بيانات ووثائق

نص خطاب السيد رئيس الجمهورية أمام الهيئة التشريعية القومية لدورة الإنعقاد السابعة


[JUSTIFY]بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وصلي الله على خير خلقه محمد ، وعلى اله الطيبين الطاهرين ، وصحبه الكرام البررة أجمعين .

الأخ الكريم رئيس الهيئة التشريعية القومية
الأخوات الفضليات ، الاخوة الأعزاء أعضاء الهيئة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييكم وانتم تستهلّون أعمال هذه الدورة البرلمانية بعد ست دورات من العطاءِ المتّصل ، في أمور التشريع والرّقابة والتوجيه ، في تكاملٍ للأدوار بين أجهزة الحكم وإدارة الدولة .
إننا اذ نقدّم في هذه الجلسة الافتتاحية خطاب الحكومة ، والذي يتضمن ملخصاً لأدائها خلال العام المنصرم ، فإننا نترقب الوقوف على رأيكم ، دعماً لمواطن القوة وتقويماً ومعالجة لأي من مواضع الضعف والقصور.

وإن لنا في الانعقاد الدوري ، ومخاطبتكم عند أبريل من كل عام، فرصةٌ للوقوف والتأمل في ما تم إنجازه خلال عام مضى ، وانه لمن موجبات الحمد والشكر لله العلي القدير ، إننا تمكَنا من انحاز الكثير مما التزمنا به ، وذلك ضمن توازنٍ دقيق ، ملاءمةً بين المطلوبات وبين الذي تيسّر، في مرحلة بالغةِ الصعوبة ، تعاظمت فيها التحديات . وقد استطعنا بتوفيق من الله الكريم ـ التكيف مع الظروف المُستجدّة ، و مغالبة التحديات ، بالصبرِ الجميل الذي تحمله معنا المواطنون الأوفياء ، صبراً على جميع المشاق والمصاعب والتكاليف ، وأذى الأعادي ، فبالصبر عبرنا عاتيات الأمواج ، وباليقين وقوة الإرادة تجاوزنا العقبات .

الأخوات والإخوة الكرام :
لقد حققت الحكومة مكاسب كبيرة، بسعيها المستمر لاستكمال البنيات الأساسية، في مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني، وإرساء الأسس الضرورية لتنمية شاملة، وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار، وتوفير الأموال اللازمة لتقديم الخدمات التي يتوقعها المواطنون، والسعي نحو تحسين حياتهم وتقوية التماسك والترابط بين أبناء الوطن ، ولقد ظلت ثقتنا في الله واسعة نجسدها بكثرة الاستغفار والإنابة إلى الله والتوكل عليه وحده، فهو سبحانه الرزاق ذو القوة المتين ، تكفل برزق العباد وكأيّن من دابة إلا على الله رزقها.
إنها سانحةٌ جيدةٌُُُ أن نتعرف على ما فعلنا، ونتبين نتيجة الجهود والعمل.

كان العام 2012 هو العام الأول من الخطة الخمسية الثانية (2012ـ 2016) وقد انصب جهدنا فيه على ترسيخ النجاحات والإنجازات، فمن خلال اجتماعات متواصلة ومنتظمة لمجلس الوزراء ونشاط دائب للحكومة داخلياً وخارجياَ، تحققت نجاحاتٌ مقدرة، سياسية وأمنية واقتصادية، ونلخصها على النحو التالي:

أولاً : في مجال الحكم والإدارة :

(أ‌) أجرينا إعادة الهيكلة والإصلاحات التي أعلناها منتصف العام المنصرم .
(ب‌) واصلنا الحوار مع حكومة دولة جنوب السودان لتنفيذ اتفاق التعاون المشترك الذي وقعناه في أديس أبابا سبتمبر 2012 وافضى ذلك إلى المصفوفة التي تم التوقيع عليها في 12 مارس 2013م ، وقد ظل سعينا راسخاَ بأهمية الحدود الآمنة، ووقف الاعتداءات التى أضرت بالعلاقة بين البلدين في الماضي ، وضرورة التزام الأطراف بما تم الاتفاق عليه حتى تتحقق علاقات طبيعية يستفيد منها الشعبان في البلدين ، وتنطلق العلاقات إلى آفاقٍ أرحب . من ناحية أخرى أفضت المفاوضات مع الفصيل الميداني لحركة العدل والمساواة، إلي توقيع بروتوكول تدخل به الحركة إلى صف الداعمين للعملية السلمية على أساس وثيقة الدوحة وخلال الأيام القليلة القادمة سوف يلتئم مؤتمر للمانحين بالدوحة تحت رعاية دولة قطر التي ننتهز السانحة لنحييها أميرا وحكومة ودولة بذلت وأنفقت الكثير ليسود الاستقرار وتُستعاد التنمية لدار فور. ومن جهة أخرى فإنّ سعياً جاداً يُتّخذ لاستئناف الحوار حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بما يمكِّن للوصول إلى حلول مرضية تُكمل حلقات الأمن والاستقرار كافة.

(ج‌) وفي سبيل المحافظة على الأمن القومي السوداني فإن القوات المسلحة مستمرة في مهامها الدفاعية ، وفي تطوير وتحديث قدراتها وتجهيزاتها ، مستفيدةٌ من التقدم العلمي الذي يتوفر لها عبر معاهدها واكاديمياتها وكلياتها العسكرية التي توسعت في الاستيعاب ومضاعفة أعداد المنسوبين للقوات كما تم إنشاء عدد من القواعد الجوية والمهابط في مختلف الاتجاهات الاستراتيجية بأنحاء السودان. كما حافظ جهاز الأمن والمخابرات الوطني على حماية الثغور وتوفير المعلومات وتحليلها ونجح في كشف ومتابعة المخططات التي هدفت الى تقويض الأمن والسلام الاجتماعي.

وشهدت البلاد خلال العام الماضي استقراراً ملحوظاَ في الوضع الأمني، وانخفاضاً في معدلات الجريمة متراجعة بنسبة 9,7% من العام الذي سبق ، ونجحت شرطة الدفاع المدني ببسالة في إخماد الحريق الذي سببته الغارة الإسرائيلية المجرمة التي استهدفت تدمير مجمع اليرموك . كما توجهت جهود السجل المدني الى الولايات بعد رفع معدلات التسجيل بولاية الخرطوم “إلى ما يزيد عن الـ 65%”.
(د‌) ولإحكام منظومة حراسة أمننا القومي، وحماية المصالح العليا للبلاد، وجلب منافع لها، فقد التزمنا في إدارتنا لعلاقاتنا الخارجية بسياسة معتدلة ومتوازنة قوامها الحوار والسعي لإرساء السلام والعدل وكل القواسم المشتركة التي تجمعنا بالأسرة الإنسانية العريضة. مع مدافعة الضغوط ومحاولات التدخل في شئوننا الداخلية. وقد كان أبرز ما حققناه في هذا الصدد النجاح في تجاوز مساعي تدويل القضايا العالقة مع جنوب السودان باستخدام عصا العقوبات الدولية، حيث تمكنا من إبقاء الملف في الإطار الإفريقي وكثفنا الجهود لتعزيز التفهم الإفريقي لمواقفنا، وتقوية العلاقات مع الدول الإفريقية كافة، خاصة دول جوارنا المباشر. كما أثمرت جهودنا في مواصلة الحوار مع الدول الأوربية اختراقات ملموسة، عبرت عنها المؤتمرات الاقتصادية لدعم السودان في عواصم أوربية مؤثرة. كذلك حافظنا على متانة علاقاتنا الأخوية مع الدول العربية والإسلامية، ودعمنا الشراكات الناجحة مع أصدقائنا في القارة الآسيوية وشرق أوربا وأمريكا الجنوبية.

(ه‌) صادق السودان على عدد مقدّر من الاتفاقيات الدولية والإقليمية مثل الميثاق العربي لحقوق الإنسان والاتفاقية العربية لنقل نزلاء المؤسسات العقابية ، كما شاركنا في العديد من المؤتمرات القانونية الدولية،وتمت صياغة 31 مشروع قانون متنوعة، وجرت مواءمة دساتير بعض الولايات وأُنشأت نيابات لمكافحة الإرهاب والمخدرات والتهريب عبر الحدود، وأعدنا تشكيل لجنة فحص إقرارات الذمّة للدستوريين في سبيل تحقيق الشفافية. كما اعدنا تشكيل المحكمة الدستورية ، وقد نجحت الجهود التي بذلها خبراء القانون في منابر حقوق الإنسان ودحضت افتراءات وتجنيات المحكمة الجنائية الدولية وعدم قانونيتها وبعدها عن العدالة الدولية .

(و‌) وعلى صعيد تدعيم هياكل الحكم اللامركزي تم إنشاء ولايتي شرق ووسط دار فور ، وخصصت لها الموارد المالية للتسيير والتنمية، كما أصدرنا المراسيم المنظمة للسلطة الإقليمية في دار فور بهياكلها المتعددة ، وجرى أفتتاح عدد مقدر من المنشآت والمرافق الخدمية في عددٍ من الولايات .

(ز‌) وبشأن التزامنا السابق بإعادة ولاية غرب كردفان فإننا نجدد الالتزام بإعادتها حال انتهاء المشاورات وأعمال اللجان المختصة بذلك، لضمان تحقيق أعلى درجات التوافق السياسي والاجتماعي، ولتكون إضافة للتنمية والاستقرار والتوافق المجتمعي، وسيكتمل كل ذلك قبل نهاية يونيو من هذا العام.

(ح‌) إعلاميا ولقناعتنا بأن الإعلام شريك حيوي أتحنا للأجهزة الإعلامية المختلفة مجالاً واسعاً وفضاءا عالياً لزيادة مساحات البث الإذاعي والتلفازي فزادت إذاعات الإف إم وتنافست وظهرت قنوات فضائية جديدة وزاد عدد الصحف ولم يتم الحجر على أي من الأقلام الناقدة إلا من استغل الحرية للهدم والفوضوية وتجاوز الخطوط الحمراء .

ثانياً : على صعيد التنمية الاقتصادية :

(ط‌) رغم الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة لم يتوقف النشاط التنموي في المجالات الاستراتيجية التي هدفها زيادة الإنتاج ورفع الإنتاجية. وقد شهد العام الماضي اكتمال ثلاث مشروعات تنموية كبرى، تعلية خزان الروصيرص بتكلفة بلغت أربعمائة مليون دولار، وافتتاح مصنع سكر النيل الأبيض بطاقة تصميمية لإنتاج 450 ألف طن في السنة، وافتتاح مصفاة الذهب المتميزة، وتم تمويل مشروعات تنمية قومية وولائية لولايات دارفور بما يفوق 389 مليون دولار منها مبلغ 800 مليون جنيه لصندوق سلطة دار فور الإقليمية، ورغم الإفرازات السالبة التي نجمت عن انفصال الجنوب نجحت الإدارة الاقتصادية بانتهاج وسائل إيرادات ذاتية خالصة في الإيفاء بالتزامات الحكومة الاتحادية والولائية وتوفير المواد البترولية والقمح وكذا تحقيق وفرة في سلعة السكر. كما حافظ الاقتصاد السوداني على معدل نمو موجب في الناتج المحلي الإجمالي بنهاية العام 2011م بلغ 1,4% وسيتضاعف معدل النمو بالسياسة المتبعة من ال 1,4 إلى 3,6% بنسبة زيادة 157% ، وقد أدهش أداء الاقتصاد السوداني كثير من المحللين الاقتصاديين الذين كانوا يتوقعون انهياراً افتصادياً بعد انفصال الجنوب. وقد تحقق الأداء الإيجابي للاقتصاد نتيجة تضافر مجموعة من العوامل أهمها تنفيذ سياسة كلية في إطار برامج الإصلاح الاقتصادي (البرنامج الثلاثي لاستدامة النمو) والتي أقرتها أجهزة الدولة، حيث تم اتخاذ العديد من السياسات والإجراءات في المجال المالي والنقدي والقطاع الخارجي والإنتاجي لإمصاص الأثر السالب للصعوبات الاقتصادية التي مرت بنا .

(ي‌) وبشأن المعادن والمستخرج من ذهب السودان، فقد تم استكشاف وتخطيط 178 مربعاً لإنتاج المعادن منها 138 لإنتاج الذهب، وتُباشِر 91 شركة عملها في مختلف المعادن وصلت فيها 13 شركة مرحلة إنتاج الذهب وتم تحديد الاحتياطي المتوقع بها من الذهب ب “940 طن” ومُنحت شركات روسية وصينية مساحة إجمالية 769 كيلومتراً بهدف إعادة دراسة مخزونها من الاحتياطي المعدني بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات مع شركات من جنوب إفريقيا وبريطانيا، وتم وضع الأسس والتدابير الخاصة بالسلامة والمحافظة على البيئة والعلاقات التنسيقية مع مواقع التعدين. وقد بلغت عائدات التعدين التقليدي خلال العام 2012 مبلغاً قدره 2,2 مليار دولار.

(ك‌) بلغت نسبة النمو في الإنتاج الزراعي خلال العام 5.7% مقارنة بالعام الذي سبق وذلك بفضل الله وتحسن معدلات الأمطار ثم الجهود التي تم بذلها ضمن برنامج النهضة الزراعية، وبذلك النمو تسهم الزراعة بحوالي 34.8% في الناتج المحلي الإجمالي وتحقق الاكتفاء الذاتي من الذرة وفق مؤشر ميزان الحبوب، ويتوفر فائض للتصدير حيث بلغ إنتاج الحبوب من الذرة والدخن 5 مليون وسبعمائة ألف طن، ومن الفول السوداني مليون وخمسمائة ألف طن، ومن السمسم خمسمائة ألف طن .

(ل‌) طرح السودان مبادرة للأمن الغذائي العربي في قمة الرياض الاقتصادية وجدت التأييد والقبول وسيحقق إنفاذها قيمة هائلة في الاقتصاد السوداني . في القطاعات الإنتاجية والخدمية المختلفة

(م‌) تم انجاز تعلية خزان الروصيرص برفع سعته من 3 مليار مكعب الى 7.4 مليار متر مكعب ليرتفع التوليد المائي الى 1800 قيقا واط / الساعة وتم تنفيذ برنامج تأهيل مشروع الرهد الزراعي بنسبة 82% والقاش بنسبة 93% ومشروعات موارد مائية أخرى بحلفا وكساب والدالي .

(ن‌) تتم رفع الطاقة الكهربائية بنسبة زيادة 11.4 % من 8.455 قيقا واط / ساعة عام 2011 إلى 9.420 قيقا واط/ساعة عام 2012 وتم توصيل الكهرباء لـلعديد من المشروعات الزراعية النيلية.

(ت‌) وبشأن النفط فقد تواصل الأداء خلال العام الماضي وفق الغايات الإستراتيجية، ونجحت وزارة النفط بكوادرها الوطنية العاملة في توفير إمداد مستقر لكل احتياجات السودان من المشتقات البترولية بل استطاعت أن تصدر مئتي ألف طن متري من منتج البنزين للخارج بعد تغطية حاجة الاستهلاك المحلي، وقد أفشل شبابنا الحي واليقظ في مجال النفط وفي القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى المخطط الذي رمى إلى إضعاف السودان بذلك العدوان الآثم على هجليج في اليوم التالي لمخاطبتي لهيئتكم في التاسع من أبريل الماضي . وتم استعادة الضخ في زمن قياسي نال الاستحسان من أهل السودان والتكريم من قيادة الدولة. وقد تم إدخال حقل حديدة بمعدل إنتاج يومي 10 ألف برميل، وحقل برصايا بمعدل إنتاج يومي 6 ألف برميل، وارتفع متوسط معدل الإنتاج اليومي من مربعات 2 و 4 و6 من 99 ألف برميل في أبريل 2012 إلى 130 ألف برميل في مارس 2013 ، ويجري العمل في تنفيذ مشروعين لزيادة وتعزيز نسبة استخلاص الخام من الآبار، وتمت اتفاقيات ومذكرات تفاهم لعدد عشرة مربعات جديدة تشترك فيها سبعون شركة عالمية، كما تم إضافة أربعة حقول جديدة للخارطة النفطية في السودان، وأحدثت وزارة النفط تطويراً وتعديلات في اتفاقيات البترول زادت فيها نسبة السودنة وقسمة الإنتاج .

(ص) نفذت الحكومة مشروعات هدفت لترقية الإنتاج الحيواني أدت الى زيادة الصادرات من الماشية السودانية بلغت 3.6 مليون رأس عادت على البلاد بنقد أجنبي بلغ 427 مليون دولار ويجري حالياً تنفيذ تحسين نسل ماعز وأبقار اللحم بالسودان ، وتم تشكيل مجلس حلال السوداني لتوفير مطلوبات السوق الإسلامي العالمي من اللحوم والمتوقع منه زيادة صادر السودان من سلعة اللحوم .

(ع ) في مجال الصناعة فقد افتتحنا مصنع سكر النيل الأبيض بطاقة إنتاجية عالية . وقد بدأ الموسم الجديد لإنتاج زيوت الطعام من الحبوب الزيتية المحلية وسيصل السودان مرحلة الإكتفاء الذاتي بنهاية هذا العام 2013م بإذن الله. وتم الاكتفاء الذاتي من 111 صنفاً دوائياً أنتجته مصانع الدواء التي زادت أعدادها بالسودان، وتم الفراغ من خطة لضمان توفير حاجة البلاد من الأدوية المنقذة للحياة استيراداً وتصنيعاً .

(ف‌) ظل الاستثمار يشغل حيزاً مقدراً في اهتمامات الدولة التي بذلت جهداً كبيراً لتذليل عقباته جذباً للمزيد من الاستثمار للعام 2013، ويشكل قانون الاستثمار الجديد المطروح عليكم خطوة متقدمة في هذا الصدد .

(س‌) ولأهمية قطاع النقل والطرق والجسور في دفع مسيرة التنمية فقد تواصلت عمليات تنفيذ قطاعات واسعة من الطرق بنسب مختلفة وفي مناحي مختلفة من دار فور وجنوب كردفان وشرق السودان، وبُذِلت جهودٌ مقدرة للنهوض بالسكة حديد تأهيلاً وتطويراً .
(ظ‌) وبجهد مشترك بين الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات زاد الإقبال على السياحة البحرية بولاية البحر الأحمر والآثار بالشمالية . وقد بلغ عدد السياح الذين زاروا السودان خلال العام نحواً من 575 ألف سائح أضافوا نسبة ذات اعتبار للناتج الإجمالي. ومعلوم أن نجاح السياحة في أي بلد يُعد مؤشراً على الاستقرار، وقد تواصلت جهود جمع التراث الشعبي القومي بغرض حفظه وتوظيفه لخدمة المجتمع.
وفي المجال الثالث – أيها الأخوة والأخوات – والذي يعني بالتنمية الاجتماعية والثقافية فقد بلغت الموارد المخصصة للضمان الإجتماعي (3.1) مليار جنيه بمساهمة من ديوان الزكاة، وصندوقي المعاشات والتأمين الاجتماعي وصندوق التأمين الصحي ، بنسبة 37% من جملة السكان . وزادت حصيلة الزكاة إلى 655 مليون جنيه واستفادت 2 مليون وستمائة ألف أسرة . وكفالة اليتامى في 53 ألف أسرة وكفالة 150 ألف طالب وطالبة، وقد أولينا اهتماماً خاصاً بالتكوين الأسري وذلك بالتوسع في مشروعات الزواج الجماعي.

وواصلت الحكومة اهتمامها المتصاعد بقطاعي التعليم والصحة ركيزتين أساسيتين في التنمية البشرية فبلغت مدارس الأساس أكثر من 16 ألف مدرسة تدرس أكثر من 5 مليون تلميذ وتلميذة وارتفع عدد المدارس الثانوية نحواً من 4 ألف مدرسة يدرس بها 750 ألف طالب وطالبة ، وشهد العام الدراسي تعيين أكثر من 15 ألف معلماً ومعلمة للمرحلتين بولايات السودان المختلفة، وفي مجال التعليم العالي فقد شارف عدد الطلاب المقبولين بمؤسسات التعليم العالي بلوغ العدد المخطط له وهو 150 ألف طالب، إذ قارب العدد 140 ألف طالب، وتم استيعاب نحو 24 ألف خريج من مختلف التخصصات في مجالات التعليم والصحة والزراعة والثروة الحيوانية.

وفي مجال الصحة أثمرت الجهود تطوراً مضطراً للخدمات الصحية وتحسناً واضحاً في الوضع الصحي للسكان وفي الخدمات التشخيصية والعلاجية ونشر الخدمات في أطراف المدن والريف. وشهد العام إنشاء وتأهيل 39 مستشفى و390 مركزاً صحياً لولايات السودان المختلفة . وشمل الإنفاق العلاج المجاني للحالات الحرجة بالحوادث وعمليات غسيل الكلى وعلاج السرطانات . كما بُذل جهدٌ مقدر في توفير مستوى مناسب من الرعاية الأولية وذلك في سبيل خفض معدلات الوفاة والإصابة بالأمراض . وعلى صعيد الاهتمام بالبيئة والغابات فقد تم تشجير مساحات واسعة داخل وخارج الغابات المحجوزة ضمن مشروع إستراتيجي لزراعة 17 مليون فدان بالغابات لتعويض الفاقد من الغابات جراء انفصال الجنوب والهدف رفع مساحة الغطاء الغابي من 11,6 إلى 20% من المساحة الكلية للبلاد .
الأخوة والأخوات

اهتمت الحكومة بقطاع الشباب ورعايتهم روحياً وفكرياً ومهنياً وبدنياً من خلال برامج قومية بمشاركة فاعلة من الشباب والجهات ذات الصلة، ورعت الدولة جهوداً أهلية تم فيها تنظيم 11 بطولة قومية واستضاف السودان 41 فعالية رياضية، وشاركت الفرق القومية في 24 منافسة خارجية للرياضة أحرز السودان نتائج طيبة في مناشط ألعاب القوى والتنس والفروسية والكراتيه ، ونأمل أن يهتم أهل كرة القدم للنهوض بها من الخسارات المتتالية بما يعيد البسمة والتفاؤل لجماهيرها العريضة .

إخوتي وأخواتي الكرام

لقد شهدت بلادنا خلال الفترة الماضية نشاطات عديدة نحو البناء الفكري والعقدي للأمة انتظمت الجامعات ومجامع البحوث والدراسات والوزارات دارت فيها نقاشات حول تنزيل أحكام وأصول الفقه والشريعة على السياسات والقضايا اليومية للمواطن والدولة، كما نشطت حركة بناء المساجد، وتأهيل الأئمة والدعاة، وتم تكثيف البرامج في الفضائيات والإذاعات لبسط الفقه الميسر الذي يعين على إشاعة روح التسامح والتعايش الذي يهدف إلى زيادة مساحة التدين في مجتمعنا، والحفاظ على القيم النبيلة، ونحمد الله تعالى إننا في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة حولنا موجاتٍ من التطرف والإقتتال باسم الدين ظل السودان يحتفظ بسماحته واعتداله، إنني هنا أدعو العلماء والقيادات الدينية والأهلية لتعزيز روح التدين السمح ونبذ العنف والغلو .

الأخوات والإخوة الكرام

لم يكن هذا هو كل جهد الأمة السودانية المثابرة خلال العام ، فهناك الكثير من الإنجازات التي تحققت ، بتوفيق من الله وفضله ، تجدون تفاصيلها في بيانات الإخوة الوزراء التي سيقدمونها أمام هيئتكم الموقرة .

الأخ رئيس الهيئة التشريعية القومية

إخوتي وأخواتي أعضاء الهيئة

نحن إذ نقدم هذه المخاطبة ندرك أنّ الشعب السوداني كله يتطلع للمرحلة القادمة التي ابتدرناها بالدعوة إلى حوارٍ جامع يؤكد القواسم المشتركة الرابطة بين أبناء الوطن، ويقدم المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى، ويسهم في تحقيق معالجة كلية للقضايا ترضي عامة أهل السودان، وتحفظ أمنه واستقراره، ويمهد الطريق للتوافق والتراضي حول دستور جديد للبلاد .

وقد جاءت استجابة القوى السياسية لمبادرتنا تلك، استجابة موجبة ومشجعة، مؤكدةً ان أبناء الوطن دائماً يلبون نداء الوطن، مثل ما تبدّى من شعورٍ وطنيٍ رفيع، وقت العدوان على هجليج واليرموك. ونؤكد أننا سنمضي في الاتصالات مع القوى السياسية والاجتماعية كافة، دون عزلٍ أو استثناء لأحد، بما في ذلك المجموعات التي تحمل السلاح، وقد كفلنا مناخ الحريات وتأمين حرية التعبير للأفراد والجماعات،وتأكيداً لذلك فإننا نعلن قرارنا بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، ونجدد التزامنا بتهيئة المناخ لكافة القوى السياسية التي أدعوها إلى إعلان استعدادها للحوار الجاد والتفاهم حول الآليات التي تنظم ذلك الحوار. الشكر مبذول للقوى التي سارعت نحو الحوار الذي نريده حواراً للجميع، فالسودان وطن يسع الجميع، بثقافته وتنوعه وتاريخه ومستقبله .

وختاماً أجدد لكم التحية والتقدير. وندعو الله أن يسدد الخطى ويبارك المسعى .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سونا[/JUSTIFY]