تحقيقات وتقارير

هل يدفع السائحون غازي نحو الرئاسة ؟!!

[JUSTIFY]في أواخر العام الماضي «2012م» برز إلى السطح ما عُرفت بمبادرة مجموعة السائحون والتي تنادي بضرورة الإصلاح في الحركة الإسلامية التي أصبحت بحسب قولهم بدون أسنان في الوقت الذي ازدادت فيه شكيمة الأطراف المناوئة لها وتمايزت الصفوف التي قاربت من أن تقضي على إرث الحركة والجماعة الإسلامية في غفلة وخاصة حزبها السياسي المتحدث باسمها المؤتمر الوطني، ودفع هؤلاء الشباب بمذكرتهم لكل أطراف الحركة في المؤتمر الوطني وقيادة الحركة للتدخل الفوري وإبعاد شبح ابتلاع الحركة بعد أن غمض بريقها مما فسره بعض النافذين في الوطني بأنه تحريض للانقلاب ضد السلطة والحركة في آن واحد.. واتهم في ذلك قيادات لها وزنها يقودها الدكتور غازي صلاح الدين الشخصية الأقرب لتطلعات «السائحون» بالحركة الإسلامية بمختلف تياراتها الوطني والشعبي. ومن وقتها صارت لغازي مواقف داعمة علناً لتيار الإصلاح بل إنه لم يخفِ ذلك حتى قبل انطلاق مبادرة السائحون التي يقف خلفها بحسب المقربون منه ومن بعض قيادات الوطني التي ترى فيه الخليفة والمنقذ للحركة الإسلامية في ظل عدم الإجماع على شخصية الأمين العام ووريث العرش إنابة عن طه وقتها. وقد حدثت بعض المستجدات إبان انعقاد مؤتمر الحركة الشهير بالخرطوم جعلت صوت السائحين يعلو شيئاً فشيئاً وأصبح غازي شخصية إطارية التفت حولها هذه الجماعة بكل آمالهم وأحلامهم لجمع وحدة الصف الإسلامي..

فيما ارتفعت موجة المطالب وسط الثائرين وأصبح هدفهم تصحيح نهج الحكم بإعادة الخريطة لرقعة الدبابين وزعيمهم ود إبراهيم صاحب المحاولة الشهيرة. وكشفت التحريات وقتها أن غازي الذي اتُّهم بضلوعه في هذه المحاولة لم يكن مشاركاً فأخلي سبيله لجهة أن البينة التي تثبت تورطه في الأمر غير كافية بالرغم من أن كل المتابعين أشاروا إلى مكانة غازي وسط المتهمين بالمحاولة الانقلابية ولم يخفِ هو قربه منهم وفقًا للاتصالات الكثيرة والمقابلات التي ظل يجريها على الدوام معهم بغية الوصول لنقاط معينة يمكن أن تكون باعثًا أفضل للتجديد في الحركة، كما أنه كان قد قرر عدم الترشح لمنصب الأمين العام للحركة لقناعته بأن المقعد يصبح بلا قيمة بعد اتخاذ المؤتمر قرارًا بتفويض قيادة تنسيقية له. في الأثناء انحاز إلى غازي مجموعات كبيرة من شباب الحركة الإسلامية وسارعت ست مجموعات لإعلان رفضها الشديد لمخرجات المؤتمر والتعديلات التي أُدخلت على الدستور وأكدت أنها ستواصل المطالبة بالإصلاح وإقصاء المفسدين من التنظيم. كل هذه المخرجات أعطت غازي مكانة عميقة وسط هؤلاء الشباب الذين يرون فيه القائد الذي يملك «عصا موسى» لتحرير الحركة الإسلامية من هجعتها السرمدية. ومع تصاعد إعلان البشير رغبته في عدم الترشح لدورة قادمة لرئاسة الجمهورية وسط دوائر الحزب الحاكم أعلن الدكتور غازي أن أمر خلافة البشير محسوم تماماً بالدستور ولا لبس فيه حيث حدد فترة الرئيس بدورتين فقط ما لم يعدل الدستور القائم مشترطاً الدستور كضامن لاستقرار النظام وفي ذات الأثناء أعلن غازي تأييده الكامل للمجموعات الإصلاحية الشبابية كالسائحون أو أي شخصيات أو أفراد بالحزب، وردد أنه مع الشباب تماماً ويدعمهم بقوة لتولي المناصب لوطنيتهم»، الشيء الذي يفسره البعض بأن غازي يقوم بدور نشط لتقديم نفسه عبر هذه الشريحة ذات الأثر الفعَّال في إحداث الفوارق، ويريد بذلك دعمهم لخوض انتخابات الرئيس القادمة كقائد من قيادات الوطني ومرجع من رموز الحركة الإسلامية المجددين.

ولكن المتتبع لمسيرة غازي منذ إعلان اختيار الأمين العام للحركة الإسلامية كل نشاطاته تؤكد أنه مغاضب على الأوضاع داخل حزبه والحركة مما جعله يأخذ هذا الركن القصي، ولما كانت مكانة الرئيس محفوفة بكل هذه المخالطات داخل الوطني وجد غازي أن الفرصة أتته في طبق سهل المنال وبقربه من شريحة الدبابين يمكنه أن ينال جانبهم وبالتالي يمكنه ذلك من أن يكون مرشح الحركة الإسلامية الأوفر حظوظاً خاصة أن البشير قد أبان عدم رغبته في خوضها مرة أخرى وسط مخالطات قانونية تمنعه من ذلك إن هو أراد الشيء الذي تمسك به غازي وأكده عبر تصريحاته التي أحدثت جلبة لم ينطفئ أوارها بعد. ومن الأشياء المحفزة لذلك تفشي الفساد وسط الحكومة التي يقودها الإسلاميون يقابلها الاستنكار الشديد وسط شباب السائحون لهذا الفساد وإعلان غازي وجوب محاربة المفسدين الشيء الذي يجعل غازي قريباً من شباب الإسلاميين. كما أن حديث غازي الأيام الماضية ظل دائمًا يلامس هوى هؤلاء الشباب فيما يختص بفساد الحكومة وأن مكافحته لا تحتاج إلى قوانين جديدة بل إن النظام فاقد للإرادة السياسية لتطبيق كامل الموجود من القوانين وطعنه في أهلية البرلمان ونجاعته في التعامل مع القضايا التي تهم الوطن من تشريع وخلافه. د.غازي أعلن تأييده التام لكل ما أُثير من حلقات لجمع الصف الوطني راميًا بكل اللوم على الحكومة في عدم جديتها في ذلك بل إنها ظلت تطلق الشعارات فقط وأنه قد طالبها بضرورة إتباع القول بالعمل بتهيئة المناخ للحوار أيضًا دعوته لإطلاق الحريات بإطلاق سراح بعض الصحف المحتجزة بقوله إن إجراء خارج الدستور يجب إصلاحه وتصحيحه، كل ذلك كان بمثابة تقديم ذاته للوسط الشبابي ليكون خليفة للبشير من خلال الانتخابات التي يرى هو أن البشير لا يحق له خوضها مرة أخرى، وهذا ما فسره بقوله إن جلوسه مع المجموعات الشبابية الإصلاحية كـ«السائحون« وغيرهم أقنعه كثيراً بمقدراتهم مضيفًا «إنني مع الشباب تماماً، وذلك لأن لهم إرادة عالية والتزامًا وطنيًا فضلاً عن أنهم مؤهلون لتولي الأمور» مما يفسر بحسب المتابعين آن آمال غازي مبنية على موقف السائحون الذين لا يجدون بداً هم أيضاً من دعمه في الوقت الذي لامست فيه آمال العتباني تطلعات هذه الشريحة المهمة والتي من المؤمل أن تقوم بدفع الأخير للرئاسة في خطوة محسوب توقعاتها من خلال راهن الحركة والوطني وسباق الرئاسة المحفوف بالمخاطر لجماعة الإسلاميين وشبابهم الثائر. فهل سيكسب ابن صلاح الدين رهان الجولة بكسب ود السائحون ودعوة تحقيق أحلامهم أم أن للأقدار قولاً مختلفًا ومغايرًا ؟؟.

صحيفة الإنتباهة
عبد الله عبد الرحيم[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. تصحيح نهج الحكم بعد اكثر من 23 سنة, انتو فاكرين نفسكم خالدين فيها!!!!!!

  2. ازتياد شعبية غازى نابعة من اعتراضة على كثير من القضايا وكيفية ادارتها على الريئس البشير تسليم السلطة للجبش فى ظل الظروف الامنية المعقدة التى تمر بها البلاد فهو الحل المناسب فى هذة الوقت للان كل القوة السياسية لا تملك المقدرة للحكم البلاد