تحقيقات وتقارير

المؤتمر السادس للحزب الشيوعي .. سجالات (فوق) ظاهر الأرض

محمد مختار حسن الخطيب سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي السوداني خلفاً للعتيق محمد إبراهيم نقد، ربما كان العنوان الأبرز لأغلب صحف الخرطوم في منتصف العام الفائت.. عنصر الدهشة مبعثه كون “الخطيب” لم يكن اسماً لامعاً داخل أورقة الحزب الذي عانى كثيراً خلال الأربعين عاماً التي مضت، إلا أن الحزب عدّ الأمر في حكم العادية، وقال وقتها إن اختيار “الخطيب” كمسؤول سياسي أول اكتمل بعد عملية انتخابية نادرة شهدها اجتماع اللجنة المركزية، وإنه اكتمل وفق أصول العملية الانتخابية المعروفة بعد أن كوّن الحزب لجنة ثلاثية من غير المرشحين لانتخاب سكرتير عام جديد من بين عدد من القيادات التي ترشحت للمنصب، لتجري اللجنة الثلاثية عملية انتخابية أسفرت عن فوز “الخطيب” بديلاً للراحل “نقد” إلى حين انعقاد المؤتمر العام.
في شهر (يناير) الماضي انتهت الفترة الممنوحة من اللجنة المركزية لقيادة “الخطيب” للحزب، وتدور حركة محمومة داخل أورقة الحزب للتحضير للمؤتمر الخامس، ويجري العمل على قدم وساق داخل اللجان التي أنجز بعضها عمله، حسب ما أبلغ (المجهر) أمس الأستاذ “يوسف حسين” الناطق باسم الحزب، مؤكداً أنهم باقون على عقد المؤتمر السادس كجزء من التحول الديمقراطي.
التصريح باكتمال أركان العملية الديمقراطية داخل الحزب الشيوعي، لم يمنع بعض الأصوات المتململة داخله من إطلاق بعض أصوات الشفقة من سيطرة القيادات (التاريخية) التي أصطلح على تسميتها بـ(الديناصورات) على قيادة الحزب، الذي يسعى إلى تأكيد دوره الطليعي في القضايا المصيرية من جهة، والمحافظة على الخيط الرفيع الذي يبقيه داخل حلبة الصراع السياسي السوداني بصوت مسموع.
ثمة أصوات مراقبة للحزب لم تكتم خشيتها مما سمّته سيطرة العقليات القديمة على عضوية اللجنة المركزية خلال المؤتمر القادم بقولها إن الحزب لن يجازف بإدخال عناصر شابة داخل لجنته المركزية، وبالتالي الصعود إلى سكرتارية الحزب. وأشار المراقبون إلى أن (التكلس) وسيطرة ديناصورات الحزب ستكون الأعلى صوتاً، وحتى “الشفيع الخضر” الذي تتجه صوبه الترشيحات بقوة أوضح المراقبون أنه يقرب من تلك العقليات، مستشهدين بمقال كتبه عبر الصحف السيارة بعنوان (من الماركسية إلى الحقيقية)، أورد فيه كثيراً مما سماها بـ(الآراء المتكلسة) وغير المواكبة، وهو الأمر الذي نفاه “حسين” في حديثه لـ(المجهر) بقوله إنهم لا يهدفون إلى إحلال قيادات شابة محل القيادات القديمة بقدر ما يهتمون بعملية تجديد القيادة، ذاهباً إلى أبعد من ذلك بقوله: (نحن حزب ثوري مقاتل ومصارع يريد أن يعمل على تغيير المجتمع، وبهذا لا نقول إن هناك شباباً يحتل القيادة لأنه حسب نظرية بناء الحزب الثوري لن يكون هذا صحيحاً)، مؤكداً أن الصحيح هو التجديد في القيادة، بحيث إن من يحل محل الكاريزمات في القيادة تكون لديه تجربة نضالية ممتدة وتاريخ ورصيد في العمل الثوري وعمل المناطق، مؤكداً أن التجربة ستظل متواصلة من جيل إلى آخر حتى يحافظ الحزب على وضعيته الثورية وروحه القتالية.
{ “الشفيع” مكان “الخطيب”.. رهان في غير محله
ربما أن كثيراً من التكهنات والتسريبات المهتمة بالحزب الشيوعي ذهبت إلى التأكيد على علو كعب د. “الشفيع خضر” لخلافة “الخطيب” على سكرتارية الحزب، بيد أن مراقبين أبلغوا (المجهر) أن ثمة مطلوبات واشتراطات لا تتوافر في “خضر” كونه يفتقر إلى المجهود النظري، بالإضافة إلى عدم قدرته على التغيير، كما أن “يوسف حسين” ذهب إلى نفي تلك التسريبات بكلمات قاطعة وقوية مؤكداً أن الحزب لا يسند داخل أروقته أي نوع من هذا الاتجاه، لأنه يخل بالبناء الداخلي للحزب، حسب قوله، ومضى قائلاً: نحن في الحزب نستند إلى المبادئ الديمقراطية، ويتم اختيار السكرتير من داخل اللجنة المركزية التي تأتي عبر المؤتمر العام. ونوه إلى أن الترشيحات لا تأتي خبط عشواء، وإنما تكون مكتملة الأركان وباشتراطات محددة مثل قياد المرشح للمناطق، وموقفه من التعذيب، بالإضافة إلى عدة مطلوبات منها موقفه في القضايا المعاصرة التي تهم العالم ككل. وزاد: كذلك يجب أن يكون هناك تمثيل للعمال والقوى المهمشة والمرأة، حتى يكون حزباً حقيقياً يمثل القوى الاجتماعية للثورة في السودان، مضيفاً إن المؤتمر العام أيضاً له الحق في أن يرشح من يراه مناسباً بحيثيات كاملة وليس خبط عشواء، ثم تجرى الانتخابات بعد ذلك.
{ تغيير الاسم.. قضية قديمة متجددة
جدل واسع انتظم الحزب الشيوعي وأصدقاءه خلال الفترة التي سبقت قيام المؤتمر الخامس حول تغيير الاسم، لارتباطه بمحاذير دينية واجتماعية، وحول كونه قادراً على استيعاب معظم القوى اليسارية والاشتراكية، إلا أن هذا الجدل انتهى بعد أن أثير لأكثر من عشر سنوات وتم التأكيد على اسم (الحزب الشيوعي السوداني) والاستناد إلى الماركسية، وهو الأمر الذي زاد عليه “حسين” بتوضيحه أن المؤتمر أجاز الدستور حول هذا الموضوع، إلا أنه لم يشأ إغلاق الباب تماماً بتأكيده أن (عقولهم مفتوحة لكل الأطروحات) حسب قوله، مبيناً أن ما دار من حوار سيكون لمصلحة الأغلبية، وتابع: سننفتح على كل المدارس والاتجاهات، وعلى التراث الثوري السوداني، مؤكداً: لسنا منغلقين، بل عقولنا مفتوحة لكل المدارس.
{ غياب الكاريزما
رغم أن الحزب الشيوعي السوداني ضم أسماء لامعة في العمل ضد الأنظمة التي يعتقد أنها دكتاتورية في معظم مؤتمراته السابقة، إلا أن المؤتمر هذا العام يشهد غياباً ملحوظاً لتلك القيادات التي تتصف بـ(الكاريزما) و(القيادة) مثل “عبد الخالق محجوب” و”الشفيع أحمد الشيخ” و”جوزيف قرنق” الذين نُصبت لهم المشانق بعد انقلاب “هاشم العطا”، ومن ثم رحيل آخرين مثل “محمد إبراهيم نقد” و”فاروق كدودة” و”فاروق زكريا” وغيرهم.. ورغم الانتقادات التي تطال الحزب في عدم قدرته على التماهي مع القضايا الملحة ووضع رأي قاطع حولها، إلا أن الحزب يمضي في الترتيب لمؤتمره السادس وهو يضع نصب عينيه حزمة قضايا يرى أنها مهمة في محافظته على كونه حزباً طليعياً ثورياً، إلا أن “يوسف حسين” ذهب إلى التأكيد أن غياب تلك القيادات أمر مؤثر، وقال: بالتأكيد غياب الكاريزمات والقيادات التاريخية يؤثر إذا كان على مستوى الحزب الشيوعي السوداني أو على مستوى الحركة الشيوعية عموماً. مضيفاً: فعلاً هناك شخصيات كاريزمية لعبت دوراً كبيراً جداً مثل “ماركس” و”لينين”، وقيادات أخرى في مختلف أنحاء العالم، ونحن في السودان فقدنا بالاستشهاد والإعدام والرحيل عدداً كبيراً جداً من القيادات، إلا أن عملية تجديد القيادات تتم حسب البناء الثوري للحزب.

تقرير- محمد إبراهيم الحاج
صحيفة المجهر السياسي

‫2 تعليقات

  1. [SIZE=4]ده حزب مات و غنايو فات
    و تحول ألى شلة عملاء و أرزقية سفارات يعرضون أنفسهم لمن يدفع لهم
    ألا ترون المدعو عرمان كثير السفر إلى امريكا زعيمة الرأسمالية نقيضة الأشتراكية التى (كانوا) يدعون لها
    ديمقراطية قال !![/SIZE]

  2. يا اهل الحزب كلمة شيوعى دى لازم تتغير وحكاية الماركسية دى من هيجلز ده فكره الحادى معروف لمصلحة السودان واهل السودان غيرو الاسم وما فى داعى للتعنت الذى يصب فى خانة الديكتاتورية يا اشتراكيين .