تحقيقات وتقارير

ماذا وراء إرتفاع حالات الطلاق ؟

[JUSTIFY]تفشت في الآونة الأخيرة ظاهرة الطلاق في مجتمعنا بصورة كبيرة ومزعجة ودخلت كل البيوت وفي الكثير من الأحيان قد تكون فترة الزواج قصيرة جداً شهور بل أيام. وكشفت آخر الإحصاءات بأن نسبة الطلاق وسط الزيجات الحديثة 23% بمعدل حالة طلاق لكل ثلاث زيجات والمتابع لطلبات الطلاق التي أمام المحاكم يجد أسبابها تنحصر في زواج الطفلات والظروف الاقتصادية والهجرة وبسبب الغيبة وعدم الإنفاق والإعسار وغيرها.. فالمحاكم تصدر أحكامها والمطلقات يتربصن بأنفسهن والمجتمع لايرحم بنظرته السالبة لهن. وأوضحت إحصاءات ثلاث محاكم شرعية بوسط الخرطوم أن عدد حالات الطلاق خلال العام 2012 بلغت 9416، فالطلاق أبغض الحلال عند الله ويجب أن يكون آخر الحلول بين الأزواج..و لكن.

حكايات حزينة:

حكايات محزنة ومؤلمة تمزق نياط القلوب وتدمع العيون وتملأ النفوس هماً وغماً داخل المحاكم الشرعية فالسؤال الذي يطرح نفسة: هل من علاج… وأسئلة حائرة يجيب عليها أصحاب القضية ورجال الدين وخبراء القانون وغيرهم من المختصين فإلى المضابط:

بداية حدثتنا «ع،م» زوجة في ريعان شبابها جاءت إلى المحكمة طالبة من عدالتها الطلاق من زوجها الذي أنجبت منة خمسة أطفال وتركهم لمدة سبع سنوات بالهجرة بحجة البحث من مصدر رزق وعدم إرساله للمصروفات ولاحتى مجرد السؤال عنهم.

وحكت أخرى ماسأتها والدموع تملأ عينيها بنبرات حزينة: جئت طالبة الطلاق لعدم تحمل زوجي للمسؤولية ويدفعني للشارع لجلب المال والرزق وضرب ي في حالة عدم توفير المصروف اليومي للأسرة.

وتحدثت أميرة عبدالله بحسرة شديدة من زواجها برجل بخيل وقد مر على زواجها عام وكأنه عشرون عاماً وأصبحت الحياة لاتطاق وشعورها باليأس لعدم اقتناعة بالطلاق من الأهل والجودية.

وتحدثت أخريات عن حجم معاناتهن في ظل الظروف المعيشية الصعبة وعدم التزام أزواجهن بالنفقة وهناك من خرج ولم يعد وليس لهن علم إلى أين ذهب؟ وتنوعت أسبابهن ومعاناتهن.

عدم التكافؤ والتسرع:

تقول الموظفة انتصار علي: واحدة من الأسباب عدم الاختيار المناسب وحيث يكون زمن ضيق خلال أسبوع أو 15 يوماً بجانب عدم التكافؤ والتسرع وغالباً مايكون عريساً مغترباً وهذا محكوم عليه بالفشل، كما أن الزوجة أصبحت غير مستقرة وغير مسؤولة و ارتباطها بأسرتها والاعتماد عليها في ادارة المنزل رغم تعليمها حيث لاتوجد لديها أية خبرة بجانب عدم احترام وتقدير «للنسابة» من الجانبين بجانب الضغوط الاقتصادية.

عشوائية الاختيار:

وتقول الخالة بتول عثمان ربة منزل قد كان الاختيار في السابق يتوقف على أهل العريس أوالعروس ومعرفة الأصل والفصل والأخلاق وحالياً يتم ذلك دون إشراك الأهل ويكون الاختياربصورة عشوائية والعقد عند التعارف، وفي حالة حدوث أي طلاق يتداركه الأهل بواسطة كبير العائلة وحالياً لا يوجد هذا، مطالبةً بالرجوع للزواج التقليدي.

قال الموظف محمد حمد ان: السودانيون معروفون بتماسكهم اجتماعياً، ومعالجةمشاكلهم داخل الأسرة بواسطة الأهل والجودية والجيران، بجانب دور قادة الرأي في المنطقة والعمدة والمشايخ وغيرهم في حلحلة المشاكل وعودة المياه إلى مجاريها، إلا أن تطور الحياة و تعقيداتها وإيقاعها السريع والضغوط الاقتصادية ساهمت بصورة كبيرة في ازدياد نسبة الطلاق بالإضافة للزواج الجماعي.

«4458» حالة لعام واحد:

كشفت إحصائيات ثلاث محاكم شرعية بوسط الخرطوم للأحوال الشخصية لعام واحد عن الارتفاع الكبير في نسبته، حيث وصلت إلى «4458» حالة وقد بلغ عدد حالات الطلاق بمحكمة النصر ( 2049) فيما سجلت بمحكمة الكلاكلة ( 1909 ) حالة، بينما كانت حصيلة محكمة الخرطوم(1000 ) حالة من غير الطلاقات التي تتم داخل المنازل برضى الطرفين.

عمقت من ذلك:

من ناحيتها عزت دكتورة عنايات النقر باحثة اجتماعية بجامعة النيلين الظاهرة لعدم لعدم تحمل الرجل لمسؤلياته إضافة للزواج المبكر بجانب متغيرات الحياة اليومية من غلاء المعيشة، موضحة بأنها عمقت من إشكاليات الطلاق، إضافة للإصرار وعدم التنازل بين الأزواج مما يجعل الحياة مهددة بالانهيار مشيرة لفقدان الرجل لمكانته عند الأسرة لتنازله عن تحمل مسؤولياتة أرجعت ذلك لتداخل الأدوار بين الرجل والمرأة إضافة لعدم الاختيار السليم بجانب عدم التواصل الوجداني والروحي والعاطفي بسبب الزواج المبكر مشيرة لأثر الزواج الجماعي التقليدى في عدم استقرار الحياة الزوجية، وزادت أن الطلاق يتسبب في الكثير من الأمراض النفسية والعصبية، ولذا كان آخر العلاج في القرآن الكريم موضحة أنه يجب أن يكون تدريجياً بالانفصال الفكري والجسدي والوجداني والاقتصادي.. وطالبت عنايات بضرورة وضع حلول لهذه الظاهرة الخطيرة وأن يكون محك اختيار الزوج التقوى موضحة أن الرجل المتدين لا يظلم المرأة، بالإضافة لمرونة التفكير بين الزوجين في حل ومعالجة المشاكل وضبط النفس وكظم الغيظ..

فيما عزا خبراء قانونيون الظاهرة للوضع الاقتصادي الراهن، موضحين أن معظم طلبات الطلاق لعدم الإنفاق والإعسار والشقاق والغياب، موضحين أن الفصل فيها يتم أمام قاضي المحكمة الشرعية.

ميثاق غليظ:

من داخل هيئة علماء السودان حدثنا مولانا عبد الرحمن حسن أحمد حامد وقال: إن الله سبحانه وتعالى جعل عقد النكاح ميثاقاً غليظاً لأنه وسيلة لبناء الأسرة وتعاقب الأجيال وبقاء النوع، فإنه مقصد أسمى وهدف أعلى وهو من أخص سنن المرسلين عليهم السلام.. فحلُّ العقد بالطلاق يؤدي إلى هدم البيت السعيد وتفكيك الأسرة كما يؤدي لخراب المجتمع إذا تفشى، فهو شرع ولكنه آخر نتيجة يجب أن يصل إليها الطرفان عند استحالة العيش بينهما وليس حلاً لمشكلة.. وعزا ازدياده في الآونة الأخيرة لابتعاد الطرفين عن منبع الدين وتأثر كل منهما بالأفكار والثقافات الوافدة، كما أن للجانب الاقتصادي دوراً كبيراً في تزايد حالات الطلاق بجانب تدخل الأسر في شؤون الزوجين مما يؤدي لوقوع الفرقة والطلاق، داعياً لتكثيف التوعية الدينية في أمر الزواج ومحاولة إيجاد حل لمشاكل الشباب المالية.

صحيفة آخر لحظة
زكية الترابي[/JUSTIFY] tlag

تعليق واحد

  1. للاسف اصبح كارثة ،،، فلي تجربة شخصية نزلت السودان وفي قضون 15 يوم تزوجت بمن لا اعرف عنها اي شي والان لا يوجد اي تواصل عاطفي او روحي بيننا فانا في حيرة من امري…..