رأي ومقالات

أم وضاح : حاكو حاكو!

[JUSTIFY]حكى لي واحد من صغار رجال الأعمال سناً ورأس مالاً.. حكي لي معاناته الشديدة مع «الحاكو الحاكو» في البزنس «والحاكو حاكو» هذه ليست أورنيكاً جديداً عامل زي «أورنيك 15» البشبه المنشار طالع ماكل نازل ماكل، ولا هو قانون ضريبي جديد يقاسم أصحاب الأعمال الحرة اللقمة، لكن «الحاكو حاكو» هو سرقة الأفكار والمشاريع واستنساخها بي «ضبانتها».. وحكى لي كيف أنه أقدم على الدخول في استثمار لمحل آيسكريم وشهر شهرين أصبح للمحل رواده وزبائنه، وفي الشهر الثالث عينك ما حاتشوف إلا النور- على حد تعبيره- وأربعة محلات آيسكريم بقدرة قادر تحتل الشارع ذات اليمين وذات اليسار، وطبعاً قل الطلب على محله، وتوزع الزبائن هنا وهناك، وأضطر لقفل المحل، لأن الإيراد ما عاد كما هو في السابق، وواصل صاحبنا قصته وقال لي شفت لي حِلة ما فيها محل للتجميل أو ما يسمى بالكوافير وحولت نشاطي من آيسكريم لمحل تجميل، وبالفعل بدأ المحل في اكتساب سمعة طيبة، وبعد شهرين بس التصق به محل كوفير آخر، وكأنه كان ينتظر أحداً أن يبدأ الفكرة ليتلقفها جاهزة.. وبالمناسبة «الحاكو حاكو» دي حتى على مستوى البرامج التلفزيونية موجودة، يعني تعمل فكرة جديدة وبإخراج جديد إلا «وينشلها» أحدهم مع تغير طفيف في الاسم وحبة رتوش لتبدو الخارطة البرامجية لكل الفضائيات بذات الشكل والمضمون.. لكن «الحاكو حاكو» على مستوى ثقيل يكلف الدولة والخزانة العامة «شي وشويات» كما يفعل والي الجزيرة ووالي كسلا، يستحق أن تقول إنها محاكاة وتقليد في غير مكانه، ووالي الجزيرة الذي يبدو أن مشاكل ولايته في الكهرباء والمياه والمواصلات والصحة و.. و.. و.. قد حُلت ولم يتبقَ إلا أن تبذر الولاية بقية ميزانيتها في فضائية تبث «واللا سيبها مدني وأجي أقعد حداك» نعم نحن مع الثقافة والابداع والفن حيثما يفترض أن يفسح له مجال وبراح، لكن كضاب البقول إن الثقافة قبل الخبز، والثقافة قبل الصحة، والثقافة قبل الكهرباء، والثقافة قبل ضروريات كثيرة يحتاجها مواطن الولاية الغلبان، وبعض القرى سمعت إنه ما فيها طاحونة لطحن الدقيق، وبعضها مازال يستعمل «المحراكة» لطحن دقيق الكسرة! أما والي كسلا الذي يبدو أن الحراك السياحي في ولاية البحر الأحمر قد حرك أشجانه، أو أن منظر الوالي إيلا وهو يجلس مبسوط (24) قيراط كما هارون الرشيد في زمانه، وأمامه المغنون والمغنيات قد جعله يسعى لذات المشهد، رغم أن الكواليس مختلفة، «وإيلا» أسس وأصل للسياحة ببنياتها التحتية من كورنيش رائع، وفنادق يؤمها السائحون، ومدينة لا تقل جمالاً عن العواصم العربية.. أما كسلا فأهلها أدرى بشعابها، وهي التي تفتقر لأهم أساسيات السياحة من فنادق ومسارح وبيوت للفنون.. أما توتيل والقاش والتاكا فديل «حقين» رب العالمين، يعني لا فلاحة ولا شطارة حكومة، لذا كنت أتوقع أن يهتم والي كسلا ببنيات السياحة التحتية التي تجعل السائح ينجذب للمدينة الرائعة، فيرفد خزانتها بالجنيه والدولار- وأيش يعني مهرجانات يغني فيها كمال ترباس ويلقي فيه الحلنقي شعراً- وتعود ريمه لعادتها القديمة، ومواطن كسلا بذات الهموم وذات القضايا!.

أعتقد أن ما ينقصنا بالفعل هو المبادرة في طرح الآراء الجديدة وتنفيذ المبتكر.. أما التقليد دون حسبان للمعطيات والظروف الخاصة بكل ولاية، وكل مواطن فهذا هو «الحاكو حاكو» ذاتو وما عندي ليه اسم ثاني.

كلمة عزيزة:

ما عارفه ليه فجأة كده قامت عليّ الجيوب الأنفية ومسكتني «كاروشة» في الدماغ بعد الحريق المفاجئ في مكاتب الحسابات بوزارة الاستثمار، عقب حديث الدكتور مصطفى إسماعيل عن محاسبات ناجزة لأي موظف يثبت تورطه في عملية فساد داخل الوزارة !! سؤالي برئ جداً وربما تكون الجيوب الأنفية والكاروشا بسبب دخان الملفات ليس إلا!.

كلمة أعز:

الحوار بين القوى السياسية يحتاج إلى إرادة ونقاء ضمير- وجلسة عرب- كما نقول خالية من الضغائن والمكتسبات الشخصية والحزبية، أعتقد أن الرئيس ونائبه رميا «بياضهما» وفي انتظار استجابة الأخوة في جبهة المعارضة!.

أم وضاح
صحيفة آخر لحظة[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. يا ام وضاح انا بكرهك ما عارف ليه رغم انى ما بعرفك لكن بكرهك جدا وبكره كتاباتك ومواضيعك فارغه- جيوب انفيه وكاروشه؟؟؟؟ والله ثقافه برضو

  2. سلام عليكم
    ثلاثة أخطاء فظيعة في هذا المقال تكشف مستوى صحافة السودان وهي:
    1 – (سرقة الأفكار والمشاريع واستنساخها)… طبيعة السوق أن يقلد التجار بعضهم وهذا يصنع التنافس والفرة ووالرخاء… أما الحرام فعلا هو سرقة لمجهود نفسه ماديا وليس فكرة.
    2 – (نعم نحن مع الثقافة والابداع والفن حيثما يفترض أن يفسح له مجال وبراح)… لو كان الغناء والطرب هو الثقافة والإبداع والفن حقيقة، لكان العالم أوسخ ما يكون.
    3 – (كما هارون الرشيد في زمانه، وأمامه المغنون والمغنيات)..ثالثة الأثافي!!! من أخبرك أن هارون الرشيد كان هكذا؟

  3. ام وضاح لك التحية والسلام
    بعض الاحيان هناك حاكو حاكو حميد ومرغوب بالذات في موضوع بتاع الايسكريم والذي يسمى في الاقتصاد بالمنافسة التامة او الكاملة perfect competion حيث يكون البقاء للافضل والاقوى وهذا من صالح المواطنين حيث السعر الاقل والجودة العالية للمنتج وهذا النوع من المنافسة نقيض الاحتكار والذي لا يترك للمشتري اي حرية لاختيار المنتج من حيث السعر والجودة
    مع خالص احترامي لك