكننا راينا أن الافكار هي الابلغ في التعبير عن صاحبها.. ثم أردنا للقارئي الكريم أن يتعرف أولاً على هذه الافكار ولاحقاً يتعرف أكثر على الإنسان الذي يحملها.. وهو في الواقع «سفير» فوق العادة لكونه يجمع بين الدبلوماسية والإعلام ويقوم بدور نشط وفاعل في الحياة السياسية والثقافية والأدبية.
وإذا كانت إجابات سعادة السفير السوري في الخرطوم الدكتور تركي محمد صقر على الأسئلة التي طرحناها في الجزء الأول من هذا الحوار قد عبرت عن صدق التوجه القومي والعربي وإيمان سعادة السفير بأهمية العمل العربي المشترك في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي تمر بها المنطقة العربية فإن ما جاء في الحوار من افكار وإنطباعات حول السودان إنما يؤكد من جهة اخرى حرص السفير السوري على تنمية وتعزيز هذه العلاقات والوصول بها إلى الغايات المنشودة التي تجعلها إنموذجاً للعلاقات العربية مما يقوي من اللحمة العربية ويعزز جبهتها العريضة التي آن الآوان كي تأخذ موقعها المرموق على خارط العالم وأن تقوم بأدوار مهمة توازي ما تحظى به من موارد طبيعية وطاقات بشرية وتطلعات مشروعة نحو مستقبل أفضل وأكثر أمناً وإستقراراً وسلاماً.
والدكتور تركي محمد صقر وعبر رحلة مليئة بالإنجازات العلمية والعملية أشعرنا من خلال التحاور معه كم هو مفيد لهذه العلاقات الثنائية خاصة وأن الرجل يقف على أفكار منهجية وموضوعية ووجدت طريقها للنشر عبر العديد من الكتب والمؤلفات والتي من بينها «القانون ووسائل الإعلام» و«حقوق المؤلف بين النظرية والتطبيق» و«عملاق إستيقظ» «الصين في المشهد الدولي الراهن» و«الإعلام العربي وتحديات العولمة» و«حقوق الملكية الفكرية والأدبية» إضافة إلى كتابة إلهام «السودان بين الدهشة والشجن» والذي بث من خلاله مشاعره النبيلة تجاه السودان وتصوراته الإستشرافية التي يمكن أن تدفع تنميته وإستقراره وسلامه إلى الأمام.
وفي الجزء الثاني والأخير من حوارنا مع السفير السوري نستعرض جوانب مهمة من المشهد السياسي العربي والدولي وتحديداً الرؤية السورية من قضية العرب المركزية الأولى أي القضية الفلسطينية والعلاقات السورية اللبنانية وأيضاً السورية الإيرانية إضافة إلى علاقة سوريا بالقاهرة والرياض إلى جانب محاور أخرى تتصل بمجريات الأوضاع السياسية والإقتصادية في المنطقة والعالم وخاصة السودان الذي يتعرض لهجمة خارجة شرسة مثله مثل الشقيقة سوريا التي تسع بشكل حثيث مع السودان للوقوف في وجهها فإلى نص الجزء الثاني من الحوار:

* الإنفتاح الذي شهدته سوريا مؤخراً على دول العالم خاصة الغربي منه ونقصد فرنسا ربما نجح في كسر طوق العزلة الذي تحاول أمريكا فرضه على سوريا.. هل سيكون هذا الإنفتاح خصماً على العلاقات السورية الإيرانية؟
– العلاقات السورية الإيرانية علاقات ثابته وتقوم على الإحترام المتبادل والتعاون في المجالات الإقتصادية والدولية.. ونرى أننا مع إيران في مواقف مشتركة كثيرة ونحن ضد أن يكون هناك عداء على إيران يتم إستقلاله لصالح إسرائيل والغرب فإيران دولة إسلامية ودولة تقف مع القضية الفلسطينية فهي أزالة السفارة الإسرائيلية عندما قامت الثورة الإسلامية ورفعت علم فلسطين في السفارة في طهران.. فهم ليل نهار يدعمون المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني فكيف نقاوم أو نشهر العداء لدولة تقوم بهذه المساعدات للقضية العربية المركزية، ومن ناحية ثانية فان العلاقات مع الاخرين لا تكون على حساب طرف آخر، فهناك دول مستقلة ولها سيادتها وتقيم علاقات مع كل الأطراف حسب مصلحتها العليا وسوريا لمصلحتها العليا أن تكون لها علاقات مع الغرب وعلاقات مع إيران ونحن مع دور أوربي لمساندة القضية الفلسطينية وتحقيق سلام في الشرق الأوسط.. حتى اننا في المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل طلبنا أن يكون هناك دور أوربي في المستقبل وأيضاً حتى الدور الأمريكي مطلوب لكي يستقر الوضع في المنطقة، ومعنى ذلك أن انفتاحنا مع أوربا كبريطانيا وإيطاليا وفرنسا والإتحاد الأوربي كلها علاقات تسير على ما يرام مع سوريا وإنكسر صوت العزلة الذي كان مفروضاً.
* المعروف أن وكالة الطاقة الذرية تتحدث عن المفاعل النووي الإيراني ولا تلفت نظر إسرائيل التي تمتلك السلاح النووي هل أنتم مع حق إيران في إمتلاك سلاح نووي؟
– طبعاً إيران تقول إن الأنشطة النووية التي تقوم بها هي لأمور سلمية وليست لإمتلاك السلاح النووي ولها فتوى من المرشد الأعلى في إيران بتحريم إمتلاك السلاح النووي.. وفي الحقيقة هناك حق شرعي لدول العالم لإمتلاك الطاقة النووية من أجل الأغراض السلمية وحرمان أي دولة من هذا الحق معناه أن هناك إزدواجية في المعايير ولا عدالة دولية.. فنحن مع حق إيران في إمتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية.. ولكن طرحنا بأن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وسوريا طرحت مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو لأن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي، ولكن لم تكن هناك إستجابة بسبب تدخل أمريكا، ونحن نعمل لإخلاء المنطقة من السلاح النووي واسلحة الدمار الشامل خاصة وأن إسرائيل تمتلك أكثر من 200 رأس نووي وهي أكبر ترسانة نووية في المنطقة ولا تحرك وكالة الطاقة الذرية ساكناً ولا تسمح أمريكا لاحد أن يذكر الطاقة النووية الإسرائيلية، فإسرائيل هي التي تشكل إرهاباً نووياً في المنطقة ونحن نستغرب كيف تركز الدول الغربية ووكالة الطاقة لا تأتي بذكر إسرائيل لا من قريب ولا من بعيد مع إن إسرائيل هي التي تشكل خطراً على الدول العربية والإسلامية بإمتلاكها للترسانة الكبيرة من الاسلحة النووية .. ولهذا فإسرائيل عملياً ترهب الأخرين ولا يمكن أن يستقر الأمر في الشرق الأوسط إلا بإزالة الأسلحة النووية من إسرائيل ومن باقي الدول، لأننا نحن بشكل عام نريد أن تكون المنطقة منزوعة السلاح النووي.
* هم يتحدثون ويروجون خاصة إسرائيل بقولهم أن سوريا تمتلك مفاعلاً نووياً، ويطالبون بتفتيش سوريا وهناك الضجة المفتعلة التي حدثت مؤخراً ماذا تقول في بشأن هذا الموضوع؟
– في الحقيقة كل هذه الضجة التي تقوم بها إسرائيل أو أمريكا في المنطقة القصد منها التغطية على مشكلة امتلاك إسرائيل للمفاعل النووي وهذه التغطية معروفة تقوم على أساس القول بأن سوريا تمتلك سلاحاً نووياً من كوريا أو غيرها وثبت أن هذه اكاذيب مثلما كذبوا واحتلوا العراق على أساس وجود أسلحة دمار شامل ثم تبين عكس ذلك تماماً وبالوقائع وحتى من الأمريكيين أنفسهم (كولن باول) مؤخراً اعترف بأنه كذب في مجلس الامن حول وجود أسلحة دمار شامل لدى نظام صدام.. وظهر أن هذا الأمر عارٍ من الصحة تماماً حيث فعودتنا إدارة بوش على الاكاذيب والتضليل وما عاد احد يصدقها.
* البعض يتحدث عن أن سقوط نظام صدام حسين هو مؤشر لسقوط مشروع القومية العربية التي مازالت سوريا كايدلوجيا تعتنقه وتحاول على الاقل أن توجد إمكانية للملمة الشتات العربي إلى مدى أي يمكن أن يتقدم هذا المشروع الى الامام ولايسقط؟
– اعتقد أن القومية العربية مستهدفة والعدوان الذي حدث على العراق حدث لأن العراق كان قوة كبيرة تدعم القومية العربية وتساند وتساعد، فالقومية العربية ليست ايدلوجيا مرفوضة لدى الشعب العربي، بالعكس اعتقد أنه بعد سقوط نظام صدام والضغوط التي تعرضت لها سوريا والسودان والصومال وبعض الدول العربية وغيرها فإن المشاعر القومية العربية أصبحت اقوى من السابق فهناك كفاح ذاتي عن الذات العربية والقومية وعن الذات الإسلامية أيضاً وبرز بعد الحروب الإستباقية التي أقامها بوش والإدارة الأمريكية وهذا أمر طبيعي لأنه لكل فعل رد فعل.. وأنا اعتقد أن المشاعر الشعبية الآن في الوطن العربي تنحو نحو القومية العربية والتمسك بقيم الإسلام والتراث العربي والإسلامي لأن الذي ظهر أن كل البرنامج الأمريكي كان يستهدف العرب والمسلمين وكان يعتبرهم اعداء وكل مسلم وعربي هو إرهابي ولذلك كانت ردة الفعل الكراهية لأمريكا التي صارت طاغية في كل الوطن العربي نتيجة لهذه السياسة، والناس كانت متعلقة فعلاً بالحضارة الأمريكية والتفوق الأمريكي، وحتى نمط المعيشة الأمريكية، ولكن بعد أن اساءت السياسة الأمريكية للشعب الأمريكي والعالمين العربي والأسلامي اصبحت الكراهية تعم كل الناس.
* سوريا نعم ادلت بدلوها المساند للسودان من إتهامات المحكمة الجنائية الدولية للرئيس البشير.. ولكننا هنا نريد توضيحات أكثر في هذاالصدد؟
– سوريا كانت منذ البداية ترفض هذه الإتهامات وأعلنت بشكل وأضح هذا الأمر ولها مواقف معلنة وقد قامت بدور كبير في جامعة الدول العربية بإصدار قرار لإلغاء هذه التهم الباطلة والمسيسة التي قصد منها الضغط على حكومة السودان وتطويعها واركاعها لصالح المخططات المرسومة من الغرب وأمريكا، وسوريا طرحت هذا الموضوع في القمة الرباعية التي إنعقدت في دمشق بحضور ساركوزي الرئيس الفرنسي واردغان رئيس وزراء تركيا وأمير قطر حمد آل ثاني وكانت برئاسة الرئيس بشار الأسد، واصدرت بياناً ندد بهذه الإتهامات كما صدر عنها أيضاً بأن تكون هناك مبادرة عربية بهذا الشأن وفعلاً تحققت هذه المبادرة برعاية قطر وبدأت تتحرك وجاءوا للسودان وانتقلوا لدارفور والتقوا بمعظم الفصائل والآن الباب مفتوح لأن تكون المبادرة العربية الأفريقية مكتملة مع مبادرة أهل السودان وتكمل بعضها البعض وتسير الإمور لإستدعاء كل الأطراف للدوحة لإجراء حوارات والإتفاق على حلول لمشكلة دارفور.
* ما الملموس الذي تقدمه سوريا في الوقت الراهن ليدعم العملية السياسية لحل قضية دارفور ويفك الإختناق الحالي؟
– لا نشك أن سوريا تقف مع السودان في هذا الموضوع بدون تردد وهي تقدم كل ما يطلبه السودان منها سواء في التوسط لدى الدول الاخرى أو التحرك السياسي على الصعيد الخارجي حتى انني أستطيع أن اقول إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم منذ اسابيع قليلة عندما التقى باكامبو ببريطانيا قال له تكلم بادب عندما ذكر اسم الرئيس البشير دون أن يذكر أنه الرئيس بشكل استخفافي فكان الجواب التوبيخ لاوكامبو على هذا التصرف .. وهذا يدل على أن سوريا لا تساوم ولا تتردد في موضوع الوقوف الثابت لجانب الإشقاء في السودان لأننا في الحقيقة نعرف أن هذه إتهامات باطلة ومسيسة ومقصود بها استهداف السودان.
* في ظل هذا الحراك السوري باتجاه لملمة الشان العربي لإيجاد علاقات بينية متوازنة.. نعتقد أن الملف السوري المصري والسوري السعودي تعتريه الحساسيات ومازالت هذه العلائق يسودها التشكك فهل تعتقد أنه بالإمكان معالجة هذا الملف؟
– في الحقيقة تنظر سوريا للشقيقة مصر بأنها قوة كبيرة ورقم لا يمكن تجاوزه في الوطن العربي وأيضاً النظر ذات الشيء للشقيقة السعودية ولكن الذي حصل أنه في مؤتمر القمة الأخير الذي عقد في دمشق لم تحضر السعودية ومصر على مستوى رفيع لهذه القمة رغم أن سوريا حضرت في قمة الرياض بمستوى الرئيس هذا ترك ظلالاً قاتمة على العلاقات بين سوريا ومصر وسوريا والسعودية، وسوريا مفتوحة الصدر والذراعين في علاقات جيدة وتسعى دائماً لتنقية الأجواء العربية وأيضاً العلاقات العربية العربية مهمة جداً وخاصة في وسط هذا الزحام الذي حصل بسبب الأزمة المالية العالمية الأقتصادية العاصفة التي هزت العالم.. فمن الطبيعي أن يعود العرب إلى بيتهم العربي وأن يتضامنوا ويتوحدوا تجاه هذه التحديات التي تستهدف الجميع دون استثناء والخطر الذي هو على الجميع خطر المشروع الأسرائيلي الصهيوني الإمريكي فيجب أن يتفق الجميع على موقف موحد، سوريا قدمت مبادرات باتجاه الشقيقتين السعودية ومصر لكي يتم التصافي والتلاقي، ولكن حتى الآن لم يتم هناك شيء من جانب مصر والسعودية ونحن نأمل في المستقبل تحسين الإجواء معهما وهناك مؤشرات صدرت من وزير الخارجية السعودي لتحسين العلاقات بين بلاده وسوريا وأيضاً بالنسبة لمصر أعتقد أن العلاقات حتى الآن تشوبها بعض الشوائب البسيطة، ولكن العودة سريعة لمصر وهناك دائماً إجتماعات بين وزيري الخارجية السوري والمصري واعتقد في المستقبل القريب ستكون هناك علاقات لا تشوبها شائبة بين سوريا والسعودية ومصر.
* المعروف أن سوريا لها دور في الإستثمار بالسودان والآن بعد إتفاق السلام أتيحت فرص الإستثمار في الشرق والجنوب ودارفور، نريد معرفة حجم الإستثمارات السورية في السودان؟
– بالنسبة لسوريا هناك فعلاً اتفاقات في مجالات عديدة إقتصادية وفي النقل البري والبحري والجوي وهناك إستثمارات على مستوى رجال الأعمال السوريين بالسودان لديهم مصانع حديد وأغذية ومواد بناء وغيرها في مختلف المجالات وهذا ما يشكل علاقات وثيقة بين البلدين.
نحن طبعاً غير راضين حتى الآن عن حجم هذه العلاقات ونريد أن تكون العلاقات الإقتصادية بمستوى العلاقات السياسية وهذا طموح نعمل له هنا في السفارة وسفارة السودان في دمشق ونعمل بشكل متكامل بأن يحدث توازي في العلاقات السياسية والإقتصادية، فحجم التبادلات ليس بالرقم الكبير لكنه تحسن في السنوات الأخيرة وتجاوز ملايين الدولارات.
* رغم متانة العلاقات بين السودان وسوريا لكننا لاحظنا في الفترة الأخيرة بعض التشدد في دخول السودانيين إلى دمشق وخاصة الصحفيين ما تعليقكم على ذلك؟
– نعم حدث إلتباس في بعض المواضيع وتمت المعالجة الفورية، بالنسبة للإخوة السودانيين هناك بعض الإشتراطات للضمانات والكفالات المالية وغيرها لأن بعض الإخوة السودانيين يذهبون دون أن تكون هناك تغطية مالية فتصبح عليهم اعباء العودة، فسوريا تشترط أن تكون هناك كفالات مالية وأيضاً الحكومة السودانية تشترط هذه الاشتراطات. واعتقد أن هذه الاتفاقات ستحل عن طريق إتفاق مشترك قريباً بين وزارتي داخلية البلدين ونحن نعمل لهذا الإتجاه حتى تكون هناك مذكرة تفاهم مشترك بين الطرفين لتحل إمور الإقامات وغيرها.. وسوريا الدولة العربية الوحيدة التي تسمح لكل مواطن عربي أن يدخلها بدون تاشيرة وهذا أمر متاح.. ولكن بعض الأحيان قد تكون هناك أشياء تعالجها سلطات المطارات لبعض الحالات الفردية البسيطة وتحدث بشكل عابر ولكن تعالج في وقتها، بالنسبة للصحافيين فقد حدثت حادثة بسيطة وانا تدخلت شخصياً لحلها وتم الحل بسرعة، والآن الصحفي أصــــبح يذهب لمهامه في سوريا شكل عادي.
* كلمة اخيرة؟
– اوجه التحية لإخواني السودانين الذين اشعر معهم انني بين أهلي في تأدية مهامي هنا ولا اشعر لحظة من اللحظات انني غريب في هذا البلد، وهناك مثل يقول ان من يأتي لمهمة في السودان قد يبكي قبل المجئ، ولكن الحقيقة فأنه يبكي عندما يودع السودان، وأنا اقول انني فرحت عندما جئت السودان وسابكي عندما اغادره، وأتمنى لهذا الشعب التوفيق والنجاح والتغلب على كل التحديات وأنا واثق من قدرته على ذلك وموجودات الثروة في السودان قادرة بأن ترفع السودان إلى الأمام وإلى ارقى المستويات.

صحيفة الوطن[/ALIGN] اجرى الحوار : خالد ساتي / عبد الوهاب موسى