رأي ومقالات

السودان وبوتقة الوحدة المنشودة للشمال

خير ما أبدا به قول الله تعالى في منزل التحكيم (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) بالطبع الكل منا متتبع لما يدور حولنا من حراك سياسي محموم نحو تهيئة مناخ مبادرة للمصالحة ما هو مصير بلادنا بعد أن أعلن فخامة رئيس الجمهورية ومن تحت قبة البرلمان عن الحزمة الجديدة من القرارات التاريخية الجديدة والمتضمنة ضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات عبر مبادرة جامعة للمصالحة الوطنية العليا في بوتقة واحدة هي أسمها السودان بالمعني المقصود والمعلوم من الوحدة والتآخي والتجانس والتواد ونبذ الخلافات الجهوية والفكرية والسياسية . وأنني من مناصري الاعتصام بحبل الله المتين وان يكون هدفنا الخروج بالسودان من النفق الذي وضعنا فيه بالصورة المزرية والتي لم ولن يسبقنا اليها غيرنا من دول العالم باستمرار الحروب تلو الحروب والتشرذم والتناحر والتمترس في خندق الحرب و ألا الحرب وما أصبح فيه الحال من أوضاع يعجز القلم عن سردها إبادة واغتصاب وخطف وتفلت أمني وتدني أخلاقي وانحطاط وشرذمة سياسية وجهوية مفادها في النهاية من لم يوافقنا في الرأي فهو عدونا نحاربه ونهمشه . ولربما تبين لأصحاب القرار في الحكومة من عدم ترشيح الرئيس لولاية أخرى ألقى بظلاله على الساحة السياسية السودانية ورجعوا إلى صوابهم بالجلوس إلى المفاوضات وانتهاج سياسة صوت العقل والضمير الإنساني وفي مقدمتها أمن واستقرار وراحة المواطن البسيط والذي هو القاعدة الأساسية التي يتوجب أن يكون وجودهم مرتبط بها مباشرة من وادي حلفا أو بور تسودان أو في دارفور أو آبيي بعد أن تجرعوا بشتى أنواع الفقر والجوع والاضطهاد والتشرد والقتل وعلى المستوى الاقتصادي والاجتماعي وما يشهده الحال وهو غني عن الشرح أصبح المواطن الكادح لا يستطيع أن يؤمن قوة يوم واحد لعائلته والسبب معروف للكل التخبط والقرارات الفردية المجحفة بل في بعض الأحيان تكون مضادة للمواطن بصورة مباشرة أو غير مباشرة وانتشار الفساد الأخلاقي والمالي والتمكين وإقصاء الغير .
نتمنى أن يكون ذلك العهد القديم قد أصبح في عالم في طي النسيان ونبدأ بفتح صفحة جديدة مشرقة زاهية تحت بوتقة واحدة أسمها مصير السودان مصيرنا لما يجمعنا من وطن واحد ونشرب من نيل واحد ونتنفس هواء وطن واحد وتحت سماء وطن واحد وقبلتنا واحدة وأرض وطن واحد ووجهتنا واحدة الهدف الأخير والمقدس أيجاد أنجع السبل الحديثة لبناء دولة القانون يسودها التسوية في المواطنة والحقوق والحريات المكفولة بجميع ألوانها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري وأن تكون مورثاتنا أهم رابط بين القبائل السودانية محور اهتمامنا وعمود اتفاقنا المرتقب بإذن الله ونرمى خلف ظهورنا كافة الخلافات والمرارات السابقة ونتحدث بذهنية جديدة مبنية على التسوية في كافة الحقوق والواجبات لا يفرق بيننا لون أبيض على أسود أو عربي على زنجي أو مسلم على مسيحي . شعارنا المصلحة العليا للسودان والعيش بسلام وأمان وأمن واستقرار وبناء مستقبل واعد لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا عبر وضع دستور دائم للسودان الموحد المستدام تحت كلمة واحدة سواء السودان فوف الرؤوس ومصلحة الوطن والمواطن هي النبراس ونصب أعيننا مقدمة على كافة المصالح الحزبية والشخصية وخلافها . نعيد للسودان سيرته الأولى يكون مضرب الأمثال في المستقبل مستفيدين من تجاربنا السابقة .وتكون عنوان للآخرين للتأسي بها .
ونرجو من المولى العلي القدير أن يتوافقوا لتفعيل حكومة وطنية (( تكنوقراط ))تشمل كافة ألوان الطيف السياسي من شخصيات سودانية خالصة من الأوفياء والمشهود لهم بالنزاهة والاستقامة السياسية والوطنية والحادبين على المصلحة العليا للسودان لوضع الأسس الحكيمة لقيادة السودان تحت دستور موحد شامل لكل متعلقاته .
ندعو الله مخلصين أن يتم التوفيق والخروج بدستور شامل سوداني خالص .
والله من وراء القصد وهو المستعان ،،،،،،،،،
عدلي خميس
[email]Zinap5858@yahoo.com[/email]