رأي ومقالات

عبير زين : جرائِم الشرف العلمي!

ناقوسُ الخطرِ يدُقُ داخلَ أسوارِ جامعاتِنا السودانيةُ ويُنذِرُ بشؤمٍ قريبٍ بعد أنْ طفتْ على سطحِها ظاهرةُ خطيرةُ جِداً آخذةٌ في النموِ واللإنتشارِ بِخُبثٍ تامٍ، جرائمُ تُرتكبُ على أحدثِ مستوىً تتساوى مع جرائِمِ الرشوةِ و إختلاساتِ المالِ العام إنْ لمْ تكُنْ أنْكى! هو نوعُ مِن التِجارةِ الغيرِ مشروعةٍ و ضربُ مِن الدِعارةِ لبيعِ الشرفِ العِلمي تتمُ تحتَ أستارِ الإشرافِ العِلمي مُغلفةً بالقانونية و مُدعومةً بالإجراءاتِ السليمةِ التي لا تشِفُ ما تحتها مِن تِجارةٍ وأسواقٍ ومزاداتٍ سِريةٍ، هو أُسلوبُ مُبتكرُ لجني المالَ تحتَ مِظلة الجامعاتِ حيثُ يأتى أثرياءُ الخليجِ ليشتروعُصارةَ العقولِ ومجهودِ السنواتِ بِحفنةِ رِيالاتْ أو بعضُ الرشاوى التي تتمثلُ في هدايا ثمينة أو تكاليف عُمرة أو حجة أو تأشيرة سفر وتذاكر وإعاشة لرحلة إلى بلدٍ ما، يأتونَ إلى جامِعاتِنا طامعينَ في حَمْلِ إسمها بنيلِ درجاتِ الدكتوراه والماجستير ولأنهم لا يملكونَ الوقتَ ولا الأساسَ الذى يؤهلهمْ لحملِ تِلكَ الدرجاتِ الثقيلةِ على كاهِلِهِم فإنهمْ لا يتورعونَ عن دفعِ المالْ وتقديم التسهيلات ثمناً لمُشرفين يقومونَ عنهمْ بكل العبئ من بحثِ و مُناقشة فيجنون ثِمار ما لم يزرعونْ.

تباً للمالَ الذي يُغري البشرَ ببيعِ الغالي بحِفنةِ نقودٍ! وتباً لطمعِ النفوسِ التي لا تكتفي بِما لديها مِن نِعمٍ بلْ تسعى للإستحواذِ على كُلِ المآثرَ فلم يعُدْ يكتفي بعضُ البشرِ بالثراءِ بلْ يسعوونَ لنيلِ العِلمِ ويدفعونَ لهُ ثمناً بخساً مِن أموالِهِم التى لا تأكُلها النارُ

أنْ يكونَ هُنالكَ تزويرُ وفبركةُ في الشهادات فهذا أمرُ شاعَ وإنتشرَ وأصبحَ الكثيرُ مِنْ حملةِ شِهاداتِ (الزورِ) يتصدرونَ واجهةَ مُجتمعنا ويشغلونَ أهمَّ الوظائفَ اللامعةِ ويُشارُ إليهِم بالبنانِ وماهُم إلا مُجردَ فُقاعةٍ خاويةٍ مِن العِلم، فكُل من هبّ ودب يحملُ شهادات عُليا مِن جامعات معروفة وغير معروفة دون أن يُعرف لها ولادة شرعية أو نسبُ شريفُ، و كذلك فإن البعضَ يقومُ بسرقة البحوثِ ومُستخلصاتها سواءً عنْ طريقِ نسخها مِن مواقعِ الإنترنتِ أو إقتباسها مِن البحوث المُدرجة في المكتباتِ الجامعيةِ والعامة و هذا أمرُ ليس بالجديد بلُ هو مُتعارف عليه فى كُل الجامعات ويتمُ التعاملُ معه بحسمٍ و مُعالجة إفرازاتِهِ بموضوعية، ولكنَ الأمرَ الأكثرُ خطورةً والذى يستشري كالورمِ الخبيثِ دونَ أنْ نُحسُ بِه هو أنْ يُسّخِرَ بعضُ رُموز العِلم بالجامعات، المخولين بكونهم مُشرفين على رسائل الدكتوراه والماجستير مجهودهم العقلي والذهني ويستثمرونه ببيعه لأثرياء الخليج، فهذا عينُ الدمار لأسماء جامعاتنا اللامع في فضاءات العِلم.

إذا لم تُحسم هذه الظاهرةُ الخطيرةُ فسيأتي يومُ نفقدُ فيه العِلمَ والصيتَ … والشرفَ! و لنْ تنقضي بِضعُ سنواتٍ حتى تنتشرُ تِلك السُمعة السيئة كالرائحةُ النتنة وتقضي على ما تبقى مِنْ حُطامٍ لجامعاتنا الكُبرى فيصبحُ مِنْ الصعبِ الوثوقِ في شِهاداتها ودرجاتها العِلمية، لذا فقد وجب التقصي والتحقق مِن البحوث العِلميةِ التى يُجريها الوافدون العرب في الجامعات السودانية العريقة والتأكد بأنهم يستحقون تِلك الدرجات قبل منحِهم إياها، فجامِعاتنا لها تاريخُ غيرُ قابلٍ للعرض فى سوق النِخاسة العلمية إذ لم يتبق إلا شعرةُ لتقصم ظهر بعير سُمعتِها حتى بتُ أخشى من أن أسمع قريباً عن تأجير وبيع بالتقسيط المُريح للبحوث و الدرجات العِلمية مِن جامعاتنا السودانية.

همسات- عبير زين
[email]abeer.zain@hotmail.com[/email]

‫4 تعليقات

  1. التعليم هو الخط الفاصل بين الدكتاتورية والحرية او كما قال الكاتب الانجليزي الشهير برناند شو اعتقلني اعمل ما شئت لكن دع المنهج التعليمي كما هو لا تلمس الكتاب اذا كان هذا حقا يحصل بجامعات بلادنا ليس علي الدنيا السلام فقط ولا الرماد كال حماد انما هو بيت عويل ونواح وهذا هو الدرك الاسفل للسودان

  2. شكرا استازه عبير موصوع موفق لان هزه الشهادات قد تاثر في مصداقيه الموظف السوداني عالميا واقليميا0 كل من كسب مالا من وظيفه من شهاده مزوزه فهزا المال حرام

  3. SALAM DEAR ABEER,
    IT IS NOT ONLY FROM THR PEOPLE COMING FROM GULF COUNTRIES BUT UNFORTUNATELY FROM INSIDE SUDAN STRATING FROM SUDANESE STUDENTS FOR B.SC AND MASTER &PH.DEGREES !!! I KONW SO MANY SUDANESE GETTING A LOT OF MONEY AGAINST SUCH VERY DIRTY WORKS.
    RGDS AND ALL THE BEST
    ABU MAZIN

  4. شكرا الاخت عبير على اللفته والتنبيه لهذا الموضوع الهام ويجب على المسؤلين ان يكونوا مواكبين حتى يستطيع الواحد يطلع على مثل هذا الخبر ( الخطر) حتى لاسمعة جامعاتنا بسبب عديمى الضمير والطامعين فى حفنة المال من الذين يشترون جهد الاخرين ولكن انا اتفق معك فى ان هذا فساد ويمكن ان نسمى بعضة رشوة ولا لكن اختلف معك فيما ذهبتى الى تسميتة بالدعارة ولا ارى هذا اللفظ له علاقة بهذا الموضوع وشكرا !!!