رأي ومقالات

عبد الواحد … ” وحيد ياناس برايا “

[JUSTIFY]موجة من الانشاقاقات ظلت تضرب حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور كان اخرها وصول مجموعة من القادة الي الخرطوم تحت مسمي ” تنظين جبهة دارفور لرد المظالم” قبل ايام بعد اتفاقهم مع الحكومة التي رقعت معهم اتفاقا لا يدري احد علي أي اسس جرت مفاوضاته غير ما قاله رئيس اللجنة المشتركة بين وزارة الدفاع وجهاز الامن والمخابرات الوطني للاتصال بالحركات المسلحة اللواء ركن جمال عمر في مؤتمر صحافي عن توصلهم لفهم مشترك مع المجموعة المنشقة واليت يبلغ قوامها (10) من القادة الميدانيين و(500) فرد وبحوزتهم (16) عربة لاندكروزر .

واللافت ان الخروج النهائي عن الفصيل والاتجاه نحو عملية السلام داخل فصيل عبد الواحد نور اثار العديد من التساؤلات حول مستقبل الحركة لعد ان تصدعت جراء الانشقاقات المتكررة .

عبد الواحد محمد نور المنحدر من قبيلة الفور ولد في عام 1969 بمدينة زالنجي بجنوب دارفور غربي السودان ودرس فيها حتي المرحلة الثانوية والتحق بعدها بكلية الحقوق جامعة الخرطوم ليتخرج في العام 1993م عمل محامياً بمسقط راسه زالنجي لعدة سنوات وهو مؤسس حركة تحرير السودان في 2002م قبل ان تعصف بها الانشقاقات في كل اتجاه واختار الاقامة بباريس منذ التوقيع علي اتفاقية ابوجا سنة 2006م وقاطع جميع مؤتمرات السلام المتعلقة باقليم دارفور، وتذهب بعض المصادر الي ان له تاثيراً علي بعض السودانيين المنحدرين من دارفور والمقيمين بفرنسا والولايات المتحدة فضلا عن تركيزه في خطابه السياسي علي سكان دارفور النازحين بسبب الازمة كما عين رئيساً لحركة تحرير السودان عند تاسيسها سنة 2002م الي ان عقد نده السياسي والامين العام للحركة مني اركو مناوي والعديد من كوادر الحركة الاخري مؤتمراً شهيراً ببلدة حسكنيته نهاية سن 2005م فازاحوه عن قيادة الحركة فاحتفظ بقيادة تنظيم يحمل نفس الاسم ويعتبر نور ان فصيله هو الجناح الاساسي في الحركة.

ولم ينشق مني اركو مناوي فحسب عن حركة عبد الواحد نور وانما تركه رفاقه الواحد تلو الاخر فانشق قائده الميداني احمد عبد الشافي مؤسساً فصيلاً اطلق عليه حركة تحرير السودان الموحدة كما انشقا عنه مجموعة اطلقت علي نفسها حركة تحرير السودان مجموعة (19) بقيادة خميس ابكر وهو من قبيلة المساليت ومن الفصيل الاخير انشق خميس نفسه مشكلاً حركة جيش تحرير السودان وانشق القائد جار النبي مع افراد شكلوا جناحاً اطلق عليه قيادة شمال دارفور.

وقتل العشرات من القادة الميدانيين البارزين بحركة عبد الواحد محمد نور في الاشتباكات الدامية اليت وقعت بينهم في جبل مرة بسبب استمرار الخلافات علي المناصب القيادية وغياب المؤسسية بالفصيل طبقاً للتقارير الاعلامية واندلعت الاشتباكات ايصا في منطقة بولي بجبل مرة وكانت الاعنف من نوعها منذ قيام التمرد اذ فقدت الحركة افضل قادتها اضافة الي وقوع عدد كبير من القتلي والجرحي في صفوفها ومن ضمن القتلي (اسحق كوي قائد العمليات بالفصيل ، زكريا محمد ادم قائد قطاع كاودا ،عبد الرازق ود مندو قائد ثاني قطاع شمال الجبل ، محمد خميس قائد منطقة تبرا وعثمان عمر جمعة قائد الاستخبارات، واحمد اسحق رئيس الشرطة أبو بكر محمد مبارك قائد منطقة روفته) وتزداد الأوضاع سوءاً في صفوف الحركة بسبب انقسام منسوبيها واحتشادهم في مجموعات منحازة ترغب في الانتقام للقادة المقتولين.

كما كشف تقرير نقله المركز السوداني للخدمات الصحفية ان فصيل ” عبد الواحد محمد نور” شهد خلال الفترة الماضية حوادث انتحار وسط قواته وان اغلب القادة والجنود الذين أقدموا علي الانتحار من المعتقلين داخل السجن المسمي (غوانتنامو) القابع بقمة جبل مرة فيما أصيب البعض بادواء نفسية مما دفعهم الي تفجير انفسهم باستعمال القنابل اليدوية أو السلاح وبلغ عدد القادة والأفراد الذين تمت تصفيتهم بفصيل “عبد الواحد محمد نور” (382) شخصاً منذ العام 2007م حتي2012م وتضمن التقرير ذاته ان اهمال عبد الواحد منسوبيه خلف اوضاعا انسانية ونفسية سيئة بين العناصر الاساسية المكونة للفصيل.

تلك الأحداث وغيرها وضعت عبد الله ادم توقو وهو الاسم الذي اختاره عبد الواحد محمد نور ليضعه علي جواز سفره اليوغندي الذي يعتبر الجواز الأجنبي الثاني بعد الجواز البريطاني الذي كان يحمله أمام العديد من العقبات لكن تعدد جنسيات وثائق السفر أتاح لعبد الواحد فتح العديد من المنافذ للخروج من عنق زجاجة الأزمات خصوصاً حيال تلك القضايا التي تتعلق بالنواحي المالية إذ تمكن من فتح ثلاثة حسابات مصرفية بعملات مختلفة بالبنوك اليوغندية والمعروف عنه عراقية في النشاط المصرفي وإنشاء الحسابات حيث يتجاوز عمر حساباته المصرفية الخاصة الثمانية سنوات موزعة ما بين لندن وباريس وتل أبيب ومؤخرا ولأغراض خاصة جداً تم فتح حسابا له في نيروبي ويمكن القول ان عبد الواحد بحسب المعطيات صاحب اكبر حساب بين المجموعة كلها حيث يتجاوز رصيده (المعروف) الـ250 مليون دولار وربما تكون هنالك أرصدة (سرية) بأسماء مستعارة لم يتم الكشف عنها خاصة وان وثائق سبق وان نشرت من قبل أشارت الي وجود أكثر من اسم للمتمرد عبد الواحد محمد نور في أكثر من جواز سفر من جوازاته العديدة التي يتحرك بها منذ سنوات.

واللافت أكثر في شخصية عبد الواحد هو ميله العلني الي إسرائيل والتطبيع معها كما انه لم يتردد في زيارة تل أبيب وافتتاح مكتب لحركته هناك تحت ذريعة استقبال تلك البلاد لمئات من ابناي دارفور الفارين من جحيم الحرب وبحسب أخر الصور الملتقطة للرجل فان العلم الإسرائيلي موضوع أمامه جنباً الي جنب مع علم حركته وهو ما يجعل نور علي ما يبدو مرشحاً لمزيد من العزلة والوحدة في المستقبل المنظور.

عن صحيفة الخرطوم
أكرم ود منال
[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. وده كلوا فوق كم ما تقعد للسلام وتحل المشكله أو بالأصح المشاكل التى فعلتها بسبب التمرد والبحث عن حقوق أهل الغرب الكرماء كما تدعى نعمم السودان صار كلوا مشاكل لأسباب كثيره منها الحروب وسوء التدبير والفساد الأدارى والأزمات العالميه الأقتصاديه والتى لها أثار فعاله على حياة المواطن السودانى كان فى الغرب أو فى الشرق أو فى الشمال والجنوب …
    لهذا لابد من تفعيل سلام وأمان عادل لأهل السودان جميعاً…
    حان الوقت لكى نعمر هذا الوطن الكريم وأن يعيش المواطن فى أمن وأمان ورخاء ….ولا كلامى غلط …