تحقيقات وتقارير

تحالف «بلا إمام» يطل في الأفق .. المعارضة في أضعف حالاتها و«لحس الكوع» مفردة العام ..


[JUSTIFY]أثار الهجوم الناري للإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي على تحالف قوى الاجماع الوطني، ونعته لبعض الأحزاب بالطرور في المؤتمر الصحفي الشهير الذي طالب خلاله المعارضة بتشكيل هيكلة فاعلة برئاسة محايدة، ووجوب التفريق بين الصندل والطرور، أثار حفيظة بعض الأحزاب بالرغم من أن المهدي عاد وأشار الى أنه لا يسعى للإساءة لأحد، واعتبر أن الامر جاء في إطار التقييم، وقصد منه تنبيه الإعلام للتفريق بين الأحزاب التي لها رؤى وأفكار وحضور فاعل وتقوم بعقد مؤتمراتها، وبين آخر خامل لا أفكار له ويعتمد على اسماء وعناوين فقط، وأرجع المهدي غضب وانفعال بعض القوى من هذا الحديث الى (أن كل زول شاف الطاقية القدرو ولبسها)، ولكن يبدو أن مفردات المهدي الساخرة قد القت به في اتون مواجهة حامية الوطيس مع تحالف المعارضة، مما دفع هيئتها لتشكيل لجنة لمحاسبته غيرأنه تمترس في موقفه بعدم الاعتذار وللمهدي عبارات ومفردات عديدة اشتهر بها في معاركه سواء مع الأحزاب أو الحكومة منها (الفي رأسه ريشة والقنبور) وآخرها (الطرور).. ولكن ظهر جلياً أن عبارة الطرور قد أتت خصماً على المهدي، وربما تعصف بوحدة المعارضة، ويصبح التحالف بلا (إمام)، ورغم ذكاء المهدي واكتفائه بالإشارة الى ضرورة التفريق بين الأحزاب ومراهنته على فطنة جمهور الأحزاب لمعرفة من يقصد بالطرور تحديداً الى أن حزب البعث سارع بالمطالبة داخل التحالف بتجميد عضوية حزب الأمة داخل المعارضة بسبب ذلك التصريح الموجع من الإمام، ومن هنا نجد أن تصريح المهدي قد غير مسار وخارطة التحالف، وربما نشهد في الفترة القادمة التحالف(بلا إمام) كما ذكرنا سابقاً.

واعتبر جمال رستم المحلل السياسي خلال حديثه لآخرلحظة أن المفردات التي تطلق من أفواه السياسيين تأتي من باب التنافس الحزبي، واستعراض العضلات، وفي داخلها رسائل موجهة لبعض الجهات.. لكنه أشار الى أهمية التوقيت واللغة كعوامل حاسمة لإصابة الهدف باعتبار أن الخطابة السياسية فن يجب الإلمام بناصيته، وإلا سيطيش سهمه، وقد يلقى بصاحبه الى جهنم أو يفعل فعل السحر ويضع حزبه أو جمهوره في مقدمة الساحة السياسية.. موضحاً أن التصريح نفسه يتم وزنه حسب الشخصية ومقامها داخل الحزب أو الحكومة، منوهاً الى أن بعض التصريحات تأتي من باب رفع الروح المعنوية والاستهلاك الإعلامي فقط، ولا تأثير لها على الواقع السياسي، ونوه رستم الى أن التصريح الذي ينتهي بانتهاء الحدث مجرد ضجيج إعلامي لا يؤثر إيجاباً على الواقع السياسي السوداني، وقطع بأن أقوى التصريحات النارية خلال العام كانت للدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية خلال هجومه على الأحزاب المعارضة، وتحديه لها بأن تلحس كوعها قبل إسقاط النظام، لافتاً النظر الى أن المفردة أثارت ضجة إعلامية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي والثقافي ووسط قواعد القوى السياسية المعارضة، ووجدت امتعاضاً ورفضاً تاماً من قبل كل تلك الكيانات لما لها من القوة والفعالية في الساحة السياسية وحضورها في مشهد المعارضة في أضعف حالاتها بجانب الدارجية الموقلة في الكلمة وقوة المفردة الحرة، ووقعها على الأذن

بيد أن بروفيسور عبده مختار كانت له وجهة نظر مختلفة في قضية تحديد مسار التصريحات السياسية في السودان، وقياس قوتها وفعاليتها، وأثرها على الرأي العام.. وأكد مختار أن القضية تحتاج الى دراسة دقيقة بالأرقام وتحليل كمي ونوعي لاستخلاص اي المفردات كان لها الوقع القوي على الوضع السياسي العام..

وقال عبده قد نندهش إذا اسقطنا المؤشرات على الواقع السياسي الراهن، فسنخرج بتناقضات..

فالمؤتمر الوطني حزب له جماهير وحضور وحزب حاكم، لكن نجد أن الخطاب السياسي لبعض قياداته ليس بالمستوى المطلوب، وبعض الشخصيات التي تظهر في المنابر الإعلامية يجب أن تغلف خطابها السياسي وتنقه من الشوائب للارتقاء بالذوق السياسي العام للبلد، ويجب على حزب كبير كالوطني أن يكون له ناطق رسمي بجانب النأي عن الملاسنات الخارجة عن الذوق العام.

تقرير / بكري خضر
صحيفة آخر لحظة[/JUSTIFY]