محمد طاهر العيسابي : إلى مسؤولينا في السودان .. نزلوا القزاز !!
فلماذا لا يستفيد وزراؤنا ومسؤولينا من هذه التقنيّة للتواصل مع مواطنيهم والالتقاء بالجمهور ليستمعوا إلى شكاويهم وآرائهم ومقترحاتهم ويأخذون تقارير الأداء من العـــــــــــامة بكل تلقائية وليس من الخاصة . فقد تأتي إليك فكرة من مواطن عادي لم تطرأ على أمخاخ المستشارين ،، لن نطالبكم بحل كل المشاكل التي تطرح عليكم لأننا نعرف أن ليس في يدكم عصا موسى ،، ولكن) لتحلوا ) منها ما استطعتم فلن يكلف الله نفسا إلا وسعها ،، ولتضعوا لنا خططا لحل مالا تسطعونه في الحال ،، لماذا لا تسمحون بخروج الهواء الساخن من صدور رعيتكم ورد المظالم لكي لا تتحول لدعوة تصيبكم ،، اتقوا دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب .
وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجه ، ذكر أنه يقضي ساعتين يوميا على facebook للتواصل مع المواطنين ولقراءة رسائل الفيس بوك والرد عليها, وللمشاركة في النقاشات الفكرية مع بعض الكتاب والمثقفين عبر صفحته الخاصة أو عبر بعض روابط المقالات التي يضعونها على صفحاتهم الشخصية وله أكثر من5000صديق ما بين إعلاميين ومثقفين ومواطنين ،، وقال أنه اتخذ عدة قرارات بناءا على أقتراحات عبر البريد ،، وسئل عما إذا كان الموقع الإلكتروني قد سبب له (صداعا) قال خوجة : بالعكس أعاد صلتي بمعارف قديمة، وعرفني على شرائح مختلفة ومتنوعة من المواطنين، وقد استفدت منهم جميعا، إما بالاقتراحات أو الشكاوى أو الآراء البناءة التي أعتقد أنها ساهمت في تطوير آلية العمل في الوزارة أو ستسهم في ذلك مستقبلا.
أعجبت (بحادثة ) نشرتها الصحف قبل يومين لسوداني بسيط يعمل ( كحارس ) بوابه بإحدى منازل الدبلوماسيين البريطانيين بالخرطوم ، تم فصله( تعسفياً ) من العمل بالسفارة البريطانية بالخرطوم ( كما يدعي ) ، ولم تفلح كل جهوده باستعادة ( حقه ) بعد أن طرق أبواب السفارة ومكتب العمل ووزارة الخارجية السودانية ، فعندما أوصدت الأبواب في وجهه ( كما روى ) فكر في البحث عن ( إيميل ) رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وأرسل له شكواه وتظلمه من سفارته بالخرطوم ، فجاءه الرد سريعا من السيد ديفيد كاميرون عبر السفارة البريطانية بالخرطوم موجهاً بإيحاد حل عاجل لمشكلته وشكر رئيس الوزراء البريطاني الرجل مخاطبته له وتكبد المشاق والتعب من أجل الوصول إليه!! يعني لم يقل : ( حصلت على عنواني من وين ولى وين ) أو ( منو الاعطاك رقمي ) كما يحدث عندنا دائماً نترك اللب ونمسك في القشور !
يقول الرجل :
( بدأت قصتي أكثر غرابة من غيرها ولم تأخذ هذه الإبعاد إلا بعد أن تدخل السيد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني فيها من خلال رده علي الشكوى التي كتبتها له عبر بريده الإلكتروني موضحاً فيها الظلم الذي وقع علي جراء فصلي تعسفياً من الخدمة بالسفارة البريطانية بالخرطوم علماً بأنني تم اختياري في العام 2009 كأحسن موظف في السفارة وعلي خلفية هذا الاختيار سلمت شهادة وأما في العام2010م فكان أدائي بالسفارة ممتاز.
ومضي : وأوصلت في شكوتي لرئيس الوزراء البريطاني الأسباب التيأدت إلي فصلي حيث أشرت أن الأمور من لحظتها لم تمض بالصورة التي يجب أن تمضي عليها بعد الإشادات التي تلقيتها من مرؤوسي بالسفارة وبدلاً من أن يتم تحفيزي قاموا بفصلي بعد أن قالوا للمسؤولين أنني أقط في النوم أثناء الخدمة في حين انه لم يحدث شيء من هذا القبيل وعليه تم فصلي تعسفيا ) .
دولة الظلم ساعة ودولة العدل الى قيام الساعة .. لماذا رد رئيس الوزراء البريطاني ( بنفسه ) عاجلاً ..ببساطة لأنه ليس له جيوش أو ( بطانة ) حوله تحجبه عن الناس وتظلل له ضوء الشمس الساطعة ، فيرى بعيونهم ويكتب بأيديهم ويسمع بآذانهم!
ألا يستحق أن يكون رئيس وزراء بريطانيا ( قدوة ) في هذا الموقف لكثير من المسؤولين في بلادنا !!
لماذا لا نستفيد من (التقنية ) للتواصل مع المواطنين ولماذا لانقتطع من وقتنا (اليسير ) لنتعرف على كثير مما يخفى علينا ولا تأتي به ( التقارير ) ونرد كثير من المظالم التي سيسألنا عنها الله رب العالمين .
نقطة سطر جديد :
يا مسؤولينا في الســودان نـــزلـوا القزاز ليتواصل معكم الناس .
يسلم يراعك يا أستاذ محمد طاهر العيسابي وما قلت إلا الحقيقة، وهم مش رافعين القزاز وبس وكمان مظللنوا وعاملين زي النعام دافنين رؤزسهم في الرمال وما يهمهم إلا من يقربهم أو يجاورهم.